ارتأت وكالة الاستخبارات الأميركية «CIA» تغيير اسم «جبهة النصرة» إلى «جبهة فتح الشام» في ظل المطالب الروسية الصارمة لإدارة أوباما بعزل ما تسميها «معارضة مسلحة معتدلة» عن التنظيمات الإرهابية المدرجة بقوائم الإرهاب.
قد يقول البعض وخاصة منظّري «القحط السوري» ما علاقة «CIA» بـ «جبهة النصرة» ومن بعدها «جبهة فتح الشام»، والجواب بسيط وبديهي وهو مَن كان يدير القاعدة في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي السابق وابنتها باللقاح الأميركي «جبهة النصرة» فيما بعد في العراق وسورية هو ذاته يدير كل التنظيمات الارهابية التي تفتك بشعوب المنطقة والعالم بشكل مباشر أو عبر الأدوات المعروفة في المنطقة.
لا شكّ أن لغة الاستعلاء والعنجهية التي تتصف بها «CIA» حاولت تلطيفها وزارة الخارجية الأميركية، التي انتقدت بخبث عملية تغيير التسمية من أجل إبعاد الشبهة عن بلادها بالقول إن هدف الجولاني من هذا الإجراء هو محاولته ضم «المعارضين المسلحين المعتدلين إلى صفوفه» في محاولة مفضوحة لتبرئة ذمة واشنطن من العلاقة مع «السلَف والخلَف» الإرهابيين، ويأتي إعلان البيت الأبيض أن الأفعال هي من تُحدّد الموقف من التنظيم الإرهابي الجديد مستقبلاً كتغطية ضمنية له.
طبعاً لا يخلو قرار «CIA» بإطلاق اسم جديد على «جبهة النصرة» افتتح بوجه متزعمها «الجولاني» من صفة العنجهية والاستهتار بعقول السوريين قبل غيرهم، فصانعو القرار الأميركي يقتنعون بأن ما يقولونه حقيقة، وواقع الحال أن أغلب الدول فوجئت من الطريقة الغبية لتبييض أوجه إرهابيي «جبهة النصرة».
والسؤال هنا، ما المقصود من تسمية «جبهة فتح الشام»، وهل من المعقول أن واشنطن لا تعرف أن اسم «الشام» يطلق على سورية وأجزاء كبيرة من لبنان والأردن وفلسطين والعراق؟!!!.
بالتأكيد إن القيّمين على «CIA» يدركون ويعرفون المعنى الجغرافي للاسم، وهذا لا يعني أنهم يقبلون أن يمتد نشاط هذا التنظيم الإرهابي الجديد خارج سورية على الأقل في الوقت الحالي، ولكن موافقتهم على التسمية تحمل رسائل مختلفة ومتباينة من منطقة أخرى، فالموجهة مثلاً إلى لبنان قد تكون متناقضة تماماً مع الموجهة إلى الأردن ، ولكن في الإطار العام كلها تحمل تهديدات خطيرة لاستقرار المنطقة.
الأيام القليلة القادمة ستكشف أن تنظيم «جبهة النصرة» لا يختلف عن اسمه الجديد إلا بالاسم، كما هو حال كل التنظيمات الإرهابية الأخرى التي ابتدأت بـ «الجيش الحر» مروراً بـ «أحرار الشام وجيش الإسلام والنصرة والزنكي» وغيرها ولن تقف التسميات قطعاً عند «جبهة فتح الشام».
إن تزامن إطلاق تسمية جديدة على تنظيم «جبهة النصرة» مع تواصل المباحثات الروسية الأميركية حول عزل «الإرهابيين المعتدلين» عن نظرائهم المتطرّفين، وإيجاد حلّ سياسي للأزمة في سورية والحديث الأميركي الغربي الخبيث عن الموضوع الإنساني في حلب يعكس أولاً التباين، ربما في المواقف الأميركية ومحاولة استباق الاستخبارات الأميركية ضمّ إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» إلى «جبهة فتح الشام» لحمايتهم من أي اتفاق روسي أميركي يفسح المجال لضرب مواقع تنظيم «جبهة النصرة» بقوة من الطائرات الروسية.
من المؤكد أن لجوء التنظيمات الإرهابية إلى تغيير أسمائها ليس بالجديد ولن يغيّر من الواقع على الأرض في شيء، والتصريح الروسي في هذا الشأن لا يكتنفه الغموض إطلاقاً. فـ «جبهة تحرير الشام» نسخة طبق الأصل عن «جبهة النصرة».
صحيفة الثورة
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: