كلينتون ليست الخاسر الوحيد!-بقلم: أحمد ضوا

لم تكن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون الخاسرة الوحيدة في معركة الانتخابات الأميركية، فوسائل الإعلام التي روجت وساهمت في حملتها الانتخابية شاركتها الخسارة ذاتها في فقدانها لميزة صناعة الرأي الانتخابي.

لن ندخل في تحليل أسباب خسارة كلينتون وفوز ترامب، فالأمر مرتبطٌ بالناخب الأميركي والنظام الانتخابي في الولايات المتحدة، والأهم من ذلك شخصية هيلاري كلينتون وطروحاتها التي ابتعدت على ما يبدو عن هموم المواطن الأميركي إلى تلبية أوهام بعض الدول العربية والاقليمية والدولية في العدوان ودعم الإرهاب والتطرف.‏

قد يستغرب البعض الحديث عن خسارة وسائل الإعلام الداعمة لكلينتون والتي كانت نسبتها تشكل 75 بالمئة حول العالم في حملة الانتخابات الأميركية، وهنا نقصد معركة الرأي العام والتأثير طبعاً.‏

على مدار الحملة الانتخابية الأميركية سعت وسائل الإعلام المؤيدة للمرشحة كلينتون إلى تعقّب أيّ تصريح أو زلة لسان للمرشح ترامب لاستثمارها في تشويه صورته أمام الرأي العام الأميركي والعالمي، لدرجة وصلت ببعض وسائل الإعلام الإقليمية إلى تشويه بعض التصريحات وإيهام الناس أن فوز ترامب هو من قبيل الحلم، وذهبت قناة العربية يوم الانتخاب إلى بثّ حيّ قالت فيه إحدى مذيعاتها من واشنطن: إن فوز ترامب أضغاث أحلام ليفاجأ العالم بفوز المرشح الجمهوري بفارقٍ كبيرٍ على كلينتون، الأمر الذي أصاب المرشحة الديمقراطية بالصدمة وجعلها تغيب عن وسائل الإعلام حتى اليوم.‏

يمكن اعتبار تاريخ /8/11/2016/ يوماً فاصلاً في تاريخ الإعلام العالمي، ففيه سقط دوره في صناعة الرأي العام شر سقطة وذهبت إلى غير رجعة الثقة في قدرته على التلاعب بآراء الناخبين، على الأقل في الولايات المتحدة. فبدلاً من أن يلعب الإعلام الداعم لحملة كلينتون الانتخابية دوراً إيجابياً ويحترم الشعب الأميركي وشعوب العالم ذهب باتجاه تشويه الحقائق عن المرشح الآخر ومحاولة إخفاء الجوانب السلبية المعروفة عن كلينتون، الأمر الذي شكّل ردّاً سلبياً لدى الناخب الأميركي الذي يملك الكثير من المعلومات عن أداء المرشحة كلينتون وطروحاتها التي تبتعد عن قضاياه وهمومه.‏

ولم تكتف وسائل الدعاية الانتخابية للمرشحة الديمقراطية بتشويه الحقائق خلال الحملة ويوم الانتخاب، بل واصلت ذلك السلوك المشين بعد الفوز الساحق لترامب وتجاهلت عن عمدٍ الإشارة إلى الفارق الكبير في الأصوات والنقاط وذهبت لتبث مظاهراتٍ ضدّ انتخاب ترامب في بعض المدن الأميركية، والهدف هو التغطية على أدائها الفاضح والمنحاز إلى جانب كلينتون طوال الحملة الانتخابية الطويلة.‏

قدمت وسائل الإعلام المؤيدة لكلينتون آلاف الأدلة عن غياب النزاهة والحيادية في التغطية الإعلامية للانتخابات الأميركية، والعديد من هذه المؤسسات الإعلامية التي تصنف نفسها في رأس الإعلام الحرّ فعلت الشيء ذاته في تغطيتها للحرب الإرهابية على سورية، حيث صوّرت أفراد التنظيمات الإرهابية دعاة حرية وكرامة وديمقراطية، ولا تزال إلى الآن تفرد الكثير من الوقت والمال والمساحات لتأكيد قول الإدارة الأميركية بوجود معارضة مسلحة معتدلة في حلب وغيرها.‏

لقد نسفت الكثير من وسائل الإعلام الغربية والأميركية الكثير من الأحكام المسبقة عن جودتها ومهنيتها وحياديتها وفضحت نفسها في السباق الانتخابي الأميركي، والمهم أن تعي المجتمعات في العالم وقبلها شخصيات مهمة ومؤثرة حقيقة كذبة الإعلام المحايد والحرّ في أوروبا والولايات المتحدة و الدول السائرة في فلكها.‏

صحيفة الثورة

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency