من يحتمي بالآخر من هذه التنظيمات الإرهابية جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الفتح وأتباعهما؟.. إنه السؤال الذي يستغربه كل السوريين الذين يعلمون أن لا فرق بين كل التنظيمات الإرهابية في سورية فجميعها تبارت على استهداف الشعب السوري مع اختلاف الراعين والداعمين والممولين لها فقط .
من المعيب أن يعجز مجلس الأمن عن تطبيق قرار اتخذه لمكافحة الإرهاب في سورية بذريعة عدم القدرة على التمييز بين إرهابي خطير وإرهابي متوسط الخطورة .
اليوم اتضح أكثر هدف إطلاق تسمية بعض التنظيمات الإرهابية بـ”المعارضة المسلحة المعتدلة” وهو الخلط بين كل التنظيمات الإرهابية وبالتالي تبرير عدم تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب في سورية والمنطقة والاستمرار باستنزاف المنطقة على خلفية السجال القائم داخل مجلس الأمن حول صعوبة التمييز بين الإرهابيين والمسلحين المعتدلين .
لقد تناسى أعضاء مجلس الأمن أنه لا يوجد في مصطلحات الأمم المتحدة ما يسمى “مسلح معارض معتدل” وتجاهلوا السؤال عن كيف يجتمع مسلح معارض معتدل وإرهابي تحت خيمة واحدة إلا إذا كانوا متفقين فيما بينهم سراً وعلناً .
إن حالة التشابك المعقدة بين التنظيمات الإرهابية في سورية وخاصة في شمالها وشمالها الشرقي ليست عبثية على الإطلاق، ويمكن القول إن حبكة استخبارات أميركية إسرائيلية تركية سعودية قطرية والدليل على ذلك حالة الوئام القائمة بين هذه التنظيمات الإرهابية فالنصرة تساعد أحرار الشام وداعش يساعد جيش الفتح وما بينهما يدور في نفس الفلك .
أما الدليل الآخر على ضبط حالة الوئام بين هذه التنظيمات الإرهابية من قبل أجهزة الاستخبارات آنفة الذكر فهو غياب التقاتل بين هذه التنظيمات خلافاً لبعض المناطق الأخرى والتوزيع المشترك للغنائم والأهم من ذلك مساندة هذه التنظيمات الإرهابية لبعضها البعض في مواجهة الجيش العربي السوري القوة الوحيدة الفاعلة في مكافحة الإرهاب على الأرض
إن القوى الإقليمية والدولية الداعمة للإرهاب بقيادة واشنطن وجدت في ظل وضع جبهة النصرة بقوائم الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية أن حماية هذا التنظيم من الضربات السورية الروسية غير ممكنه إلا بانخراطه وتقاسمه المناطق المتواجد فيها مع التنظيمات الإرهابية الأخرى المسماة “معتدلة “ وعلى هذا الأساس وزعت التنظيمات الإرهابية نفسها في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية من سورية، ومن هذا المنطلق تدّعي واشنطن صعوبة تحديد المناطق التي تشغلها النصرة عن غيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى كأحرار الشام وجيش الفتح وغيرها .
لا شك أن واشنطن تدرك أن الكلمة الفصل في تلك المنطقة هي لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي ودائماً تضع العراقيل بوجه الجهود الروسية السورية للقضاء على هذا التنظيم الذي يتلقى الدعم من السعودية وقطر وتركيا .
من المفترض ووفقاً لاجتماع فيينا الأخير أن تقوم واشنطن بتحديد المناطق التي تتواجد فيها جبهة النصرة، ولكن الوقائع تدل أن هناك مماطلة أميركية واضحة في ذلك الأمر الذي يجب أن يكون موضع حسم في ظل استمرار تركيا بمد هذا التنظيم بالعتاد والذخيرة .
بقلم: أحمد ضوا
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: