دمشق-سانا
أقامت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري اليوم حفلا بمناسبة “اليوم العالمي للعمل الإنساني” تضمن عددا من العروض الفنية والمسرحية والموسيقية وذلك في قاعة المؤتمرات بجامعة دمشق.
وفي كلمة له خلال الحفل أكد رئيس المنظمة الدكتور عبد الرحمن العطار أن العمل الإنساني يمثل “نبراسا للمنظمة التي قدمت 53 شهيدا عاملا في هذا المجال منذ بدء الأزمة في سورية” مبينا أنه “لولا الدعم المقدم من الحكومة السورية لما تمكنت المنظمة من تأمين تسيير قوافل المساعدات لتوزيعها على المتضررين”.
ونوه العطار بـ “الدور الإنساني الذي قام به الممثل المقيم للأمم المتحدة في سورية يعقوب الحلو وكل ممثلي المنظمات التابعة للأمم المتحدة في سورية والذين يعتبرون شركاء للمنظمة في تقديم العون والمساعدة للأسر السورية المحتاجة والمتضررة من الأزمة”.
من جهته أشار الممثل المقيم للأمم المتحدة في سورية يعقوب الحلو إلى أن الأمم المتحدة ستواصل دعم العمل الإنساني في سورية وقال “لن ننسى زملاءنا الذين فقدوا حياتهم خدمة للإنسانية في سورية.. وحياتهم هذه لم ولن تذهب هدرا ونؤكد أن تصميمهم على العمل الإنساني رغم المخاطر يمثل دافعا وحافزا لنا على مواصلة هذا العمل”.
وأشار الحلو إلى الدور الذي تضطلع به الحكومة السورية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري وغيره من منظمات دولية في دعم العمل الإنساني والإغاثي في سورية مضيفا إن “الهلال الأحمر العربي السوري شريك كبير ومن دونه لن تكون منظمات الأمم المتحدة قادرة على القيام بعملها”.
من جانبه لفت مدير إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات في وزارة الخارجية والمغتربين محمد عنفوان النائب إلى دور الهلال الأحمر العربي السوري المتميز في نقل المساعدات للمتضررين وكذلك الى دور المنظمات الدولية العاملة في مجال العمل الإنساني في سورية التي تعمل بالتنسيق مع الحكومة السورية.
حضر الفعالية ممثلو المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة في سورية وعدد من المهتمين بالشأن الإنساني والإغاثي.
في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. الشباب السوريون ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل هدف إنساني
وتحيي دول العالم في 19 آب من كل عام اليوم العالمي للعمل الإنساني تخليدا لذكرى من خسروا حياتهم أثناء تقديمهم للخدمات الإنسانية وتكريما للمستمرين في تقديم الإغاثة إلى ملايين الأشخاص المحتاجين ولفت الانتباه للاحتياجات الإنسانية في كل أرجاء العالم وضرورة التعاون في تلبية تلك الاحتياجات.
وفي سورية تجسد جمعيات أهلية ومبادرات وأفراد معاني وقيم هذا اليوم واقعا ملموسا وعمليا على مدار الساعة عبر اغاثة المتضررين من الإرهاب والتحديات التي تفرضها الظروف الراهنة وتحقيق الاستجابة الانسانية السريعة وتوفير الخدمات الصحية والغذائية والمعيشية لمحتاجيها.
وفيما لا يعد العمل الانساني بجديد على المجتمع السوري وقيمه وعاداته إلا أن سنوات الأزمة جعلت منه أكثر التصاقا بالواقع ومرونة لتنويع خططه وبرامجه لتناسب المتغيرات التي تفرضها الظروف الراهنة فشهدت السنوات الأخيرة ولادة عشرات المبادرات الشبابية والجمعيات الأهلية لدعم الجهود الحكومية في تقديم المساعدات الانسانية لمستحقيها في مختلف المحافظات كما وسعت الجمعيات القائمة خدماتها وأطلقت برامج وخططا إسعافية.
ولعل أبرز من يذكر في هذا اليوم متطوعو منظمة الهلال الأحمر العربي السوري المنتشرون في مختلف المحافظات والمناطق السورية والمجتمعون على هدف واحد مساعدة المتضررين من الارهاب وإغاثة الفئات الأشد ضعفا في المجتمع متجاوزين المخاطر التي اودت بحياة عشرات من زملائهم.
خلود عبد الخالق التي اختارت لنفسها مكانا بين متطوعي المنظمة منذ عشر سنوات تقول في تصريح لـ سانا إنها “وجدت الانخراط في العمل التطوعي فكرة جذابة أتاحت لي مساحة لخدمة المجتمع ولا سيما الفئات الضعيفة كما أنه وسيلة مفيدة لملء أوقات الفراغ واكتساب خبرة عملية ومجتمعية واسعة ومتنوعة”.
