الشريط الإخباري

الشهيد الطيار أيهم ديوب.. قصة مجد لنسر عشق وطنه

حمص-سانا

تزدان سورية ببطولات خطها نسور نذروا أرواحهم لحماية سمائها وأرضها ومائها ومن تلك البطولات حكاية الشهيد الطيار أيهم راشد ديوب أحد أبطال الجيش العربي السوري الذي سطر أروع ملاحم التضحية لتدون في أساطير المجد حكاية عشق مقدس لأرض المحبة والسلام.
وأطلق عليه قادته في الميدان لقب رجل المهمات الصعبة فـ “أيهم” الإنسان كما يقول والده “تميز بصفات النبل والشهامة والإيثار.. وأيهم البطل كان المقدام في ساحات الوغى.. أما أيهم الشهيد فقد ارتقى إلى العلياء مضحيا بروحه الطاهرة فداء لمعشوقته سورية وكرامة شعبها وسيادة أرضها”.
ولم يعرف أيهم إلا دروب النصر .. فكانت رسالته “الشهادة حتى النصر” ويقول عن ذلك الأب راشد “كان ولدي نسرا من نسور وطنه واجه ببسالة الإرهابيين الذين حاولوا تدنيس أرض الوطن فتراب سورية الطاهر محال على أعدائها تدنيسه”.
وكان أيهم يخبر والده بكل طلعة جوية له لكن في طلعته الأخيرة يقول الأب “أخبرني ولدي أن لديه مهمة صعبة وعندما يعود سيتصل بي لكنه لم يتصل فروحه الطاهرة أبت أن تعود إلى الأرض فاختارت موطنها الجديد وارتقت إلى العلياء حيث الخلود”.

999أما والدة الشهيد المدرسة الفاضلة رئيفة الحسن فأكدت أن أيهم كان يؤمن بأن الجسد يفنى وتبقى الروح وكان دائما يخبرها “إن كل شخص وضعه الله أمانة عند عائلته وعندما يريد الله أن يسترد أمانته يجب أن نردها إليه” لافتة إلى أنها مثل كل الأمهات كانت دائما تنتظر عودته وفي إجازاته كان لا يفارقها يجلس بجانبها ويحدثها عن سورية وعن بطولات أصدقائه وكان دائما يقول لها “كلنا مشاريع شهادة لو لم أكن جنديا لانتسبت للدفاع الوطني لادافع عن سورية وطني”.
وأضافت “إن من الصفات التي تمتع بها أيهم الحنان وتقديم المساعدة للآخرين” مبينة أنه حتى في إجازاته يفكر بأصدقائه ويسعى لتقديم المساعدة لهم.
ولفتت إلى أن آخر لقاء جمعها مع ابنها الشهيد كان في رأس السنة الميلادية حيث احتفلت العائلة بقدوم العام الجديد لكن هذه المرة كان الاحتفال غريبا.
وتتابع أم الشهيد “أصر أيهم على التقاط الصور التذكارية مع العائلة كما أصر على أن يرتدي والده ثياب سلاح الجو ولم تبرح وجهه الابتسامة كما اهتم بكل أفراد العائلة فكانت عيناه تقول “أريد أن أترك لكم ذكرى جميلة”.
وأضافت “كنت انتظر عودته لأزفه عريسا .. فزففته عريسا للوطن لترقد روحه بسلام وطمأنينة”.
من جهتها قالت لينا أخت الشهيد “كان أيهم حنونا جدا تعلمت منه انبل القيم فمنه تعلمت الشهامة والبطولة والتضحية والحمد لله الذي شرفنا باستشهاده لتبقى ذكراه عطرة في قلوبنا”.
وخطيبة الشهيد التي كانت تستعد للزفاف قالت “جمعتنا علاقة حب دامت ثلاث سنوات وكنا نستعد للزفاف لكن استشهاد شقيقي منعنا من ذلك وقررنا أن نتزوج بعد مضي عام على استشهاده لكن القدر كان أسرع منا” مضيفة والدموع تنهمر من عينيها “أيهم كان كريما جدا وفيا وصادقا وحنونا ومحبا لأصدقائه”.
وتحفر في وجدنها كلمات الأغنية الوطنية التي كان دائما يرددها أيهم عند كل لقاء والتي تقول “نحنا الجيش لو متنا معليش.. فدا سورية حتى أهل بلادي يتهنوا بالعز” وقبل ساعة من استشهاده طلب منها الاستعداد للزفاف بعد عودته .. لتزفه مع أهله وأصدقائه ومحبيه عريسا للوطن ونسرا من نسوره الأبطال.
سكينة محمد