ندوة “الثقافة في مواجهة الإرهاب” بدار الأسد .. إطلاق مشروع ثقافي شامل في مواجهة التطرف-فيديو

دمشق-سانا

ركزت الندوة الوطنية التي أقامتها وزارة الثقافة تحت عنوان “الثقافة في مواجهة الإرهاب” بمشاركة باحثين ومفكرين من سورية ولبنان على ضرورة إطلاق مشروع ثقافي شامل في مواجهة التطرف.2

وتناقش الندوة التي أقيمت في دار الأسد للثقافة والفنون بمناسبة يوم الثقافة السورية وتستمر يومين محورين رئيسين هما منابع الفكر الإرهابي وأسباب انتشاره ومرتكزات المواجهة الثقافية للإرهاب.

ورأى محمد الأحمد وزير الثقافة في كلمة ألقاها خلال افتتاح الندوة أن المثقفين المتحررين المتنورين هم المستهدفون من الفكر التكفيرى الارهابى مستعرضا أسماء شخصيات أدبية وثقافية وعلمية قضت على يد “أصحاب الفكر المتطرف بدعوى الدفاع عن الدين وهو براء منهم ومن فتاويهم السوداء الساعية لاخضاع الناس لافكارهم المريضة”.

وأكد وزير الثقافة أنه يقع على كاهل المثقفين عبء ثقيل في التصدي للخرافات والأباطيل التي يحاول المتطرفون بثها في عقول الناس للاستحواذ على أرواحهم وأفئدتهم لافتا إلى دور علماء الدين الحقيقيين في تأكيد طبيعة ديننا الحنيف المتسامحة وبناء الانسان المتنور معتبرا في الوقت نفسه ان سورية وهي محور تلاقي الحضارات لا يمكن أن تصبح ساحة لنشر الأفكار الإجرامية المتخلفة.

وبين الأحمد أنه لدى مؤسساتنا الثقافية والتعليمية عمل ضخم لترسيخ وتأصيل الفكر الإنساني المتنور والمتحرر من الأوهام وتحقيق كل ما من شأنه أن يأخذ بيدنا لعالم أرحب وأكثر إشراقا في موازاة تضحيات جيشنا الباسل ومواجهته للتنظيمات التكفيرية.3

وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح في كلمة له: إن “السوريين يتشبثون منذ نحو ست سنوات بالضوء ويحاربون الظلمة والجهل لأن بلادهم مهد للكلمة والانسانية والحياة منذ الأزل ولم تحن قامتها وعاندت إرادات الموت والفناء فحق لها أن تكون ابنة الحياة للأبد”.

وأوضح رئيس اتحاد الكتاب أن المشاركين في الندوة مطالبون بالبحث عن الدور الذي يجب أن تنهض به الثقافة لمواجهة الإرهاب عبر تحديد منابع الفكر الارهابي وأسباب انتشاره ومرتكزات المواجهة الثقافية للإرهاب معتبرا أن السوريين الذين يدفعون منذ سنوات ضريبة الانتماء إلى الاعتدال وثقافة المقاومة والقرار الوطني المستقل قادرون على تحقيق هذا الهدف وتحصين الوعي.

من جهته قال الدكتور خلف المفتاح عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والاعلام في تصريح للصحفيين: إن” الإرهاب والتطرف يتحركان في مساحات الجهل ما يعزز الحاجة لتشكيل ثقافة لمواجهة الارهاب تقوم على تجفيف منابعه من خلال خطاب ملتزم يقوم على المسامحة والمحبة ويظهر الدين على حقيقته كبعد وعلاقة انسانيين”.5

واعتبر المفتاح أن تعدد أشكال الارهاب الذى تتعرض له سورية خلال الحرب التي تشن ضدها من الفكر إلى الاعلام فالسلاح يؤكد ضرورة إطلاق مشروع ثقافي على مستوى الساحة السورية والعربية والعالمية لتفنيد عناصر الإرهاب داعيا إلى تولي المثقفين والكتاب والباحثين زمام إدارة هذا المشروع لتشكيل ثقافة اجتماعية نابذة للارهاب والتطرف مع التركيز على الجانب التربوي.

ودعا رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطرى إلى إطلاق منابر ثقافية ودينية تقدم انموذجا في إطار شراكة حقيقية لمواجهة الارهاب ونشرها على الصعيدين العربي والدولي.

وفي تصريح مماثل قال سماحة المفتى العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون.. ان “المعركة في العالم اليوم معركة ثقافية فدين بلا ثقافة جاهلية واقتصاد بلا ثقافة احتكار وسياسة بلا ثقافة ظلم وطغيان..والثقافة هى الكلمة التى تسمو بالانسان فكرا وروحا وعقلا ودينا والدين ان جرد من الثقافة غابت عنه كلمة اقرأ”.4

وأكد المفتى حسون أننا في سورية مع الثقافة في كل ميادينها الدينية والثقافية والاقتصادية والانسانية مستجيبين لمنهج إلهى بدأ مع كلمة اقرأ المفتاحية معتبرا أن “ما فرق العرب إلا فقدان الثقافة الحقيقية وطغيان الجهل الذي حولهم لفرق تقتل بعضها” مشيرا إلى أن سورية انتصرت على كل النزعات والظواهر الغريبة عنها بفضل شعبها وجيشها والثقافة التي يحملانها.

ويتضمن اليوم الأول من الندوة قراءات لباحثين حول “الجذور الفكرية والعقائدية لظاهرة الارهاب” و”الارهاب اداة مشروع الهيمنة الصهيوامريكي”.

