الوقاية من اللاشمانيا تبدأ بتوفير شروط بيئية وصحية مناسبة

حمص-سانا

تودي اللاشمانيا بحياة نحو 20 إلى 30 ألف شخص وتسجل نحو 5ر1 مليون حالة جديدة سنويا حول العالم وفق أحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية التي تؤكد أن اجراءات بسيطة تضمن الوقاية منها وتحد من الوفيات أهمها توفير شروط بيئية وصحية مناسبة ولاسيما في المناطق الفقيرة والكشف المبكر عن الاصابات وتسهيل الوصول إلى الدواء.

واللاشمانيا وفقا لإختصاصي أمراض الجلدية الدكتور سامي مراد داء يصيب الجلد والأغشية المخاطية في الجسم وتسببه طفيليات من جنس اللاشمانية تنتقل إلى الشخص عن طريق لسعة ذبابة الرمل وهي نوع من البعوض ذي الحجم الصغير جدا لونها بني مصفر تعيش قرب المستنقعات ومناطق المياه الراكدة والقذرة وفي الأماكن المظلمة وجحور القوارض.

ويوضح الدكتور مراد أن الحيوانات الشاردة مثل الكلاب والقوارض تشكل مستودعا للاشمانيا وعندما تلدغ ذبابة الرمل هذه الحيوانات ينتقل لها المرض ويتكاثر في جهازها الهضمي وينتقل إلى فمها لتنقله بدورها إلى إنسان سليم عند لدغه مبينا أن الذبابة تنشط ليلا ولا تستطيع التحليق عاليا لذلك فإن المعرضين للدغتها هم غالبا القاطنون في الطوابق الأرضية.

ويشير الدكتور مراد إلى وجود ثلاثة أنواع للاشمانيا أولها الحشوي وهو قاتل إذا ترك دون علاج ويظهر على شكل نوبات غير منتظمة من الحمى وفقدان الوزن وتضخم في الطحال والكبد وفقر الدم ويسجل 200 إلى 400 ألف حالة جديدة سنويا حول العالم فيما النوع الثاني هو اللاشمانيا الجلدية المخاطية الذي يؤدي إلى تدمير جزئي أو كلي من الأغشية المخاطية للأنف والفم والحلق.

أما أكثر أنواعها شيوعا فهي اللاشمانيا الجلدية وفقا للدكتور مراد التي تحدث تقرحات في الأجزاء المكشوفة من الجسم وقد تترك ندوبا مدى الحياة وتسبب حالات عجز خطيرة في حال لم تعالج وتسجل وفقا لمنظمة الصحة العالمية من 700 ألف إلى 3ر1 مليون حالة جديدة سنويا ونحو ثلثي هذه الحالات تظهر في أفغانستان والجزائر والبرازيل وكولومبيا وإيران وسورية.

ويشير الدكتور مراد إلى أن اللاشمانيا الجلدية تظهر عادة على الجلد المكشوف كالوجه والساعدين والقدمين والعنق على شكل حطاطة صغيرة حمراء إلى بنية اللون تشبه لدغة البعوضة وتكبر الآفة خلال شهور وتصل إلى قطر 1 سم احيانا وهي غير مؤلمة وقد تكون مغلقة أو مفتوحة وقد تشفى عفويا خلال سنة وتترك مناعة دائمة أو تكون الإصابة الثانية خفيفة الأعراض.

وتوفر وزارة الصحة في سورية مراكز متخصصة للعلاج المجاني للاشمانيا الجلدية حسب الاختصاصي حيث يتم حقن البنتوستام موضعيا في الآفة من 1 إلى 2 مل ويكرر الحقن لمدة 6 أسابيع أو قد يتم التجميد بالآزوت السائل ونادرا بالتخثير الكهربائي.

وفي حال اللاشمانيا المتعددة أو الإصابات المتوضعة على أماكن صعبة يوضح الاختصاصي أنه يتم اللجوء إلى الحقن العضلي في المشفى نظرا لضرورة إجراء تحاليل دموية ومراقبة وظائف الكبد والدم ومتابعتهم بعد الشفاء.

ويوصي الدكتور مراد للوقاية من اللاشمانيا بالقضاء على الحشرات الناجمة عن تراكم القاذورات والابتعاد عن الحيوانات الشاردة والقوارض ومكافحتها والسكن في الطوابق العليا إن أمكن.

وحسب منظمة الصحة العالمية تساعد بعض العوامل على انتشار المرض منها الفقر وظروف السكن غير الصحية والأماكن المزدحمة والنوم على الأرض وخارج المنزل وسوء التغذية وإزالة الغابات والتغيرات البيئية وظاهرة الاحتباس الحراري والجفاف والفيضانات.

تمام الحسن

انظر ايضاً

صحة حماة تكثف إجراءات الوقاية من اللاشمانيا

حماة-سانا تكثف مديرية صحة حماة الإجراءات الخاصة بالوقاية من مرض اللاشمانيا ورصد حالته وعلاجها بعد …