الشريط الإخباري

التشكيلي نذير اسماعيل يرحل لعالم شخوصه الحالمة تاركا تجربة فنية فريدة

دمشق-سانا

لطالما كان التشكيلي الراحل نذير اسماعيل المولود في دمشق عام 1946 فنانا مجربا على سطح اللوحة في الاسلوب والتقنية لا يعرف الاستكانة لنمط أو تكنيك أحادي الشكل بل كان دائم التجدد رغم البصمة الراسخة لشخوصه التي كانت بطلة لوحته الأولى.

الفنان الذي رحل بالأمس عن عمر سبعين عاما وتجربة فنية استمرت أكثر من خمسين عاما دون انقطاع وبحضور قوي في المشهد التشكيلي السوري داخليا وخارجيا ترك إرثا فنيا غنيا في عالم لوحة البورتريه والشخوص المشغولة بأسلوب تعبيري فريد بعيونها الواسعة الحالمة الطامحة لحياة أجمل وبملامح بريئة وفطرية خالية من الزيف والتجمل والبهرجة لصالح البساطة والخطوط البسيطة بتناغم لوني مميز يمزج الأضداد ويدعو للتأمل.

سعد القاسم قال في تصريح لـ سانا في معرض حديثه عن الراحل “كانت خيوط البسط الملونة في المشغل المجاور لمنزل عائلة نذير إسماعيل في حي الميدان بدمشق أول صور تبني ذائقته الفنية وتحفز روح الإبداع الكامنة في أعماقه التي تطورت عندما أخذ يتابع باهتمام أعمال الفنان الفطري أبي صبحي التيناوي ويلتحق بعد ذلك بمركز الفنون التطبيقية”.

وتابع القاسم.. “بعد وقت قصير أقدم اسماعيل على عرض تجربته أمام الفنان المعلم فاتح المدرس لتكون ملاحظات الأخير نقطة انطلاق مفصلية في تجربة نذير إسماعيل لأنها قدمت له ما يشبه المنهاج التدريسي وساعدته على إطلاق موهبته في مجالات التجريب الرحبة سواء على مستوى بناء اللوحة أو على مستوى البحث التقني الذي شمل استخدام مواد مهملة للحصول على تأثيراتها البصرية الخاصة ما منح تجربته هوية مميزة وقدرة كبيرة على التعبير”.

وأوضح القاسم أن لوحة الفنان الراحل تنتمي إليه شخصياً أكثر من انتمائها إلى أي مدرسة أو اتجاه أو أسلوب ما منح تجربته خصوصية محببة جعلت أعماله دائمة الحضور في المعارض السورية مع القدرة على جذب الانتباه وإثارة الإعجاب إضافة إلى الخصوصية الإنسانية التي امتلكها واتسمت بالصدق واللطف والحيوية معتبرا أن غيابه خسارة للحياة الثقافية والإبداعية في سورية.

بدوره قال التشكيلي والناقد غازي عانا.. “غادر الفنان اسماعيل المشهد التشكيلي إلى حيث عوالم شخوصه والتي دائماً كان يحاول أن يمنحها بعض الأمل بالحياة رغم احتضارها من شكلها”.

2وتابع عانا.. “يميز تجربة الفنان الراحل ثراؤها التقني والتشكيلي في آن وإخلاصها من جهة ثانية لموضوع البورتريه الذي بقي يسعى باجتهاد في كل محاولة رسمه لاكتشاف تفاصيل ومعالم تعبير جديدة ومختلفة” مؤكدا أن اسماعيل ظل يشارك بحيوية نشاط جيل الشباب من الفنانين ويبحث عن المختلف من أجل خصوصية جاءت كنتيجة طبيعية لهذا المسار التجريبي.