واستعرض الدكتور حسام شعيب الجذور الفكرية والعقائدية للارهاب حتى القرن الثاني عشر الهجري على يد محمد بن عبد الوهاب اضافة إلى اتساع الافكار الوهابية بدعم من الاستعمار البريطاني حيث نشات الافكار الإرهابية التكفيرية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

ولفت شعيب إلى أن السلفية الجديدة التي تدعو إلى الخلافة الاسلامية اعتمدت عنصر الجهاد السياسي على راس برامجها حيث ظهر ذلك جليا في تشكيل التيار الوهابي التكفيري في افغانستان ليظهر بعد ذلك في العديد من المجتمعات بأشكال مختلفة.

من جهته وصف الباحث اللبناني جوزيف ابو فاضل في مداخلته بعنوان “الإرهاب أداة مشروع الهيمنة الصهيو أمريكي” الإرهاب بأنواعه و”التفكير الجهنمي بالعقل الشرير” الذي يعد أداة لمشروع الهيمنة “الصهيو امريكي” من اجل تحقيق مصالحه المباشرة بدءا من العمالة العربية وسايكس بيكو ووعد بلفور وقيام الكيان الصهيوني الغاصب والحروب الاسرائيلية الممولة والمدعومة أمريكيا ضد سورية ولبنان ومصر والعراق إلى أحداث 11 أيلول الذي يتذكره المشروع الصهيو أمريكي وفق مصالحه حتى احتلال أفغانستان والعراق ومشروع كوندوليزا رايس “الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الجديد” وصولا إلى ما نشهده اليوم مما يسمى “بالربيع العربي”.

وأكد أبو فاضل وجوب مكافحة الإرهاب ومقاومته من البلدان العربية كافة وألا يترك الامر فقط على خط المقاومة والممانعة اضافة إلى دور وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والاعلام والاوقاف والثقافة في تنوير المجتمع في ظل التحديات القائمة بالتنسيق مع الحكومات والاجهزة الامنية والاستخبارية لمكافحة الارهاب بطرق استباقية لمنع انتشاره.

واعتمد علي قاسم في بحثه بعنوان “تراجع المنهج العلمي في التفكير والتحليل” في الجلسة الثانية من الندوة على معادلة رياضية من طرفين والتي لا تحتوي على مجاهيل بقدر ما تضم مفردات تتعلق بالمساحة التي اخلتها طوعا جميع مصادر ومكونات المنهج العلمي لصالح ما هو مناقض لها وأتاحت للخصم فرصة اللعب في الفراغات الناشئة.

ورأى قاسم أن الاشكالية تبدو حاضرة في العنوان من مفردته الاولى التي تجزم أو تحسم المشهد لصالح البت في قضية تعتبر الاكثر صعوبة وتنطوي على اشكالية فائقة التعقيد بحكم ما تطرحه من زوايا مسكوت عنها معتبرا أن ذلك يعد في المحصلة تحديا من الصعب على أي باحث أن يتجاهل معه الواقع معتبرا أن المحاولة هنا ليست في دحض وقائع ومؤشرات أو رد اتهامات وإنما في قراءة السياق الذي خلفته وراءها والتراكمات التي أدت إلى استعصاء مزمن في فهم الحالة أو القفز فوق مخرجاتها وصولا إلى تشريح بسيط لمعادلة معقدة في النتائج.

وعن محور “تراجع الفكر الماركسي” حاول الباحث عطية مسوح ان يتلمس في بحثه اسباب تراجع التاثير الفكري الماركسي في المجتمع العربي بالتزامن مع تراجع الفكر القومي والسياسي الليبرالي ما ادى إلى فراغ في الساحة الفكرية والسياسية العربية ملأته الافكار الرجعية التقليدية مبينا أن تراجع هذا الفكر يعود لسببين الاول يتعلق بالفكر ذاته كونه لم يتطور تكيفا مع معطيات العصر وكون “الماركسيين” قاموا بتغليب بعده الايديولوجي على طبيعته الفلسفية والسبب الثاني يتعلق بالقوى السياسية والمثقفين الذين حملوا هذا الفكر دون ان يمنحوه خصائص البيئة المحلية ودون ادراك طبيعة التغيير الاجتماعي المطلوب في ظروف التخلف والاستعمار والتجزئة.

وتحت عنوان “أسباب تراجع المشروع القومي” رأى الدكتور مهدي دخل الله هذا التراجع مقارنة بما كان عليه الطموح في الخمسينات والستينات يعود إلى أسباب تتعلق بتصعيد فعاليات القوى المعادية لهذا المشروع وأسباب تتعلق بعوامل الضعف لدى القوى الحاملة للمشروع القومي مشيرا إلى التأثير المتبادل بين هذه الأسباب ما ادى إلى تراجع المشروع القومي.

ولفت دخل الله إلى أن القوميين العرب هم المعنيون بمشروعهم ما يحتم عليهم في المستقبل معالجة عوامل الضعف في دينامياتهم باعتبار ذلك اولوية لمواجهة الديناميات المتصاعدة لدى القوى المعارضة للمشروع.

وتتناول الندوة يوم غد “مرتكزات المواجهة الثقافية للارهاب” من خلال محاور العلاقة بين المواجهة الثقافية والمواجهة المسلحة ودور وسائل الاعلام في صناعة الرأي العام ومواجهة الارهاب ومهام الدولة الوطنية التعددية والديمقراطية وسيادة القانون وتعزيز مفهوم المواطنة وترسيخه في الوعي الاجتماعي وتنمية شعور الانتماء للوطن وتعزيز ثقافة الحوار وقبول الاختلاف مبدا في الحياة العامة ونحو خطة ثقافية لمواجهة الفكر الإرهابي.

رشا محفوض – شذا حمود


تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency