دمشق-سانا
مثلما للرياضة السورية محبوها وعشاقها من لاعبين وجماهير أيضا لها كوادر وخبرات متميزة لعبت دورا كبيرا في الميدان الرياضي وقدمت لها فكرا وعطاء لتستفيد منها الأجيال الرياضية.
ويعد منذر الطباع من الخبرات الرياضية التي أسهمت في رسم خارطة رياضة الملاكمة منذ ستينيات القرن الماضي حتى يومنا هذا حيث يعمل حاليا أمينا للسر في اتحاد الملاكمة.
بدأ الطباع حياته الرياضية عام 1960 في نادي الوحدة كملاكم وبعد سنوات من ممارسته اللعب عمل أمينا للسر وإداريا لفريقي كرة القدم للرجال والسيدات وفي عام 1970 انتقل لتدريب الملاكمة في نادي الشرطة وتفرغ لها بشكل كامل وتسلم رئاسة النادي من عام 1980 حتى عام 2005 إضافة إلى عمله في عضوية اتحاد الملاكمة لمدة 16 عاماً.
والطباع من الخبرات المتميزة في الملاكمة حيث يعد مرجعا في تقييم مستوى اللاعبين وانتقاء المواهب ولا سيما عند اقامة تجارب انتقاء اللاعبين للاستحقاقات الخارجية فهو مدرب من الدرجة الأولى وقاض وحكم دولي مصنف من فئة النجمتين وهو أحد الأعمدة الرئيسة في تنظيم العمل الرياضي فقد ترأس عددا من البعثات الرياضية لمنتخبات الملاكمة في أكثر من 80 مشاركة خلال مسيرته الرياضية ورئيسا للبعثة السورية في الدورة الرياضية العربية في مصر عام 2007.
وفي حديث لمندوب سانا الرياضي رأى الطباع أن العصر الذهبي للملاكمة السورية كان في سبعينيات القرن الماضي حيث شهدت الملاكمة وقتها منافسات قوية فالبطولات المحلية كانت تقام لأيام عدة وتشارك بها منتخبات المحافظات بعدد كبير فيما كان ابطال الملاكمة السورية يتألقون في البطولات العربية والدولية ويحرزون الميداليات البراقة أبرزهم حامد حلبوني ومايز خانجي وغياث طيفور وعدنان قدور وطلال الشوا وهشام أبو عيد وغيرهم لافتا إلى أن مستوى الملاكمة في تلك الفترة كان متميزا لوجود أبطال أحبوا اللعبة ومدربين أكفياء قدموا كل ما لديهم ولم يبخلوا بوقتهم وجهدهم لتطوير اللعبة.
وعن رأيه بمستوى الملاكمة حاليا قال الطباع.. لدينا أبطال معدودون وليس منتخبا متكاملا إضافة إلى تقليص عدد الملاكمين في الدورات الدولية ما يضيع الفرصة على بقية اللاعبين لإثبات الذات والتطور فالمشاركة الواسعة تخلق منتخبا وطنيا متكاملا والمزيد من المشاركات الخارجية يعني مزيدا من الأبطال المؤهلين دوليا.
وأضاف الطباع.. لا يمكن أن نخرج عن الظروف الحالية لبلدنا فالواجب أن نضع الإمكانيات الحالية في ظل الظروف الحالية في بنود معادلة العمل والتطوير ولدينا قاعدة كبيرة من اللاعبين والمدربين ممن يريدون العمل في بناء اللعبة ومن واجب القيادة الرياضية في الملاكمة أن تعمل على ترسيخ روابط الثقة مع قواعدها وأن يتم العمل على خط التطوير الفردي للاعبين.
ونوه الطباع بمشروع بطل الجمهورية والبطل الأولمبي والبطل الدولي حيث يتم فرز اللاعبين وفق مستوياتهم لتطويرهم بالاعتماد على لجنة الخبرات في التدريب ليصار إلى اعتمادهم ضمن مشروع البطل وعندها نكون وضعنا عملنا في إطار الترشيد والتوفير بالإنفاق ليكون توظيف الامكانيات في مجال العطاء المثمر.
وختم الطباع.. إن الرياضة السورية تملك من الخبرات والكفاءات ما يؤهلها للنجاح في العمل الرياضي من حيث البناء والتطوير والتخطيط رغم الظروف الراهنة التي أخرجت الكثير من الكفاءات والمنشآت لافتا إلى أن العطاء للرياضة والرياضيين يجب أن يكون مقرونا بإمكانية التنفيذ والاستمرار وخصوصا فيما يتعلق بعمل المنتخبات الوطنية لأن استمرار هذه المنتخبات في جميع الألعاب يعد البديل عن نقص العمل في المؤسسات الرياضية.