لأن إجراء انتخابات مجلس الشعب في هذه الظروف التي تمر بها سورية، ووصول امرأة لرئاسته لأول مرة منذ عام 1919، وعدد المرشحين الذي فاق التوقّعات، والإقبال الجماهيري الكثيف يوم الاقتراع ، وصولاً إلى الكلمة التاريخية التي افتتح بها السيد الرئيس بشار الأسد الدور التشريعي الثاني، وكانت بمثابة خطة عمل للمرحلة القادمة في كافة المجالات العسكرية السياسية والاقتصادية، لأن كل ذلك كان استثنائياً فالمطلوب من المجلس بذل جهود استثنائية لإحداث التغيير المنشود.
ما يعني بالضرورة تحوّل المجلس إلى خلية نحل، يقوم فيها كل عضو نال شرف تمثيل شريحة من الشعب بواجبه في نقل مشاكلها والإسهام في تقديم الحلول لها ومعالجتها، كما يقع على عاتقه تغيير الصورة النمطية التي ارتسمت في أذهان المواطنين عن المجلس بأنه شكل لا أكثر، ولا يختلف عضو عن الآخر بشيء، وقليلون هم من قاموا بواجبهم في تأدية الدور المنوط بهم في أعلى مؤسسة تشريعية في البلاد، بل إن بعضهم لم يكلّف نفسه عناء الحضور سوى يوم القسم واكتفى بما منحه الدستور من حقوق تشريفية؟!.
ويعني أيضاً أن مكافحة ظاهرة الفساد، التي أعطاها السيد الرئيس، حيزاً واسعاً من كلمته تبدأ من قبة البرلمان، ففي هذه المرحلة لا يريد الشعب من الأعضاء شرف الحضور فقط، كما لا يريد أعضاء يجدون في وصولهم إلى المجلس فرصة لتسيير أعمالهم وسن قوانين على مقاس مصالحهم.. يريد أعضاء يفكرون بادئ ذي بدء بلقمة عيش المواطن والعمل على تأمين أبسط مقومات الصمود ضمن الإمكانيات المتاحة، ويريد أن يرى في المجلس محاسبة مسؤول على تقصيره أو فساده أو عدم قدرته على العمل في هذه الظروف ليترك المجال لغيره ممن تتوافر لديه الخبرة والكفاءة والدراية بهموم الشعب.
ولقد كان ممكناً لنا أن نستشف هذه المعاني.
فمن خلال ما تردد على لسان الأعضاء في تصريحات نقلتها بعض وسائل الإعلام حيث أكد هؤلاء تصميمهم على العمل والمشاركة في أعمال مجلس همه الأوحد رفع راية الوطن وكرامة شعبه وسيادة قراره ووضعها فوق كل اعتبار، وعدم السكوت عن خطأ أو تقصير أياً كان مرتكبوه ورفع الصوت للحفاظ على حقوق المجتمع ومحاسبة كل الفاسدين والتوجه بالشكر لكل المخلصين الذين يقومون بواجبهم.
وهذا كلام جميل ويعبّر عما يدور في خلد كل مواطن سوري وحلمه بأن يكون المجلس في دوره التشريعي الجديد صوته المعبّر عن تطلعاته في مستقبل أفضل بالأفعال، وأنموذجاً يحتذى في كل مؤسسات الدولة التي تحتاج للإصلاح لترتيب البيت الداخلي، فعندما تكون المؤسسة التشريعية بخير وتعمل بجدٍ وتكون بوصلتها مصالح الجماهير العريضة سينعكس ذلك على كل مفاصل الدولة، وهذا الأمر لن يتحقق إلا عندما “يكون العمل بصدق وإخلاص للوطن عنوان عملنا ودليلنا في المرحلة المقبلة”، كما قال الرئيس الأسد في كلمته..
ونحن نتفاءل خيراً بأن يكون المجلس الجديد أولاً شكلاً آخر عمّا ساد في السابق، وثانياً إحدى بوابات خلاص سورية من أزمتها.
عماد سالم
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: