الشريط الإخباري

مجموعة طرائد النور لمحمد سعيد العتيق… قصائد تنهل من موسيقا الشعر وتراث المكان

دمشق-سانا

يتوقف القارئ لمجموعة الشاعر محمد سعيد العتيق الجديدة “طرائد النور” عند اللغة الشعرية في المجموعة التي تنساب في مدارات الروح على مراكب الإلهام وأشرعة الموسيقا.

ويسعى الشاعر العتيق في قصائد مجموعته لتكثيف المعنى واستحضار الفكرة والتقاط انفعال الوجدان لينشئء عبارات جمله الشعرية التي تضمنت عددا من المواضيع الوطنية والإنسانية والاجتماعية والعاطفية.

وعبر معايشة الشاعر للحرب على سورية يظهر في نصوص مجموعته حالة من التشبث بالمكان والتمسك بالذكريات الدالة على انتماء وطني حقيقي تجلى في كل بنى النصوص والقصائد كقوله في قصيدة “قلبي بين شامين”..

“يا لهف قلبي إني ساهم وجل..والبين أشجى لتصمت أيها الأمل

ويلي أسافر هم في الدار وحدهم..من لي بقلب صروف الدهر يحتمل

آن الرحيل فأن النبض من ولع..يا جابر الكسر يا رباه هل أصل

شامي الصغيرة ما أحلى مرابعها..بيت صغير وفيه الشوق يعتمل”.

الانفعال الوجداني عند الشاعر العتيق يدل على قلق النفس الإنسانية في داخله الذي جاء استجابة لانفعال وجداني متبادل بين مشاعر الذات وبين الحدث الذي أصبح أساسا في النصوص وبين الطبيعة بصفتها بيئة يعيش فيها الشاعر كقوله في قصيدة “والروح تجري لمستقر لها”..

“الكون في جفن الظلام حزين.. يمتد حين يعيده التكوين

والصمت يصرخ يستجير بنجمة..والروح تسكن في الرؤى وتبين

إلا الخلائق في غمار تخاصم..سفك الدما حقد نما ومنون”.

والتخيل سمة عامة تجمع معظم نصوص مجموعة العتيق بحيث يجعل الكون المادي ينطق بالحياة التي تتخللها المشاعر والأحاسيس إضافة إلى صور مجردة يحركها الخيال ثم يخضعها للحواس استجابة للتدفق العاطفي كقوله في قصيدة “سحائب الرماد”..

“هزي بجذعك في سما عينيا..واساقطي قطرا على خديا

رجع المخاض على السحاب ودمعه..والبدر ظل على الربا منفيا”.

ويسعى العتيق في مكونه الشعري إلى العمل على وحدة المشاعر خلال وحدة الموضوع التي تتكون من حدث ينطلق منذ الأحرف الأولى في بداية النص عبر ترابط سببي كما جاء في قصيدة “سلاف القصيد”..

“لا أشرب الخمر إن الشعر يسكرني..خمر تعتق بالأرواح من زمن

والشعر ما سكب الإلهام في سحر..فاشرب هنيئا ولا تبأس ولا تهن”.

ومن الواضح أن الشاعر العتيق يعتمد النظام الإيقاعي الذي يمتد إلى قواعد الخليل العروضية التي تعتبر الوزن منضبطا كأساس في وجود القصيدة وأن الموسيقا هي المنطلق الأكثر أهمية في هاجسه الشعري عبر الربط بين القافية التي تلازم الموسيقا وبين التراث ودلالات المكان التي يعتمدها في أغلب نصوصه الشعرية حيث بدت تلك المقومات أهم أدوات البناء الجمالي في شعره.

يشار إلى أن ديوان “طرائد النور” صادر عن دار العراب للطباعة والنشر والتوزيع ويقع في 151 صفحة من القطع الكبير.

أما الطبيب الشاعر محمد سعيد العتيق فهو عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين العرب وعضو الجمعية الجغرافية السورية.. من مؤلفاته الشعرية “وجد وعشاق الشآم” و”على ضفاف الروح” كما شارك في العديد من المهرجانات الشعرية الاجتماعية والوطنية.

محمد خالد الخضر

 تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency