الشريط الإخباري

انحسار الاهتمام الإعلامي.. بقلم :أحمد ضوا

اجتمع في العاصمة الأذربيجانية باكو بين الخامس عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري أكثر من سبعين وكالة أنباء في العالم، لمناقشة قضايا سياسية ومهنية وإعلامية من منطلق النهوض بالواقع الإعلامي العالمي وتعزيز التعاون بين وكالات الأنباء لكسر احتكار توزيع الأخبار والمواد الإعلامية من قبل امبراطوريات الإعلام المعروفة، كذلك لمناقشة القضايا السياسية التي تشغل العالم وآفاق تطوراتها المستقبلية.‏

وكان اللافت في ظل هذا الحشد الإعلامي الكبير غياب ما تتعرض له سورية من حرب إرهابية ومحاولة الممثلين الإعلاميين لبعض الدول المشتركة في هذه الحرب استغلال هذا الحشد الإعلامي لتمرير بيانات وأخبار وقصص إخبارية تخدم سياساتهم وتبرر اشتراكهم في إضعاف دول عربية وتدمير البعض منها.‏

وعلى مدى ثلاثة أيام من المناقشات غابت الأزمة في سورية عن التداول المباشر، والخطوة الأولى كما كان يحصل في الملتقيات الإعلامية في الأعوام السابقة، الأمر الذي يعكس وصول الممثلين الإعلاميين للدول المشتركة في الحرب الإرهابية على سورية إلى حائط مسدود وانكشاف أساليبهم التضليلية على كل المستويات وخاصة في تسييس الشأن الإنساني.‏

إن تراجع الاهتمام بالأزمة في سورية في هذا التجمع الإعلامي على الرغم من شدة الحملات السياسية والتصعيد الإرهابي لا يمكن تفسيره إلا في اطار وصول مشغلي الإرهاب الى حالة من اليأس من إمكانية تحقيق أهدافهم في إعادة تكوين جغرافية منطقة الشرق الأوسط وخاصة الولايات المتحدة الأميركية.‏

وكان اللافت أنه بمجرد طرح موضوع الحرب الإرهابية على سورية على اي جهة إعلامية يكون الرد والجواب أن الأمور كلها باتت واضحة، وأن ما تتعرض له سورية هو مؤامرة اقليمية ودولية للنيل من سيادتها ووجودها، وأن الجيش العربي السوري والقوات الروسية استطاعا أن يلحقا هزائم كبرى بالتنظيمات الارهابية التي عولت عليها إدارة أوباما وأدواتها في المنطقة لإسقاط الدولة السورية ليكون ذلك مدخلاً لتغييرات كبيرة وجوهرية في المنطقة.‏

وكان واضحاً أن ممثلي وسائل اعلام الدول المشتركة في الحرب على سورية يتجنبون الخوض في النقاش حول ما ستؤول إليه الأوضاع وخيارات الدول التي تدعم التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي يؤكد أن انتصارات الجيش العربي السوري وصموده خلال ست سنوات من الحرب لم يترك أي مجال أمام الدول المتآمرة على سورية إلا اليأس والقنوط والقبول بحالة الفشل والإخفاق في تحقيق أهدافهم الشريرة.‏

إن غياب أولوية موضوع الحرب على سورية في مناقشات الملتقيات الإعلامية الكبيرة التي تشارك بها وسائل اعلامية من جميع القارات لا يعني بالضرورة أن هذه الحرب ستنتهي في وقت قريب، لكن من المؤكد أنها تعكس حالة من الوعي والفهم لدى الإعلاميين، وخاصة أولئك العاملين في المؤسسات الاعلامية المعادية لسورية وشعبها، بعدم جدوى أو فائدة الاستمرار بنفس السياقات الاعلامية السابقة التي أصبحت‏

مفضوحة لدى الجميع، ولعل الاتفاق بين الكثير من الإعلاميين بملتقى باكو لوكالات الانباء على أنه لا جدوى من استمرار الحرب على سورية، وعلى ضرورة أن تتوقف الدول المشتركة فيها عن دعم التنظيمات الارهابية حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين يشكل النتيجة الأبرز لإخفاق أدوات أميركا الإرهابية في تحقيق ما خططت له عبر (الربيع العربي) ومزاعم الحرية والديمقراطية.‏

وانطلاقاً من ذلك ومع قرب أفول إدارة أوباما المترافقة مع محاولات تضليلية جديدة في الشأن الإنساني يمكن الجزم بأن سورية والدول والقوى الداعمة لها سيكون لهم النصر في معركة الحرب على الإرهاب وإنهاء التسلط والهيمنة الأميركية والغربية على القرار الدولي.‏

أما أدوات أميركا في المنطقة والتي يلف بعضها الصمت إزاء التطورات الداخلية في الولايات المتحدة الأميركية بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وبعضها الآخر المصاب بخيبة أمل كرئيس النظام التركي، فإنها لن تفلت من ارتدادات الارهاب وعواقب اشتراكها في العدوان على سورية، وربما تحمل الشهور القادمة أحداثاً جديدة قد تقلب الطاولة على المأخوذين بالمشروع الأميركي والمنغمسة أيديهم بدعم الإرهاب.‏

صحيفة الثورة

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency