اللاذقية-سانا
سبع محطات لا تخلو من المتعة والاستكشاف يبحر خلالها الأطفال في مغامرات تعليمية بعيدة عن التلقين تساعد على ترسيخ قيم وطنية ومجتمعية وأخلاقية لديهم هذا هو الأساس الذي تقوم عليه مغامرة مسار الاستكشافية أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية التي انطلقت في اللاذقية في منتصف تموز الماضي وتتوجه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 عاما.
وأكدت كنانة حمدان منظم مجتمعي في الأمانة السورية للتنمية ومسؤولة عن مغامرة مسار الاستكشافية أن المغامرة تعتمد على مفهوم تفاعلي في التعامل مع الأطفال ليتعرفوا على أشياء جديدة مرتبطة بشكل كبير بالقيم التي تعد عماد المجتمع السليم.
وقالت لنشرة سانا الشبابية: “إن الطفل يحتاج إلى سبع ساعات ونصف الساعة ليخوض جميع فقرات المغامرة التي تبدأ بمحطة بدايات التي يتعرف الطفل من خلالها على ذاته ويحدد أمنياته بالحياة وما يجمعه مع أقرانه وأسرته فتزداد قدرته على التواصل معهم ضمن عالمنا المادي لينتقل الطفل بعدها الى المحطات الأخرى بالتدريج وهي (حياة) و(عالمنا) و(أفكار وانجازات) و(أنا قادر) و(شارك معنا) ويمكن للطفل أن يتعرف عليها جميعا في يوم واحد أو يتم تقسيمها بمعدل ساعتين ونصف الساعة يوميا بحيث يتعرف الطفل على المغامرة التي تأخذ وسطيا أربعة أيام لتستكمل جميع مراحلها”.
ويتم توزيع الأطفال على المتطوعين العاملين في المغامرة بحيث يشرف كل متطوع على خمسة أطفال يقومون بالمشاركة في المسابقات والبرامج المقررة وينجزون أعمالا بأيديهم لينتقلوا تباعا إلى المحطات الأخرى فالمغامرة حسب كنانة تعتمد بشكل كبير على البحث والاستنتاج وتفعيل الحواس لدى الطفل ليتعرف على القدرة الجسدية لديه إضافة إلى التركيز على التعريف بسورية وتاريخها وتراثها والبيئات السورية المختلفة والعادات والتقاليد الموجودة في كل محافظة.
وتبين كنانة أن الأطفال يمكن أن يتعرفوا على أمثال شعبية سورية ويطلعوا على الأزياء التراثية المحلية، مشيرة إلى أن المتطوعين يعملون على توعية الطفل بأهمية رأيه وضرورة الاستماع لآراء الآخرين وتقبلها دون التأثر بها فالمغامرة تسعى لتنمية حس المسؤولية والاستقلالية لدى الطفل من خلال دعم فكرة أن يكون بمفرده في المغامرة بعيدا عن ذويه كي لا يتأثر بأفكارهم عند تعبيره عن حلمه وأمنياته ليتاح له هامش يبدع من خلاله في حل مشكلاته والاستفادة من التقنيات المتاحة أمامه ضمن محطات المغامرة بكل حرية وسلاسة.
وتتابع مسؤولة المغامرة: “سيستفيد من هذه المغامرة الآلاف من الأطفال فهي مستمرة لمدة عام كامل وسنستقبل خمسين طفل يوميا ضمن مقر الأمانة السورية للتنمية في اللاذقية بدار الأسد للثقافة فنحن نسعى إلى تغطية أكبر عدد ممكن من هذه الشريحة العمرية في محافظة اللاذقية ريفا ومدينة وتوجهنا إلى النوادي الصيفية ضمن المدارس وإلى الجمعيات الأهلية والكشاف والنادي الصيفي في المركز الثقافي وستتوسع الحلقة مع افتتاح العام الدراسي الجديد اذ سنضع جدولا لاستقبال الأطفال من جميع المدارس”.
وأشارت كنانة إلى الدور الكبير الذي يقوم به المتطوعون لإعطاء المعلومة والتعامل الاحترافي مع الأطفال فالمغامرة تعتمد على عشرين متطوعا من الأمانة السورية للتنمية خضعوا لدورة تدريبية حول تقنيات التعاطي مع الأطفال والتحديات التي ستواجههم أثناء إشرافهم على المغامرة فاستطاعوا تطوير العديد من الآليات لتسيير العمل كطريقة تسجيل بيانات الزوار وتوزيع الأطفال ضمن المعارض وهم دائما في حالة نشاط وعمل لتطوير أدواتهم وتقديم أفضل ما يمكن من خبراتهم لإنجاح المغامرة.
من جهتها تحدثت ديانا علاء الدين متطوعة في مغامرة مسار الأمانة السورية للتنمية عن الدور الذي تقوم به مغامرة مسار الاستكشافية للتواصل مع الأطفال ليكون لديهم فكر معين يعتمد على أحلامهم وأمنياتهم الخاصة بعيدا عن تأثيرات الغير لافتة إلى الدور الذي يقوم به المتطوعون لتحقيق هذه الغاية.
وتقول: “نريد للطفل أن يأخذ معلومة ويكون خلاصة من الأفكار تعتمد على محطات المغامرة التي نسعى كي لا تكون مجرد وقت يقضيه الطفل في التسلية وهنا تكمن مسؤوليتنا كمتطوعين لإكسابه الفكرة بشكل ممتع وقد استفدنا بشكل كبير من المنهاج التدريبي الذي خضعنا له لمدة أسبوع لكن تبقى التجربة العملية هي المعيار الأساسي لتقييم القدرة على التعامل مع الطفل”.
ياسمين كروم