الحسكة-سانا
أثبت المجتمع السوري خلال سنوات الأزمة قدرته على إنتاج أفكار ومبادرات خلاقة استطاعت ايجاد الحلول لصعوبات كثيرة أفرزتها ظروف الأزمة وبات معها العمل التطوعي والأهلي أكثر التصاقا بالواقع وتغيراته ومتطلباته.
و”همة شباب” مشروع انطلقت فكرته من واقع الحسكة التي شهدت حركة هجرة من شبابها سواء إلى خارج المحافظة أو من الأرياف إلى المدن هربا من اعتداءات التنظيمات الإرهابية وما فرضته من وضع معيشي صعب ما ادى إلى نقص اليد العاملة المدربة مقابل بطالة بين الشباب غير المؤهل.
ومن هذا الواقع ولد مشروع همة شباب في نيسان الماضي بهدف أساسي هو تدريب مجموعة شباب على حرف متعددة بما يضمن لهم فرص عمل ويوفر لأصحاب الأعمال أيدي خبيرة في المدن والأرياف.
مدير المشروع لؤي كباس يوضح لـ سانا أن همة شباب هو ثمرة تعاون بين مطرانية السريان الكاثوليك وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإيجاد فرص عمل للشباب ورفد السوق بالأيدي العاملة المدربة وتحويل المشاركين من عاطلين عن العمل إلى أشخاص فاعلين في المجتمع معتمدين على أنفسهم وتقديم المستلزمات الضرورية لهم كاشفا عن خطة للعمل على تنفيذ مشروع مماثل لهمة شباب يستفيد منه نحو 100 متدرب.
وبدىء تنفيذ همة شباب منتصف نيسان الماضي عبر تشكيل لجنة للاشراف على التنفيذ وتضم ممثلين عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز مار آسيا الحكيم واتحاد الحرفيين لدراسة الطلبات المقدمة من الراغبين بالمشاركة واختيار الأشخاص حسب معايير محددة وإجراء اختبار بسيط لكل متقدم في الحرفة التي يرغب بتعلمها.
ويذكر مدير المشروع أنه تم تنفيذ حملة ترويجية للمشروع تضمنت طباعة بروشورات ونشرها في أحياء المدينة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وتنفيذ زيارات ميدانية إلى المساجد والكنائس والجمعيات الأهلية للتعريف بطبيعة وماهية عمل المشروع وأهدافه والأسباب التي ينفذ من أجلها.
ويضم المشروع حسب سارية العشاوي إحدى العاملات في المشروع العديد من المهن والحرف مثل الحلاقة الرجالية والنسائية والكهرباء المنزلية وصناعة الحلويات وتقنيات البرامج الخاصة بالحواسيب والهواتف المحمولة وغيرها.
ويمتد التدريب ضمن المشروع لثلاثة أشهر ويحصل المتدربون بنهايته على شهادة تدريب من اتحاد الحرفيين ويتم اختيار 30 متدربا متميزا وتقديم المستلزمات والمعدات اللازمة لهم لافتتاح مشاريعهم الخاصة ومساعدة عائلاتهم كما تبين العشاوي.
وعن آلية اختيار المتدربين توضح العشاوي أنه يتم مراعاة الوضع المادي للمتقدم ومدى حاجته للعمل أو في حال كان من ذوي الإعاقات أو الاحتياجات الخاصة وتعطى الأولوية للأسر التي تعيلها النساء والشباب الوافدين والنازحين على أن يستفيد شخص واحد فقط من كل أسرة وبعد إجراء المقابلات مع المتقدمين يتم اختيار فتيات وشبان من المتقدمين على أساس الأكثر احتياجا منهم.
وتذكر العشاوي أنه تم التعاقد مع مجموعة مدربين متميزين وذوي خبرة عالية وسمعة طيبة واختيار الأنسب والأكثر كفاءة لتدريب المقبولين في المشروع والوصول إلى أفضل النتائج الممكنة ورفد السوق المحلية بالأيادي العاملة المدربة لتغطية النقص الحاصل فيها حيث تم فعليا التعاقد مع 18 مدربا للعمل بشكل يومي.
المتدرب جوني الياس يتحدث عن تجربته بالمشروع ويقول “بدأت تعلم حرفة الحلاقة النسائية والاستفادة من معلومات المدربين والآن يمكنني افتتاح مشروع خاص بي والعمل فيه بشكل مستقل والاعتماد على المهارات والإمكانيات التي حصلت عليها خلال فترة التدريب بالمشروع” معربا عن سعادته بالتجربة التي فتحت امامه طريقا ليتابع الحياة بالاعتماد على الذات.
بدورها تبين المتدربة خلود الجلاد أنها استفادت من التدريب بشكل كامل وتعلمت مهنة جيدة تمكنها من الحصول على فرصة عمل موجهة الشكر للقائمين على المشروع والمدربين الذين يعملون بجد من اجل اكسابهم مهارة لمتابعة مشوارهم المهني بكل استقلالية.
المدرب خالد العوض صاحب محل حلويات يرى أن المشروع فرصة جيدة لإفساح المجال أمام الشباب للتدرب واكتساب المهارات والخبرات الضرورية للعمل ويؤكد حس التكافل الاجتماعي في المجتمع السوري واهتمام السوريين بمساعدة بعضهم البعض.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: