دمشق-سانا
ضمن احتفالية يوم وزارة الثقافة تحتضن صالة المعارض في المركز الثقافي بأبو رمانة حاليا أعمال واحد وعشرين فنانا وفنانة في معرض جماعي لخريجي مركز ادهم اسماعيل للفنون التشكيلية عن النصف الاول من عام 2016.
ويضم المعرض واحدا واربعين لوحة اعتمد فيها الطلاب تقنية الزيتي وبأحجام كبيرة ليقدموا مواضيعهم التي تنوعت بين البورتريه والطبيعة الصامتة والمناظر الطبيعية ودمشق القديمة والحصان العربي والمولوية حيث تنافسوا لإظهار مهاراتهم التي اكتسبوها خلال دراستهم في المركز على مدى عامين صاقلين فيها مواهبهم لتبشر بولادة عدد من الفنانين القادمين لساحة التشكيل السوري.
وعن المعرض قال مدير مركز ادهم اسماعيل للفنون التشكيلية قصي العبدالله الاسعد في تصريح لـ سانا: “اختلفت الاعمال التي قدمها الخريجون ضمن مشاريع تخرجهم في أحاسيسها ومدلولاتها البصرية وتنوعت بما تحتويه كل لوحة من رسالة بصرية فنية تشكيلية موجهة للجمهور”.
واعتبر الأسعد أن هذه الدفعة من خريجي مركز أدهم إسماعيل تميزت عن مثيلاتها من الدفعات السابقة بأصالة العمل الفني المقدم وبجودة التنفيذ ونوعية المواضيع مبينا مدى الاهتمام بتقييم وتقويم عمل كادر المركز التدريسي وتطوير الأداء في منهج التدريس والخطط التدريبية مما ينعكس إيجابا على مستوى الخريجين وزيادة مهاراتهم وإبداعاتهم الفنية.
وأشار الأسعد إلى أن المركز يعمل ضمن ظروف استثنائية صعبة بسبب ما تتعرض له سورية من حرب إرهابية مؤكدا أن ما ينتج من أعمال الخريجين يعكس طموح طلبة المركز وجهد الاساتذة ويشكل تحديا حقيقيا وصمودا في وجه الفكر التكفيري رغم الصعوبات “ومنها انخفاض أجور المدرسين”.
بدوره قال التشكيلي حسن حسن المدرس في المركز..”جاء المعرض متنوعا بالاعمال الفنية والإبداعية المختلفة وكان المستوى الفني للخرجين أكثر من جيد” مبديا اعتزازه بالأعمال المشاركة في المعرض ومؤكدا ضرورة مواظبة الخريجين على التعلم وتطوير مواهبهم وصقلها بشكل مستمر حتى يكون لكل واحد منهم خطه الفني الخاص.
أما التشكيلي ناثر حسني المدرس في المركز فقال: “المعرض جيد جدا والسوية الفنية عالية ولقد بدأ الطلاب من الصفر وعن طريق الممارسة اليومية لموهبة الرسم تمكنوا من الوصول لدرجات عالية من الفن” مشيرا إلى وجود اختلاف بأعمال المعرض تبعا للاختلاف بين شخصيات الطلاب وانعكاسها على عملهم الفني.
وتوجه حسني إلى الطلاب بنصيحة أن يستمروا في ممارسة العمل الفني متمنيا أن يكون لهم قريبا معارض متعددة يقدمون من خلالها نتاجهم الفني الراقي والجميل ليعكسوا حضارة بلدهم وشعبهم “لأن عظمة الشعوب تقاس بعظمة فنانيها”.
الطالب أحمد العبد الله الأسعد الذي قدم أعمال بورتريه جسدت أساتذته قال: “معرض تخرجنا من المركز محطة تشكيلية فنية تضيف لنا قيمة معنوية حيث نتلقى مجموعة من الآراء الإيجابية والسلبية لنكون دائما بحالة تقدم وتطور” لافتا إلى أن مشروع تخرجه الذي تمحور حول أساتذته الذين يدين إليه بفضل كبير سيعمل على تطويره لاحقا عبر رسم وتوثيق التشكيليين السوريين الكبار الذين أثروا في تطور الحركة التشكيلية السورية.
الخريجة إسراء بارودي قدمت ثلاث أعمال عن الطبيعة الصامتة وقالت: “اتبعت الأسلوب الواقعي وركزت على البساطة من خلال الفكرة والعناصر وعبرت عن الجمال بالألوان وتحليلها ومزجها” مبينة أنها ستعمل بجد اكثر لتطوير قدرتها الفنية حتى تصل لمعرضها الفردي الأول.
أما الخريجة نور عرفات فقالت: “مشروعي يتضمن مجموعة من الأشكال والأحجام الجامدة التي لا حياة فيها ومنها الفخار والزجاجيات والنحاسيات والفواكه وفقا لقواعد فنية فجاءت لوحاتي متنوعة الاشكال والالوان لمنح الموضوع بهجة ومتعة تؤدي الى تنقل العين باستمرار واكتشاف علاقات جديدة تثير اهتمام المشاهد والانسجام بين مختلف العناصر وتحقيق وحدة فنية متكاملة تدعم التكوين وتقويه”.
وأوضحت أن الأسلوب الذي اتبعته في اللوحات الثلاث اعتمد على ضربات الريشة الواضحة في كل لوحة والألوان القوية لجذب المشاهدين لافتة إلى أنها ستبدأ بإنجاز عدد من الأعمال لتتمكن من إقامة معرضها الفردي الأول.
وقال الخريج قتيبة معمو: “قدمت لوحه زيتية على قماش وأطلقت عليها اسم علا وهي من ضمن ثلاث لوحات لمشروع تخرجي وحاولت عبرها التعبير عن حالة خاصة لصور واحلام من عمر الطفولة” متمنيا الوصول باللوحة لآفاق جديدة يستطيع من خلالها أن يرصد ما وراء الأشياء.
يذكر أن مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية يتبع لوزارة الثقافة وتأسس عام 1959 وحمل اسم الفنان الراحل أدهم إسماعيل اعتباراً من عام 1968 وهو مخصص للأطفال واليافعين ويدرس اختصاصات الرسم والتصوير الزيتي والنحت والحفر والخط العربي وتاريخ الفن والتشريح وأصول الرسم وعلم الجمال.
محمد سمير طحان