يتحدث مسؤولو بعض الدول الأوروبية الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية كثيراً عن الحلّ السياسي في سورية وعلى الأرض، وفي الاجتماعات المغلقة يبرز دور هذه الدول في عرقلة الحلّ السياسي الذي يحقق مصالح الشعب السوري، والإصرار على فرض حلّ يحقق المصالح الغربية وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
إن مجمل قرارات مجلس الأمن الأخيرة وما صدر عن اجتماعات جنيف تؤكد على مسألة عدم التدخل في الشأن السوري وإفساح المجال أمام السوريين ليحلّوا مشاكلهم بأنفسهم عبر الحوار دون أي تدخل خارجي.
حتى اليوم الدول الغربية التي وافقت على قرارات لمجلس الأمن حول سورية لم تلتزم بما وَرَدَ فيها على الإطلاق، وهي تعمل في السرِّ والعلن وعبر دعم التنظيمات الإرهابية والوسائل السياسية والإعلامية لمنع الحوار بين السوريين من أجل وقف الحرب الإرهابية على بلادهم.
التحليل المنطقي لهذا الواقع يرجع القول: إن الدول الغربية تدرك أنه لو تُرِك للسوريين الأمر لأنهوا الحرب عليهم وقضوا على الإرهاب في أشهر لأنهم -أي السوريين- لا علاقة لهم بما تتعرض له بلادهم من حرب إرهابية.
إن التدخل الغربي في الشؤون الداخلية السورية يتكرر يومياً، وعلى ما يبدو إن الدول الداعمة للإرهاب تتبادل الأدوار في هذا الشأن، ويبرز ذلك في المواقف الأميركية والفرنسية والبريطانية التي تهدف إلى فرض حلّ على السوريين يترك لهم مجال التدخل في أي وقت يشاؤون.
بالأمس خرج وزير الخارجية البريطاني «بوريس جونسون» بعد أن سبقه نظيراه الفرنسي والأميركي، ليُدلي بدلوِه ويحدد الحلّ الذي تريده بلاده متوعِّداً بمنع انتصار الشعب السوري على الإرهاب.
إن الولايات المتحدة والدول الغربية والإقليمية المتحالفة معها تتحمّل المسؤولية الكاملة عن تعطيل إنجاز حلٍّ سياسي يحقق مطالب السوريين كانت الحكومة السورية أول من دَعَت إليه، وهذه الدول لا تزال تدعم التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق رغم الهزائم الكبيرة التي يلحقها الجيشان السوري والعراقي بكل التنظيمات الإرهابية التي تحاول الولايات المتحدة تقسيمها إلى متطرّفة ومعتدلة وغيرها من التسميات التي تخفي وراءها فكر القاعدة الوهّابي المتطرّف.
في نهاية المطاف لن يسمح الشعب السوري بعد كل هذه التضحيات بفرض حلٍّ خارجي عليه يُفقده السيادة على وطنه، والجيش العربي السوري الذي يخوض حرباً عسكرية شرسة جداً مع إرهابيين أجانب مدربين ومجهزين لمثل هذه الحروب يعمل بموازاته طاقم سياسي همّه الوحيد كسب المعركة السياسية بموازاة المعركة العسكرية على يد رجال الجيش العربي السوري.
في معطيات التحوّلات والتطورات في محيط سورية الإقليمي وعلى المستوى الدولي والتي يعود بعضها إلى إحساس الكثير من المتورطين بفشل المشروع العدواني الأميركي في المنطقة لن يكون بمقدور أحد فرض أي حلّّ سياسي على الدولة السورية، وما يواجهه الجيش العربي السوري في حلب والمعارك الشرسة التي يخوضها مع التنظيمات الإرهابية «المتطرّفة والمعتدلة» الغربية من الأرجح أن تكون الأخيرة بهذه الحدّة، ومن يعوّل على خسارة الجيش العربي السوري لهذه المعركة الحاسمة إما فاقد لعقله أو إرهابي واهم.
صحيفة الثورة
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: