الحسكة-سانا
يعاني أهالي ريف الحسكة من صعوبة بالغة في تأمين مياه الشرب النظيفة والصحية في ظل خروج معظم المشاريع المائية فيها عن الخدمة نتيجة الاعتداءات الإرهابية ما يضطرهم للجوء إلى صهاريج نقل المياه الخاصة ودفع تكاليف إضافية في وقت يؤكد فيه المعنيون الصيانة المستمرة للمشاريع وتامين مياه الشرب للسكان وسط تحديات كثيرة تفرضها الأزمة الراهنة.
سانا رصدت آراء المواطنين في ريف المحافظة حيث أوضح خالد العطية من قرية السكمان بريف ناحية تل براك أن “آبار مياه الشرب التابعة لمؤسسة المياه خرجت منذ عامين عن الخدمة بعد سرقة معداتها من قبل المجموعات الارهابية وحاليا نتعاقد مع صاحب صهريج لنقل المياه إلى سكان القرية بسعر 250 ليرة للبرميل الواحد”.
وأضاف العطية “معظم أهالي الريف يعتمدون على مياه الآبار السطحية الموجودة في منازلهم لأمور النظافة المنزلية لأنها غير صالحة للاستهلاك البشري فطعمها مر وفيها نسبة كبيرة من مادة الكلس”.
ومن ناحية المناجير بريف مدينة رأس العين يبين عبود الشيخ “أن الناحية تضم أكثر من 40 ألف نسمة وهي منطقة غير بعيدة عن مشروع علوك المغذي لمدينة الحسكة بالمياه ومع ذلك لا يوجد في الناحية أي مشروع يؤمن لها المياه النظيفة ونعتمد بشكل كلي على شراء المياه من الصهاريج التي يتحكم أصحابها بحاجتنا ويضعون أسعارا مرتفعة تزيد الأعباء المالية على الأهالي” داعيا المؤسسة إلى تنفيذ مشروع جر خط مياه من مشروع علوك كون المنطقة قريبة منه.
ومن قرية أم حجيرة بناحية الهول يتجاوز حمادة الحسين مشكلة تكاليف تأمين المياه عن طريق الصهاريج الخاصة ويقول “إن المياه التي يتم نقلها في صهاريج متهالكة يظهر عليها الصدأ غير معروفة المصدر” مشددا على ضرورة قيام مؤسسة المياه بتوزيع حبوب منقية للمياه وقاتلة للفيروسات الموجودة فيها.
ويتساءل سعود العطا من قرية الراشدية بالريف الجنوبي للمحافظة عن سبب عدم تأمين مؤسسة المياه لصهاريج تبيع المواطنين المادة بأسعار مقبولة ولا سيما أنه يضطر “لدفع مبلغ 2500 ليرة كل 10 أيام لقاء شراء المياه”.
وفي وقت يوافق فيه أبو حمد صاحب صهريج مياه على ارتفاع سعر برميل المياه الذي يبيعه للمواطنين يقول “إن كلفة الوقود والارتفاع الكبير في أسعار صيانة الصهريج يجبرنا على رفع أسعار برميل المياه”.
مدير مؤسسة المياه بالحسكة المهندس محمود العكلة أكد في تصريح لـ سانا أن الورشات الفنية التابعة للمؤسسة تقوم بجهود كبيرة لتأمين مياه الشرب لأبناء المحافظة وإجراء الصيانات المستمرة للمشاريع المائية سواء الكبيرة التي تغذي مراكز المدن أو المتوسطة والصغيرة التي تغذي التجمعات السكانية المنتشرة في نواحي وقرى المحافظة مبينا أن “واقع ضخ المياه في المدن جيد” فيما تسعى المؤسسة لإنجاز أكبر قدر ممكن من صيانات المشاريع في الريف وبالسرعة الكلية.
وأوضح مدير المؤسسة “أن الظروف الأمنية أثرت بشكل كبير على قطاع المياه حيث قامت المجموعات الإرهابية واللصوص بالتعدي على المشاريع المائية وسرقة معداتها وتدميرها بشكل كامل أو جزئي ولا سيما محطة مياه مدينة الشدادي القديمة والجديدة والتي كانت تغذي ريف الحسكة الجنوبي ومحطة ناحية 47 ومحطة تحلية مياه ناحية تل تمر ومحطة مياه ناحية مركدة التي دمرت بشكل كامل إضافة إلى تخريب وسرقة مشاريع المياه في بلدات تل براك وتل حميس ومحطات جنوب الرد”.
وأشار المهندس العكلة إلى “أن الصعوبات المتمثلة بنقص مصادر التغذية الكهربائية المشغلة للمشاريع المائية وسرقة معظم الآليات والمعدات الهندسية وصهاريج نقل المياه من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة وعدم توفر السيولة المالية الكافية لدى المؤسسة للقيام بجميع الصيانات وإحجام معظم متعهدي الصيانة عن تنفيذ المشاريع في الأرياف لعدم توفر المواد الأولية لم تمنع المؤسسة من العمل بطاقاتها القصوى”.
وبدأت خلال الأسبوع الماضي حسب العكلة أعمال تنفيذ صيانة مشروع ناحية تل حميس بريف القامشلي والذي يغذي بالمياه نحو 50 ألف نسمة ومشروع ناحية تل براك بريف الحسكة الشرقي الذي بدئ بتنفيذه منذ نحو يومين والذي يغذي نحو 30 الف نسمة إضافة إلى الانتهاء من تشغيل محطة تحلية مياه الجبسة بمدينة الشدادي وصيانة عشرات الغواطس المائية لآبار المياه المنتشرة في ريف المحافظة خلال العام الحالي.
وتتضمن خطة مؤسسة المياه للعام القادم تنفيذ مشروع مائي لمنطقة المناجير بريف مدينة رأس العين إضافة إلى تنفيذ مشروع إعادة تأهيل محطات المياه المغذية للريف الشرقي لمدينة الحسكة وصولا لناحية الهول عبر صيانة محطات مياه منطقتي رد شقرا وأم حجيرة.
تقرير … نزار حسن
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: