بيروت-سانا
أكد العلامة اللبناني الشيخ “عفيف النابلسي” أن الضربات التي تشنها الطائرات الأمريكية ضد مواقع التنظيمات التكفيرية الإرهابية شمال العراق ليس هدفها حماية المدنيين بل حماية المصالح الأمريكية التي يخشى الأمريكيون خسارتها داعيا إلى عدم الإنخداع بهذه السياسة التي تتقلب وفقا للمصالح لا القيم ووفق معادلات القوة لا ما يقود إلى حرية الشعوب وحقها في تقرير المصير.
وقال النابلسي في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية اليوم بعنوان “داعش من حماية دولية إلى حرب دولية”.. “ان ظروف التعاون الإقليمي والدولي لضرب تنظيم /داعش/ الإرهابي أحدث شيئاً من الخلل في توازن هذا التنظيم لكن الصحيح أيضاً أن هؤلاء التكفيريين ما كان لهم أن يكونوا بهذا الحجم والانتشار والغنى وهذه القوة المفرطة لولا الحماية الدولية والغطاء الإقليمي والدعم المباشر من قبل دول تعض اليوم أصابعها ندماً على ما اقترفته من خطايا بحق الشعبين السوري والعراقي بعدما اقترب الخطر من حدودها أو بات يهدد وجود أنظمة خليجية خرجت عن اعتدالها /المزيف/ بعدما تواطأت مع عدو الإنسان والإنسانية /إسرائيل/لتنفيذ مخطط التقسيم وتدمير هوية الأمة وحضارتها”.
واستغرب النابلسي كيف صارت أمريكا التي صنعت تنظيم “داعش” فجأة عدوة له ويخرج مجلس الأمن ليعلن هذا التنظيم تنظيماً إرهابيا وتبدأ الفتاوى التي كانت تشرع الفكر التكفيري لتتبرأ منه وتدعو إلى مقاتلته وتتسارع المشاورات الإقليمية والدولية لتنسيق المواقف واستعجال محاربته بعدما أفرزت حركة التنظيم التي خرجت عن السياق المرسوم تغيرات في موازين القوى ومخاطر محتومة على مصالح أمريكا والغرب في المنطقة.
وأكد النابلسي ضرورة تذكير أمريكا والغرب عموماً وقطر والسعودية وتركيا خصوصاً بأن وحشهم سبق وأن ارتكب عشرات المجازر بحق المدنيين الأبرياء في سورية والعراق على وجه التحديد ولا سيما الطائفية فيها على مرأى ومسمع العالم كله من دون أن يرف جفن لما سمى بـ”المجتمع الدولي”.
وأشار النابلسي إلى أن السعودية وقطر وتركيا تصرفت بسخاء منقطع النظير مع التنظيمات التكفيرية وقدمت لها كل التسهيلات اللوجستية وما تحتاجه من سلاح ومال فيما تصرفت بعداء وبخل وابتزاز مع الفصائل الفلسطينية التي كانت تدافع عن أشرف قضية إنسانية في وجه العدو الإسرائيلي.
وأوضح النابلسي ان هذه الدول لم تزود الفلسطينيين بالمال إلا لتعميق الخلافات ولم يعطوا بعض السلاح إلا ليتقاتل الإخوة فيما بينهم إذ ان المال والسلاح لهما مبررات لا علاقة لها بتحرير فلسطين واستعادة الحقوق بل بإنهاء القضية الفلسطينية خدمة “لإسرائيل”.
وختم النابلسي مقاله بالقول.. “لعلنا في لحظة العدوان على غزة وفي مسار الجنون لتنظيم /داعش/ والمكر الأمريكي أن نمسك بالحقيقة ونعرف أن كل الدم الذي أريق على تراب أوطاننا ظلماً وعدواناً كانت استراتيجيته تقوم على أن نستسلم كشعوب وكل تسوية لتهدئة الأوضاع كان هدفها إخراج أمريكا و/إسرائيل/ وحلفائهما من ورطة وتخبط مؤكدا أن أمريكا وإسرائيل وأعوانهما سيواصلون الهجوم بطرق أخرى وعلينا الا نطمئن ونغفل بل علينا الاستعداد والتنبه وأن تبقى المقاومة خيارنا إلى الأبد”.
قاووق: الخطر الإرهابي التكفيري على لبنان حقيقي وفعلي ولا يمكن أن نتجاهله أو أن نتعامى عنه
بدوره أكد الشيخ نبيل قاووق نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله مجددا أن الخطر الإرهابي التكفيري على لبنان حقيقي وفعلي ولا يمكن أن نتجاهله أو أن نتعامى عنه وليس مسموحا أن يراهن أحد على استثمار الإرهاب والعدوان التكفيري.
وقال قاووق في كلمة خلال احتفال تأبيني في بلدة بيت ليف اللبنانية “إن خطورة العدوان التكفيري حقيقي جدا على لبنان كما هو على سورية والعراق مشيرا إلى أن العدوان على لبنان يستهدف تغيير موقعه ودوره وإضعافه واستنزافه في المواجهة مع العدو الإسرائيلي .
وأضاف “إن الأخطر من هذا هو عدم توقف الدعم الداخلي والخارجي للتكفيريين على الحدود الشرقية مع لبنان فحتى اليوم هناك لبنانيون يشاركون التكفيريين في عدوانهم على لبنان عند الحدود الشرقية وهناك من الدول من تدعي الصداقة لهذا البلد وما زالت تمول وتسلح التكفيريين”.
وشدد قاووق على أن مواجهة الإرهاب لا تحتمل الإختباء وراء الإصبع لأنها مواجهة بحجم الوطن مطالبا بتوفير الغطاء الكامل للجيش اللبناني لاستكمال مهمته لافتا إلى أن حزب الله في مواقعه خلف الحدود الشرقية يقوم بواجب وطني تاريخي ولن يتخلى عن هذه المواقع حتى لا تكون تنظيمات “داعش والنصرة” الإرهابية فيها وبذلك يضعف موقف لبنان ومنعته.
واعتبر قاووق أن “الخطر التكفيري على لبنان ضعف بإنجازات الجيش والمقاومة ولكنه لم ينتهي فهو لا زال قائما” لافتا إلى أنه “بعد أحداث مدينة الموصل في العراق زادت مخاطر التكفيريين على لبنان وبالتالي نحن بحاجة إلى استنفار سياسي وعسكري وكل الطاقات لإسقاط هذا المشروع فلبنان الذي أسقط المشروع الاسرائيلي هو أقدر على إسقاط المشروع التكفيري ما دام فيه معادلة الجيش والشعب والمقاومة.
يذكر أن الجيش اللبناني خاض في وقت سابق الشهر الجارى مواجهات واشتباكات مع تنظيمات إرهابية مسلحة اختطفت عددا من عناصره وعناصر قوى الأمن اللبناني بعد اعتدائها على حواجزه ونقاطه في بلدة عرسال وأدت الاشتباكات إلى استشهاد وجرح عدد من العسكريين اللبنانيين ومقتل العشرات من الإرهابيين.