دمشق-سانا
بدد الأب الياس زحلاوي عتمة الحرب بمسرحيته “هنا هنا هنا” التي كتبها عام 1993 كصرخة في وجه من يستبعدون البشر على وجه الأرض في دعوة لكل إنسان عربي فقال “صممت هذا العرض على طريقة المسرح الإغريقي من غناء جماعي وتلاوة جماعية من أجل بناء مجتمع عربي جديد يريد أن يكون إنساناً محترما مكرما عارفا محبا ومحبوبا فذاك كان حلمي قبل الجحيم الذي أشعل في البلد وفي إنسانها بسنوات طويلة فكيف بهذا الحلم اليوم وقد بات المستحيل الأول والأخير أمامنا”.
مسرحية “هنا هنا هنا” التي تعرض حاليا على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون بإدارة وإخراج الفنان عروة العربي الذي حاول تقديم عرض مسرحي غنائي راقص شاركت فيه جوقة الفرح ومجموعة من الممثلين أبرزهم ديمة قندلفت وروبين عيسى وكفاح الخوص ويزن خليل وحلا رجب إذ تروي المسرحية بلغة شعرية أنيقة حكاية الحضارة السورية وما تعاقب عليها من حروب واعتداءات عبر توليفة مسرحية راقصة شارك بأدائها راقصو فرقة “آرام” بإدارة الفنان محمد طرابلسي ليكون الجمهور أمام حشد من الفنانين واكبه بشكل حي ومباشر منشدو جوقة الفرح ومجموعة من العازفين بقيادة المايسترو رجاء الأمير شلبي.
ويطل العرض الذي أنتجته وزارة الثقافة على الماضي والراهن السوريين بأناقة لافتة على مستوى الإضاءة التي صممها الفنان أدهم سفر والديكور الذي صممه الفنان محمد كامل في محاولة بانورامية جعلت من الرقص والغناء والمشاهد التمثيلية قصة سورية بامتياز بين المركب السوري الأول الذي شق عباب بحار الأرض الأولى وقوارب الموت التي قضى عليها الهاربون من الإرهاب في عتمة البحر ليكون الرقص بمثابة جسر بين اللوحات التي ابتدأها العرض بلوحة “الطوفان” حيث وضع الفنان إياد جناوي مقطوعته لهذه اللوحة متبعاً إياها بلوحة “الرحيل” وفي كلتا اللوحتين قدمت “هنا هنا هنا” مشهدية عالية على صعيد الأداء الجماعي بلغة مشهدية اقتربت من عروض الملاحم المسرحية الكبرى.
وقدمت جوقة الفرح العديد من المقطوعات الغنائية التي برعت بأدائها كان أبرزها..”هيلا يا واسع..أحترف الحزن والانتظار..المحبة..يا بني أمي” للسيدة فيروز إضافة لمقطوعات أخرى كان أبرزها..”كان يكون اختياري” ألحان حبيب سليمان وتوزيع كورالي يزن قيومجي ومقطوعة من التراث البيزنطي بعنوان “إن الرب لما كان آتياً” و”يا هالعرب” من مسرحية ملوك الطوائف بتوزيع من كمال سكيكر فضلاً عن مقطوعة “بأرض الحب” توزيع موسيقي فادي خنشت وكلمات وألحان حبيب سليمان حيث بدت القدرات الصوتية لجوقة الفرح عبر التنويع الهرموني في الإنشاد الجماعي والمهارة في تلوين المقطعيات المكتوبة للحنجرة البشرية كأول طبقة موسيقية بين طبقات ألتو وسوبرانو وباص وتينور.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: