طرابلس-سانا
تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف والانفجارات العنيفة التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي شرق البلاد ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح آخرين في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من مغبة تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا وانعكاسها سلبا على المدنيين.
وأعلنت مصادر ليبية محلية مقتل أربعة أشخاص وإصابة تسعة آخرين مساء أمس خلال الاشتباكات التي دارت بين قوات ليبية من القبائل المؤيدة للواء المتقاعد “خليفة حفتر” من جهة وميليشيات ما يسمى “غرفة عمليات ثوار ليبيا” من جهة أخرى في محيط رئاسة أركان الجيش الليبي في مدينة طرابلس.
ونقلت مصادر ليبية محلية عن قوات المجلس العسكري للقبائل الليبية.. انها حققت انتصارات مهمة عبر بسط نفوذها على مبنى قيادة الأركان ومنطقة الفروسية في طرابلس مؤكدة تكبيدها ميليشيات ما يسمى “غرفة عمليات ثوار ليبيا” خسائر في الأرواح والعتاد إضافة إلى أسر العشرات من المسلحين.
كما أكدت مسؤولة المكتب الإعلامي في مستشفى المرج سقوط قتيل وأربعة جرحى خلال الاشتباكات التي دارت بين القوات الخاصة “الصاعقة” وميليشيات ما يسمى “أنصار الشريعة” بمنطقة بوعطني في مدينة بنغازي شرق ليبيا.
من جهة أخرى أكد القائد الميداني التابع لغرفة عملية الكرامة التي يقودها اللواء حفتر “أشرف الميار” تقدم القوات الخاصة الليبية في إحدى مناطق مدينة بنغازي محملا ميليشيات ما يسمى “مجلس شورى ثوار بنغازي” مسؤولية قصف المدنيين الليبيين.
وأوضح الميار في تصريح لموقع بوابة الوسط صباح اليوم أن الجيش الوطني الليبي شن هجوماً واسعاً على المجموعات المسلحة التابعة لميليشيات ما يسمى “أنصار الشريعة” و”درع ليبيا 1″ المنضوية تحت ما يسمى “مجلس شورى ثوار بنغازي” في بمنطقة بوعطني ببنغازي ما أجبر المسلحين على التراجع إلى داخل منطقة الليثي.
وأضاف الميار ..إن “الجيش الليبي خلال عملياته العسكرية ألقى القبض على أشخاص تونسيين ويمنيين يقاتلون في صفوف تنظيم /أنصار الشريعة/ في مناطق بوعطني وسيدي فرج”.
واتهم الميار ميليشيات ما يسمى “مجلس شورى ثوار بنغازي” بالتعمد في قصف المدنيين الآمنين في بيوتهم “بشكل عشوائي” بهدف بث الرعب في قلوبهم ومن ثم اتهام قوات الجيش الوطني بقصف المدنيين.
إلى ذلك هزت مدينة طرابلس فجر اليوم ثلاثة انفجارات ناجمة عن سقوط ثلاث قذائف في شارع الزاوية خلف المستشفى المركزي بقلب العاصمة.
وذكر موقع بوابة الوسط الليبي أن القذائف أصابت مبنى الاستخبارات العسكرية سابقا ومبنى سكنيا بالقرب منه ولكن لم يتم التأكد بعد من سقوط ضحايا.
وفي غضون ذلك حذرت منظمة الأمم المتحدة من استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا ما سيؤدي لتفاقم الأوضاع الإنسانية.
وأضافت الأمم المتحدة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إنه “وفقا للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر فإن هناك مليوني شخص عرضة لخطر نقص الغذاء إذا استمر القتال في ليبيا” مشيرة إلى أن الوضع غير المستقر في البلاد سيعيق عمليات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والتي بدأت بالفعل في إرسال المساعدات بمناطق غرب ليبيا.
وكان عدد من صواريخ غراد سقطت أمس في مناطق وسط العاصمة الليبية منها حي “الأندلس” و”غوطة الشعال” و”الحي الإسلامي” ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير عدة منازل بهذه الأحياء.
يشار إلى أن ليبيا تشهد قتالا ومعارك بين ميليشيات متناحرة تسعى للسيطرة على المناطق ومد نفوذها في المناطق إثر عدوان حلف شمال الأطلسي “الناتو” على البلاد عام 2011 .