الشريط الإخباري

«هنانو».. التاريخ يُستعاد من جديد –بقلم: أحمد ضوا

 كلما طهر الجيش العربي السوري منطقة أو قطعة من الأرض السورية من الإرهاب يكون المدنيون المستفيدون في الدرجة الأولى والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي في الدرجة الثانية.‏

فالإرهاب وداعموه لا يهددان الشعب السوري فقط وإنما يشكلان خطراً حقيقياً على الأمن والسلم العالميين وخاصة المدنيين، وهو ما لمسته شعوب الأرض طوال الانتشار الإرهابي في المنطقة وخارجها، ولم تسلم منه المدن الغربية والأميركية، حيث كان المدنيون هم الضحايا لسوء السياسات المستخدمة للإرهاب في تحقيق أغراض سياسية وتعزيز مصالح قومية.‏

ومن منطلق الحرص على المدنيين في الأحياء التي يدنسها الإرهابيون في مدينة حلب، والدور الدولي للجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب كان اليوم تخليص منطقة غالية من حلب من وباء الإرهاب تعكس من اسمها تاريخ سورية الاستقلالي، ودورها الرائد في مقارعة الاستعمار والظلم اللذين يشكل الإرهاب وجههما الآخر في كل منطقة مرت عليها جحافل القتل والظلم والتخلف.‏

لا شك في أن إعادة الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إلى منطقة هنانو يعزز أمل المدنيين في أحياء حلب الشرقية الذين يعانون لأخذهم دروعاً بشرية من قبل الإرهابيين بقرب انتهاء هذه المعاناة الطويلة والعودة إلى حماية ورعاية الدولة السورية التي رغم كل الضغوط والتهديدات بقي المدنيون في كل أنحاء سورية بوصلتها وهدفها الأول لحمايتهم وتأمين حياة كريمة لهم.‏

كما يعد هذا الإنجاز بمنزلة رسالة صريحة لكل الدول التي تدعم التنظيمات الإرهابية مفادها: إن الجيش العربي السوري مصمم على استئصال الإرهاب وهزيمته في كل شبر على الأرض السورية.‏

وكما العادة ـ وفي كل إنجاز يتحقق على أيدي أبطال الجيش العربي السوري ـ سيحاول داعمو الإرهاب ومستثمروه طمس أهمية هذا الإنجاز وتصويره في وسائل دعايتهم الكاذبة أنه اعتداء على المدنيين، بينما الواقع على الأرض يؤكد أن سيطرة الجيش على هذه المنطقة ستصب بالدرجة الأولى في مساعي الدولة السورية لإخراج المدنيين من أحياء حلب الشرقية، والعمل باتجاه إيجاد حلول تفضي إلى إنهاء الوجود الإرهابي في هذه الأحياء عبر الضغط على التنظيمات الإرهابية فيها، وقطع سبل الدعم الخارجي لها وإفقاد الإرهابيين أي أمل بجدوى بقائهم في هذه الأحياء وأخذهم أهاليها دروعاً بشرية.‏

في كل يوم يمر على معركة سورية بوجه الإرهاب يزداد الأمل اتساعاً بقرب خلاص أهالي حلب من الكابوس الإرهابي والأيام القادمة ستحمل إلينا بشائر انتصارات جديدة بسواعد أبطال أخذوا على عاتقهم إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الربوع السورية.‏

لقد أعطى الجيش العربي السوري التنظيمات الإرهابية في الأحياء الشرقية من حلب العديد من الفرص لمغادرة هذه الأحياء حرصاً على المدنيين، ولكن هذه التنظيمات التي تنفِّذ أجندات خارجية أصرت على تعنتها واستخدامها المدنيين دروعاً بشرية في معركة الاستمرار والاستثمار الإقليمي والدولي، ولكن لن تطول الأيام حتى تجد نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما الهزيمة النكراء التي تضيق فرصها كثيراً من أحياء حلب الشرقية، أو مواجهة الموت على يد أبطال الجيش العربي السوري. وعلى الذين يتاجرون بالقضايا الإنسانية، ويذرفون دموع التماسيح على المدنيين أن يوعزوا إلى أدواتهم الإرهابية لترك حلب إلى أهلها بدلاً من الموت المحتم الذي ينتظرهم.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني