ريف دمشق-سانا
تقاسم الشاعران رياض طبرة وسوزان إبراهيم الأمسية التي أقامها المركز الثقافي العربي في مدينة جرمانا حيث ألقيا عددا من القصائد الوجدانية والوطنية والعاطفية في مختلف الأشكال الشعرية التي تضمنت الشطرين والتفعيلة والنثر.
وفي قصيدته أيا وطني عبر الشاعر طبرة عن أحلام الإنسان السوري الذي يحب أرضه وأهله في أسلوب طغت عليه العاطفة وخيم الوجدان فقال.. “أناديك وأرسم فوق جفنيك تجاعيدي.. وأوجاعي بلا مرسى..وبعضا من أناشيدي.. تسابقني إلى محبوبة بعثت .. إلى أم .. وأبناء .. إلى أخواننا الجرحى .. إلى من ساقهم قدر”.
وجاءت قصيدة طبرة إلى دمشق بأسلوب شعر الشطرين معبرة عن أهمية تاريخ الفيحاء وعراقة أهلها ومدى انتماء السوريين إليها بصفتها رمزا وطنيا يجسد سورية الأم فقال “هل نابك الدهر الحرون ونابها .. أم ما أصابك في العراء أصابها أم أن غدرا في الفؤءاد صديده .. أعمى البصائر في البلاد وشابها هي بنية التاريخ إن عز الوفا .. يرنو إليها قاصدا أعتابها”.
على حين كان الغزل عند الشاعر طبرة في قصيدة /بيني وبينك/ قريبا من الأسلوب الوجداني الذي كان حذرا في طرح مفرداته ليصل إلى مرتبة العفة واحترام الآخر ولا سيما أنه استخدم حرف الروي الميم الذي يأتي إلى النصوص الحماسية والشديدة الثقة بالنفس فقال “بيني وبينك أسرار هي الألم .. فكيف ابدأ مسرورا واختتم وكيف أقوى على الإفصاح ملهمتي .. صوتي تلاشى ولحن الحزن يحتدم”.
أما الشاعرة سوزان إبراهيم فعبرت في نصوصها النثرية عن كثير من الهموم والأحلام الإنسانية إلا أنها كانت واثقة الخطى بانتقاء ألفاظها الربيعية الألوان والموشاة بالأشجار السابقة فقالت في قصيدة /أشجار/.. ” كلما كتبت قصيدة .. نبتت على جسدي شجرة.. صرت الآن غابة.. كيف لغرفة أن تتسع لي أزرع أرض القصيدة.. بأشجار البوح الحراجية.. خشية انجراف في تربتها”.
وفي قصيدة أوراق ذهبت إبراهيم إلى تكوين بيئة اجتماعية ذات دلالات إنسانية مررت فيها بعض الانتقادات التي رأتها خلال تداعيات المجتمع وتحولاته معتمدة على الرسم بالكلمات في تكوين نص على شكل صورة متكاملة فقالت.. “ليس كابوسا .. كنت أرد ظلا عن وجهي.. غاصت أصابعي في وفير..كحقول سافانا بعيدة.. نبتت عشب على رأسي.. وحديقة حيوانات يأكل بعضها بعضا .. حفاظا على توازن الحرية .. إشارة المرور ما زالت حمراء”.
وأيضا كان للحب حضور في نصوص الشاعرة إبراهيم إلا أنه أتى بشكل ناضج يمر على موهبة أدبية عبرت عن خلجاته ليجسد تطلعات أنثى إلى صدى عاطفة يحكمها الصدق وتتحرك بإرادة إلى بنية النص فقالت في قصيدة حب.. “ليس للطريق قدمان ليمشي إليك.. يستطيع الحب أن يأتي الآن.. أنهيت للتو تنظيف بيته.. تأخرت عن موعدي.. لكن قلبي وصل”.
وعن رأيه في الأمسية قال الشاعر منهال الغضبان مدير المركز الثقافي في جرمانا../جمع الشاعران بين أشكال شعرية مختلفة في دليل على استمرار الشعر في الساحة الثقافية السورية وتحديه لكل ما تخلفه الحرب من نكبات وويلات وأن الأديب السوري مصمم على أخذ دوره بشجاعة بحضور جمهور متعدد الأطياف والذي يعتبر ثقافي جرمانا موئلا لها”.
ولفت الغضبان إلى أن المركز يعزم على استمرار النشاط الثقافي بأشكاله المختلفة أكثر من مرة في مدار الأسبوع معتبرا أن حضور المثقف السوري حافز يدفع إلى المزيد من هذه النشاطات.
محمد خالد الخضر
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
http://vk.com/syrianarabnewsagency