دمشق-سانا
استطاع مسلسل “لو” أن يحقق نجاحا ملحوظا من خلال حجم المتابعة التي حصدها في شهر رمضان الفائت حيث عرض لقصة خيانة زوجة لزوجها وإن كان الموضوع غير جديد على الدراما ولكن العمل قدمها بكثير من التفاعلات النفسية بين شخوص المسلسل معطيا مساحات متكافئة لعرض الموضوع من عدة جوانب حيث أعد السيناريو والحوار السيناريست بلال شحادات بالتعاون مع خلود جابر وأخرج العمل سامر البرقاوي عن قصة فيلم أميركي هو الخائنة من كتابة كلود شابرول.
وعن سبب النجاح الذي حققه المسلسل يقول السيناريست شحادات في حديث لـ سانا.. ان نجاح المسلسل لم يكن مصادفة وكل من ساهم في إنجاز هذا العمل كان له دور في نجاحه انطلاقا من النص وحتى العمليات الفنية النهائية.
ويضيف.. ان نقطة الاقتباس والإعداد ليست عيبا أو نقيصة بحق العمل لأن الإعداد الدرامي قديم قدم الإبداع نفسه لكن استعمال المصطلح جاء حديثا وعلى سبيل المثال تعتبر مسرحيات الكتاب الإغريق اسخيلوس -يوريبيدس-سوفوكلس إعدادا دراميا عن ملحمة الإلياذة لـ هوميروس وظل الإعداد مستمرا حتى وقتنا هذا.
وحول موضوع مسلسل “لو” إن كان من اختياره أو بطلب من شركة الانتاج يوضح شحادات أنه لا يستطيع الفصل بين الحالتين فقد طلب منه كتابة العمل وهو في الوقت ذاته اعتبره خطوة ومشروعا خاصا به كي يتحمل مسؤولية كل كلمة تمت كتابتها ولولا هذا التبني لما كان النص بهذه الصورة التي انتهى إليها.
وكان شحادات اعتذر مؤخرا عن كتابة مسلسل جديد لنفس شركة إنتاج مسلسل “لو” بعد إعلان إطلاق مشروع متواصل معها على ضوء نجاح العمل ويؤكد شحادات في هذا السياق أنه لم يجبر منذ البداية على كتابة ما لا يشبهه وما لا يؤمن به ولا يتبناه ولن يجبر على ذلك في وقت من الأوقات مبينا أن اعتذاره عن كتابة المشروع المقبل يعود لأسباب شخصية بحتة خاصة به.
وعن تحكم رأس المال في المواضيع التي تقدم في الدراما يرى معد سيناريو وحوار مسلسل “رفة عين” أن هناك تحكما للتوجهات السياسية اليوم في مختلف جوانب الفن والثقافة والتي بدورها تدير رؤوس الأموال لخدمة مصالحها وبالتالي تسعى إلى التحكم بوسائل الإعلام والدراما وهذا أمر طبيعي وموجود عالميا على الأغلب باستثناء بعض التجارب الخاصة والبعيدة عن التسييس وهي قليلة إذا ما قورنت بالأخرى.
ويرى شحادات أن الدراما السورية الآن في حالة “صراع مستميت كي تحافظ على بقائها ووجودها” وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى ظهور تجارب فنية “دون المستوى” لكنه لا ينفي استمرار التجارب الناضجة والجيدة معتبرا أن لا مشكلة في تصدي كاتب واحد أو أكثر لإعداد وكتابة مسلسل فالمهم هو النتيجة النهائية الجيدة التي تعطي نصا متينا وناضجا ومتماسكا.
أما من ناحية المواضيع وهامش الحرية في الكتابة فيعتقد السيناريست الشاب أن الواقع أو الشارع السوري قد سبق الدراما وصار يقودها ويحدد مواضيعها في حين كان المفروض هو عكس ذلك على حد تعبيره.
وحول هوية الدراما السورية بعد دخول الانتاجات المشتركة بقوة على اجندة الأعمال المنتجة مؤخرا يرى خريج المعهد العالي للفنون المسرحية أن هوية الدراما السورية قد اتسع نطاقها وتركت بصمتها في الخارج دون أن تلغى أو يتم تشويهها فلا خوف على درامانا مبينا أنه مع استمرار الدراما السورية على النطاقين المحلي والعربي لأنها أثبتت نجاحها وانتشارها في كلا شكلي الإنتاج.
ويؤكد المشارك في إعداد سيناريو وحوار مسلسل بعد السقوط أن مشكلة الدراما السورية اليوم هي غياب الدعم الفني والمادي لذلك اضطرت إلى تجاوز الحدود والسعي للانتشار في الخارج حيث لاقت دعما وتأييدا مما يستلزم زيادة الدعم في الداخل لاستعادة ألقها الذي كان حاضرا بقوة.
وعن مشاريعه القادمة يوضح شحادات أنه حاليا بصدد كتابة مسلسل جديد يتحدث عن الواقع السوري وامتداداته في دول الجوار وخاصة في لبنان لكن من الجانب الإنساني والنفسي البحت.
وعما إذا كان متفائلا بمستقبل الدراما السورية يختم شحادات بالقول إنه “مجبر” على التفاؤل بهذا الفن الذي ينتمي إليه لأنه مهما كانت الظروف صعبة فالعمل المستمر قادر على إعادة ضخ الحياة لهذه الدراما وإلا فإنها ستنتهي.
محمد سمير طحان