مسقط-سانا
أكدت صحيفة الوطن العمانية أنه في ظل وقائع الميدان التي تشهد استمرار انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه الذين أخذ يتكسر على صخور صمودهم واستبسالهم العديد من الموجات الإرهابية لمعسكر التآمر والعدوان بعد أن “وضع كل ثقله فيها وذلك من أجل فك الحصار عن التنظيمات الإرهابية في شرق حلب فإن المعسكر الخاسر لا بد له أن يبحث عما يعدل وضعه”.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “حلب على محك المصداقية الأميركية” إن التحرك الأميركي في حلب وما يتفوه به المسؤولون الأميركيون عن تنسيق جولة جديدة إلى جنيف هو تحرك افتراضي وكلام إنشائي سيحتاج إلى قرائن وأدلة تؤكد مصداقيته فقد عرف عن الولايات المتحدة باعتبارها قائدة معسكر التآمر والإرهاب ضد سورية أنها لا تتبنى مقاربات سياسية فيما يخص تطورات الميدان السوري إلا عندما تتعرض التنظيمات الإرهابية التابعة لمعسكرها لنكسات وانكسارات وهزائم .
واعتبرت الصحيفة أن دخول أرتال الدبابات والآليات المفخخة وموجات من الانتحاريين الذين دفعت بهم القوى المكونة لمعسكر التآمر والعدوان وإخفاق هذه الموجات في تحقيق أهدافها ليس دليلا فقط على إنتاج هذا المعسكر للإرهاب ودعمه ورعايته والمراهنة عليه في إنجاح مخطط تدمير سورية وإنما دليل على أن الحل السياسي وما يترتب عليه من مظاهر السلام والاستقرار وعودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم ليس واردا أساسا في أبجدياته وبرنامجه السياسي وبالتالي لا تفكر الولايات المتحدة بالبحث عن حلول سياسية للأزمة في سورية بالتعاون مع روسيا بقدر ما تفكر في “إطالة أمد الأزمة وزيادة رقعة الإرهاب”.
وأضافت الصحيفة إنه “وبناء على ذلك فإن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل وانتكاسات مما تتعرض له التنظيمات الإرهابية في حلب وكذلك تشعر بشيء من الحقد والحنق على تلك القدرة العسكرية والذكاء المخطط لاستيعاب موجات الهجمات الإرهابية وتنفيذ حروب اصطياد الثعالب التي تحولت إلى حروب استنزاف حقيقية للتنظيمات الإرهابية حيث المعلومات تشير إلى قدرة الجيش العربي السوري وحلفائه على الاختراق وجمع المعلومات حول التنظيمات الإرهابية ما مكنهم من تنفيذ ضربات استباقية أدت إلى هزائم وانتكاسات في صفوف الإرهابيين”.
وبينت الصحيفة أن ما تبحث عنه الولايات المتحدة اليوم من خلال أحاديث السلام في حلب الشهباء وجولة جديدة إلى جنيف هو السبيل الذي يمكنها من منع الجيش العربي السوري من استكمال معركة حلب بأي طريقة من الطرق ومحاولة فتح طرق للإرهابيين المحاصرين لكي تتمكن من توظيف الممرات لتزويدهم بالسلاح وبكل ما يحتاجونه لكن محاولاتها باءت بالفشل.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه وفي مقابل الحرص الروسي على وقف الأعمال القتالية وإيقاف مسلسل القتل والتدمير الذي يستهدف الشعب السوري يسير الدور الأميركي عكس ذلك فكل ما سبق من هدن ووقف للأعمال الإرهابية كان يستغل من قبل معسكر التآمر والعدوان بقيادة واشنطن لأجل إعطاء التنظيمات الإرهابية الوقت لتنظم صفوفها وبما يسمح بتزويدها بالسلاح والتجهيزات اللازمة وبالمزيد من العناصر الإرهابية بل إن واشنطن من الممكن أن تتجه نحو استثمار ما تبقى من فلول تنظيم “داعش” الإرهابي الذين خرجوا من مدينة منبج تحت سمعها وبصرها وإذنها يقودون الدروع البشرية من المدنيين نحو مناطق أخرى بحلب في استنزاف سورية وحلفائها.