وخلود المتطوعة في قسم الدعم النفسي تشير إلى أنها لمست من خلال تفاعلها مع الأطفال واليافعين وجود رغبة كبيرة لديهم بالعمل التطوعي الانساني والحماس لتقديم عمل مفيد لوطنهم الامر الذي يحتاج منظمات وجمعيات تؤطر هذا الاندفاع.
ومن قسم الدعم النفسي لقسم الاسعاف حيث اتخذ محمد كروما قرارا شجاعا منذ سنتين ونصف السنة بالتطوع متجاوزا كل المخاطر يتحدث عن تجربته قائلا “اخترت قسم الاسعاف لأكون قادرا على المساعدة في أي حالة طارئة”.
وبعيدا عن اختصاصه اختار طالب الاقتصاد قسم الاسعاف رغم تخوف أسرته في بادئ الأمر على حد تعبير محمد الذي يقول “إنه لا يفكر بحياته وسلامته في أي مهمة اسعافية يطلب اليها فالمهم أن يتم العمل على أكمل وجه”.
ويعبر محمد عن سعادته لأن ثقافة العمل التطوعي تلقى انتشارا متزايدا في المجتمع السوري ولا سيما خلال السنوات الأخيرة “فالشباب السوري لم يختر دور المتفرج بل الفاعل والمبادر” حسب قوله.
رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري الدكتور عبد الرحمن العطار عبر عن فخره بمتطوعي المنظمة الذين يجابهون المخاطر ويتحملون المسؤوليات ويزرعون الأمل والطمأنينة في صدور المتضررين والضعفاء بعيداً عن أي اعتبار وبحيادية تامة وإنسانية معتبرا أنهم “مصدر فخر لكل السوريين لأنهم يعبرون عن أصالة الشباب السوري ووعيه”.
ولم تكتف منظمة الهلال بتقديم المساعدات الاغاثية وخدمات الدعم النفسي والإسعاف والتدريب بل قدمت شهداء وصل عددهم إلى 53 شهيدا حسب العطار الذي يشير إلى أنهم جسدوا نموذجا حقيقيا للعمل التطوعي حيث ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل هدف انساني معتبرا أن عمل المنظمة ما كان ليكتمل لولا احتضان الشعب السوري له.
والهلال الأحمر العربي السوري منظمة إنسانية تتمتع بالاستقلال المالي والإداري ذات شخصية اعتبارية أسست عام 1942 وهي عضو في الحركة الدولية وفي الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر في جنيف والأمانة العامة العربية لجمعيات الهلال والصليب الأحمر العربية لها مركز رئيسي و14 فرعا موزعين في جميع المحافظات إضافة إلى 75 شعبة تابعة للفروع.
وفي كلمة وجهها بمناسبة يوم العمل الانساني أوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان اليوم العالمي للعمل الإنساني تذكرة سنوية بضرورة العمل على تخفيف معاناة الملايين المحتاجين للمساعدة وهو أيضا مناسبة للاحتفاء بالعاملين والمتطوعين في المجال الإنساني المرابطين في الخطوط الأمامية للأزمات.
بدوره المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتور باباتوندي أوشيتيمن دعا في رسالة مشابهة إلى تضامن عالمي مع كل من تضرر بسبب الأزمات وتوحيد الصفوف كإنسانية واحدة وتقاسم المسؤولية لمد يد العون للفئات الأكثر ضعفا.
ويقول أوشيتيمن “يتجاوز تركيزنا مجرد تلبية الاحتياجات العاجلة ليتضمن الحد من المخاطر وبناء السلام وتعزيز الصمود في مواجهة الشدائد ودعم التنمية طويلة المدى”.
وصندوق الأمم المتحدة للسكان الذي يعنى بالخدمات والمعلومات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية استجاب للازمة في سورية عبر توفير نحو 200 ألف خدمة صحة إنجابية شهرياً بما فيها 6 آلاف ولادة حسب أوشيتيمن الذي لفت إلى وجود عمل كثير امام المنظمات لمساعدة الأسر في سورية وخاصة السيدات في مرحلة الانجاب.
يذكر أن الجمعية العامة للامم المتحدة قررت في 11 كانون الأول 2008 تحديد يوم 19 آب بوصفه اليوم العالمي للعمل الإنساني وهو اليوم الذي وقع فيه تفجير فندق القناة في بغداد عام 2003 والذي أدى إلى مقتل 22 شخصا من بينهم الممثل الخاص للأمين العام سيرجيو فييرا دي ميلو.
واختارت الامم المتحدة عنوانا لحملة هذا العام العالم الذي تفضله لإذكاء الوعي بضرورة المساهمة في العمل الانساني ولا سيما بوجود 130 مليون شخص يعتمدون على المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة حسب أرقام الامم المتحدة.
دينا سلامة
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: