معرض”فلسطين أمس واليوم وغدا” إحياء لتاريخ فلسطين والمقاومة

دمشق-سانا

إلى فناء دار الأسد للثقافة والفنون جاءت شخصيات فكرية وسياسية وثقافية سورية وعربية لتشاهد اللوحات التي سجلتها عدسات المصورين في معرض فلسطين أمس واليوم وغدا” الذي حظي برعاية كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد وافتتحته الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.

وزائر المعرض سوف يتوقف عند مجموعة صور لخرائط توحي بمدى أهمية الحدود الحقيقية لفلسطين كاملة دون نقصان حيث عبرت تلك الخرائط عن أهمية كل منطقة بعينها دون استثناء أي شبر من أراضي فلسطين.

كما احتوى المعرض على عدد من الصور الضوئية لنساء فلسطينيات يحملن أطفالهن بعد إصابة أولئك الأطفال بالغارات الصهيونية وذلك تعبير عن كفاح المرأة الفلسطينية وإصرارها على المقاومة والنصر.

ولم ينس القائمون على الفعالية عرض عدد من الصور لمواقع أثرية مرت على كثير من المدن والبلدات الفلسطينية ولاسيما القدس ومتحفها الذي نهبه الصهاينة عام 1967 وباب الرحمة وقبة الصخرة والحائط الجنوبي للمسجد الأقصى وصور أخرى لمدن يافا وحيفا إضافة إلى بعض الرموز العريقة كفرقة الكورال الفلسطينية الشهيرة وهي تقدم أعمالها على مسرح الحمراء وبعض الكنائس والمساجد.3

كما ركزت الصور على معاناة غزة وتحولاتها وتداعياتها وما تتعرض له هذه المدينة الصامدة منذ أن بدأ الاحتلال حتى هذا اليوم وفق صور معبرة تشير إلى إصرار أهالي هذه المدينة على طرد الصهاينة ورفض الاحتلال حتى لو هدمت المدينة فوق رؤوسهم وهذا ما عبرت عنه صور الرجال والأطفال الذين يخرجون من تحت الأنقاض ليعيشوا كرامتهم ويحافظوا على أرضهم بعد أشد أنواع القصف.

وعن رأيه في المعرض قال الدكتور هزوان الوز وزير التربية في حكومة تسيير الأعمال لـ سانا الثقافية “إنه من الملفت للعالم أن يرى كيف تصر سورية على بقاء فلسطين كاملة والوقوف بجانب المقاومة والشعب الفلسطيني بكل ما تملك من قدرات لأن قضية فلسطين هي قضية سورية بامتياز وهذا ما تجلى بالرعاية الكريمة للرئيس الأسد وحضور نائب الرئيس الدكتورة نجاح العطار ممثلة له ورئيس الوزراء المكلف وعدد من الوزراء في حكومة تسيير الأعمال”.

وأضاف وزير التربية.. في غاية الأهمية أن المعرض شمل عددا من القضايا الفلسطينية المصيرية التي دلت عليها الصور ابتداء من الخرائط ومرورا بصور المدن والآثار التاريخية العريقة والصور التي تبرز مدى قدرة شعب فلسطين على الصمود وفق تقنية تصويرية عالية ومنهجية صادقة في الحضور التاريخي والعلمي.

وعن رؤيتها لإقامة المعرض خلال هذه الظروف قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان “إن هذا المعرض يوحي مدى عظمة المكانة الدولية والنضالية لسورية وأن سورية لا تهتم بصغائر الأمور فهي صاحبة القضايا الكبرى والتي تدافع عن حقوق كل العرب ولا يمكن لها أن تتخلى عن القضية الفلسطينية مهما دفعت من ثمن”.

أما المحلل السياسي اللبناني غالب قنديل فرأى أن الخلاصة الأساسية والانطباع الذي ولده هذا المعرض هو وجود معركة إحياء الذاكرة في سياق النضال الإعلامي والثقافي والسياسي من أجل فلسطين ولاسيما أن هذا المعرض أقيم في دمشق لأن الفيحاء هي قلب العروبة والمقاومة وهي المدافعة عن حق فلسطين بموقفها القومي الريادي الحاضن للمقاومة مع التصدي لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف قنديل.. أن سورية هي التي منعت امتداد الهمجية الصهيونية في الشرق وهي التي دافعت عن المقاومة اللبنانية والفلسطينية وهي شريكة في الانتصار وصاحبة معادلة الصمود التي أسقطت المشروع الصهيوني وأنشأت عهدا جديدا في المنطقة.

ولأنه ابن القضية الفلسطينية التي سكنت مجمل إبداعاته قال الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد إن المعرض يدل على أن هناك مرجعية لمركزية القضية الفلسطينية في قلب الأمة العربية ألا وهي سورية التي تناضل في مواجهة عدو إرهابي يمثل الوجه الآخر للصهيونية المجرمة التي ترتكب مجازرها الآن مستمرة منذ عام 1948 تحت حماية العدو الأمريكي والغربي حيث يمثل هؤلاء العدو الأول للإنسانية.

ووجد أبو خالد في المعرض كشفا للخصائص المشتركة في الطبوغرافية الفلسطينية والسورية عبر المدن والآثار والأسواق والمواقع والكنائس وتشكل صورة واحدة لسورية التي تعتبر فلسطين الجزء الجنوبي منها لافتا إلى أن رعاية الرئيس الأسد للمعرض هي تعبير عن ممارسة دور الحاضن الثوري لنضال الشعب العربي الفلسطيني.

أما الروائي والقاص الفلسطيني حسن حميد فلفت إلى أن المعرض يشكل حالة تاريخية مهمة نظرا لما تضمنه من شمولية ركز المصورون خلالها على أغلب القضايا الوطنية الفلسطينية وعلى الجوانب الاجتماعية التي يعيشها الشعب الفلسطيني بوجود الاحتلال ويشكل المعرض انطلاقة مهمة واستمرارها يكون أكثر أهمية لأنها برعاية دولة مقاومة وبوجود شعب تاريخي تكرمت سورية باحتضانه ودلالة على مدى أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لها.

وعن دلالات معرض “فلسطين أمس واليوم وغدا” اعتبر المفكر اللبناني أنيس النقاش أنه يشير إلى القضية المركزية في فلسطين وإلى إعادة توازن الفكرة والسياسة في مواجهة العدوان الصهيوني ويدل أيضا على ان سورية هي التي رفعت راية القومية العربية والتي تهتم بقضاياها وتدافع عن كينونتها.

هذا الكم من التاريخ الذي عبر عنه المعرض في رأي الدكتورة والروائية ناديا خوست يعكس التوجه لإحياء التاريخ الفلسطيني في اللوحات التصويرية للمعرض خلال الأهمية البالغة التي اشتغل عليها المصورون في التقاط الجوانب الأثرية والتاريخية وتوثيق التداعيات الإنسانية والاجتماعية والمعمارية وصولا إلى وطن كامل يظهر خلال اللوحات.

محمد خالد الخضر