ولفت عانا إلى أن الراحل استخدم بعض الطيور التي تشبه الأقمار أو الأهلة تعلو بعض وجوه لوحاته متناغمة مع ما تبقى من عناصر ومؤثرات في الخلفية التي لا تختلف كثيراً في ألوانها عن التي في المقدمة باستثناء بقايا وآثار لأخيلة تعكس أمنيات ومشاعر أقرب إلى حلم بأسلوب يذكرنا بأيقونة شرقية معاصرة.

أما التشكيلي موفق مخول فرأى أن الفنان نذير اسماعيل من أهم الفنانين الذين أسسوا للوحة السورية المعاصرة وكان له دور مهم في ظهور اللوحة السورية خارج البلد وكان يعشق البساطة في اللوحة وخاصة في اللون والخط واهتم برسم وجه الإنسان وتبسيطه.

وقال التشكيلي سموقان.. “نذير اسماعيل تجربة رائدة في التشكيل السوري عمل بمحبة على سطح لوحته واستخدم الأحبار والألوان لتشكيل حالة كشف لقيم تعبيرية من مخزون ذاكرته البصرية محافظا على اللون الجميل ليصير مفردة تشكيلية تخصه وحده لها من الخصوصية والفرادة إلى الحد الذي جعلها تخص التشكيل السوري المتميز”.

وتابع سموقان “كان الفنان الراحل يعمل بصمت وبجد جريء لا يخاف من تكرار الشكل لأنه يكشف أكثر مما يبتكر وعندما رحل ترك خلفه آلاف الأعمال التي غايتها الإنسان والأرض”.

من جهته قال التشكيلي سرور علواني “حمل الراحل اسماعيل روحا رائعة بقلب ملائكي وعندما التقيته منذ أربعين سنة كنت حديث العهد بالثقافة الفنية وعرضت عليه مهاراتي الفنية في الرسم فنظر إليها مليا وقال.. الفن ليس استعراضا ولا يقتصر على المهارة اقرأ جيدا وفكر كثيرا قبل أن تحمل صفة فنان”.

التشكيلي وليد الآغا أكد أن الفنان الراحل كان من الفنانين الذين لهم مكانة في المشهد التشكيلي السوري ومكانته لا يمكن أن يملأها غيره وتمتع بدماثة أخلاقه وبابداع مميز أينما عرض أعماله كما يعتبر من الفنانين المجربين بدون كلل بامتياز مبينا أننا خسرنا في رحيله فنانا قل مثيله بكل ما تعنيه الكلمة.

التشكيلية عناية البخاري زوجة الفنان الراحل كتبت على حسابها الخاص في موقع الفيس بوك بعد اعلان خبر وفاته.. “ودعنا اليوم صباحاً فقيدنا نذير اسماعيل تاركاً ذكريات مليئة بالود والمحبة عاش حياة مصادقاً فيها الجميع ملهماً من حوله كرس حياته للفن وعائلته لون حياتنا بالمحبة والحكمة”.

الفنان الراحل نذير إسماعيل من مواليد دمشق 1946 مشارك في المعارض العامة منذ 1966 أقام عدداً من المعارض الفردية كما شارك خارج سورية في معارض وتظاهرات فنية في كل من بيروت وعمان ودبي والقاهرة وباريس وفاميك وجنيف بدأ يعرض فردياً منذ عام 1970 وتفرغ لإنتاج العمل الفني منذ عام 1987 عرض له عمل في مزاد كريستي للفن دبي 2009 وحصل على عدد من الجوائز المحلية والعالمية منها الجائزة الثالثة للشباب بدمشق عام 1971 وجائزة أنترغرافيك في برلين عام 1990 والجائزة الثالثة لبينالي الشارقة عام 1996.

محمد سمير طحان

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

الفنان التشكيلي نذير اسماعيل.. أعمالي شهادتي على الزمن الذي أعيش فيه

دمشق-سانا تحدث الفنان التشكيلي نذير اسماعيل المولود في دمشق عام 1948 عن بداياته الفنية وجوانب …