الشريط الإخباري

«الطريق الصحيح»!- بقلم: أحمد ضوا

منذ عودة المحادثات بين روسيا وإيران من جهة وتركيا من جهة حول الأزمة في سورية، كان التعليق الأكثر تعبيراً على هذه المحادثات ما صرح به نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد لصحيفة البناء اللبنانية في الثامن عشر من الشهر الماضي بقوله:

«إن سورية تريد أن يكتب لمساعي الأصدقاء والأشقاء النجاح في إعادة تركيا إلى الطريق الصحيح الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة».‏

لا شك أن رد المقداد على سؤال الصحيفة بهذا النحو الموضوعي لم يأت جزافاً، بل يحمل بين طياته: أولاً رغبة في توقف النظام التركي عن دعم التنظيمات الإرهابية في سورية ونجاح الجهود الروسية الإيرانية الصادقة في هذا الاتجاه، وثانياً يحمل شكوكاً بإمكانية أن يقوم النظام التركي بمثل ذلك لإدراك المقداد وغيره من المتابعين والمراقبين حجم التورط التركي في الحرب الإرهابية على سورية.‏

ومع مضي نحو عشرين يوماً على هذا التصريح، لا يمكن القول إنه لم تحدث تغييرات في الموقف التركي، سواء من حيث التصريحات السياسية أو من حيث الوقائع على الأرض التي تحمل تناقضاً لا مثيل له يعكس في نهاية المطاف حجم التورط والالتزامات التركية أمام دول تدير الحرب الإرهابية على سورية إلى جانب النظام التركي وبمساعدته.‏

إن التصريحات الإيجابية التركية السياسية والتي تتمحور حول إصلاح العلاقات مع دول الجوار والمناورة في مثل هذا الكلام المعسول لا تقدم ولا تؤخر ولا تغير من واقع الحال شيئاً إطلاقاً.‏

فعلى الأرض زاد العدوان التركي السافر على الأراضي السورية في محور جرابلس من الشكوك إزاء إمكانية حدوث تحول في الحرب الإرهابية على سورية، ينتهي بإغلاق الحدود أمام التنظيمات الإرهابية وقوافل السلاح والمال القادمة من ممالك وإمارات الجهل والتخلف في الخليج.‏

من الخطأ فقدان الأمل بحدوث تغيير «ربما يكون بطيئاً» في الموقف التركي يفضي إلى الطريق الصواب، ومرد ذلك ليس الرجاحة السياسية والعقلية للنظام التركي، بل لما يمكن أن يولده السير التركي في الطريق الخطأ من مشاكل سياسية وأمنية لا تستطيع تركيا أن تتحملها في المستقبل.‏

بالمطلق النظام التركي مضطر أمام التحولات الدولية وصمود الجيش العربي السوري والارتجاج السياسي والاقتصادي والعقلي لممولي الحرب الإرهابية على سورية للتوقف ومراجعة خياراته، وفي مطلق الأحوال ومع الانجازات الكبيرة للجيش العربي السوري التي تحققت والمنتظرة خلال الأيام القادمة في حلب، يتراجع دور الملوثة أيديهم بدعم الإرهاب، ويكون النظام التركي أمام وقائع جديدة تفرض عليه التنازل في العديد من المواقع والجبهات سواء في المنطقة أو خارجها وخاصة في المواجهة السياسية مع عدد من الدول الأوروبية.‏

حتى الآن ما زال الوقت متاحاً لعودة النظام التركي إلى «الطريق الصحيح»، الذي يمهده له اللاعبان الروسي والإيراني من دون أن يتحمل أعباء كبيرة، ولكنّ الأحداث تسبق الأوقات بكثير، واستمرار النظام التركي في البحث عن تعزيز أوراقه التفاوضية عند الجلوس حول الطاولة قد يفقده كل هذه الأوراق في حال أصر على تعنته وطمعه.‏

تاريخياً خسرت تركيا كدولة الكثير من المعارك السياسية وخاصة في الحرب العالمية الأولى بسبب قصور الرؤية والعناد الغبي، وانهارت السلطة على رؤوس أصحابها، فهل يكون أردوغان الطامع إلى إعادة السلطنة سبيلاً لانهيار وتفتت الدولة قي ظل الإخفاق في استعادة الماضي؟‏

صحيفة الثورة

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency