باختصار: عند الحديث عن تعنّت الولايات المتحدة ورفضها، وجوقتها، إدراج تنظيمات معروف عنها إرهابها مثل «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» على أنها تنظيمات إرهابية، فإن هذا يعني فيما يعنيه، أن أمريكا تتحرك ضمن استراتيجية واضحة، هي تقسيم المنطقة وتدمير محور المقاومة والممانعة تحقيقاً للأمن الإسرائيلي، بعيداً عن التفاهمات الروسية – الأمريكية.. استراتيجية مدّ وجزر تصرّ على المضي في تنفيذها عبر مشروعها الإرهابي الذي جلبته للمنطقة، بالتعاون مع ما يدور في فلك سياستها من دول متآمرة، تحمل معها مشروع التقسيم الذي طالما أسست له الدول المستعمرة والساعية حالياً إلى السيطرة الاقتصادية والسياسية على المنطقة وتحديداً على سورية قلبها النابض والمقاوم.
ومن هنا، كانت التغطية على خروقات التفاهمات المعروفة بـ«التهدئة» والتي ترتكبها هذه التنظيمات الإرهابية المأجورة من السعودية وتركيا وقطر ومن ورائها «إسرائيل» المسنودة من الصهيونية العالمية وأمريكا بعد فشل هذه التنظيمات في الميدان، عبر استهداف المدنيين، وتصعيد القتل وفق مخطط مرسوم، يتخطّى حدود الحلول السياسية التي يعد موضوع التهدئة جزءاً منها والجارية المفاوضات السياسية بشأنها في جنيف تحت الرعاية الأممية.
وإذا أمعنا النظر في ذاك التصعيد المتعّمد الذي باتت كلمة «خروقات» صغيرةً بالنسبة له لما يتضمن من أعمال إجرامية تصنف تحت مسميّات متعددة، أقلّها جرائم حرب، ترتكبها تنظيمات الإرهاب، على مختلف مسميّاتها في حلب وفي غيرها، وفي كل منطقة يطولها إرهابهم بأمر من مشغليهم بالتصعيد فيها وقتل أهلها بدم بارد حاقد، يسيطر عليهم ذلك التفكير الوهابي التكفيري المتطرف الذي يؤسس لظلام العقول والقلوب والمجتمعات، على نحوٍ وحشي لم يعرف له التاريخ مثيلاً.
والسؤال هنا، لماذا تُدفع التنظيمات الإرهابية العاملة تحت إمرة السعودية وقطر وتركيا إلى ارتكاب مثل هذه المجازر والخروقات المسجلة جرائم حرب بالجملة، تحت مظلة «التهدئة»، والاتهامات المضلِّلة للرأي العام في الوقت الذي يتضح فيه تماماً أن مرتكبيها لم يعودوا يستطيعون تضليل الرأي العام، ولا حتى وسائل إعلام الغرب تستطيع أن تصدّق عليها، لأنها صارت مكشوفة العورة والهدف من حيث إن المجموعات الإرهابية هي التي تقصف المدنيين، وهي التي تهاجم المدن الآمنة وقراها التي لايستجيب أهلها لإرهابهم، أو تلك التي يريدون الانتقام منها تحت أي ظرف ومذهب ومسمّى.
أما لماذا؟
قد يكون – و«قد» هنا للتحقيق والتأكيد – أن السياسة الأمريكية التي طالما تحدثنا عن استراتيجيتها المرسومة للمنطقة، وحقد واضعيها والسائرين على نهجها، والمرتهنين لمشيئتها هي المحدّد الأول والأخير للاستمرار في المشروع المخطّط له بدقة وعناية والمعول عليه للسيطرة على المنطقة بأيدي أدواتها… إذ ما الذي يفسر سريان الانتخابات الرئاسية الأمريكية مع اثنين يتباريان لإرضاء «إسرائيل» والحفاظ على أمنها؟ وما الذي يفسر أيضاً ما تصدره المعلومات من أن أكبر صفقة عسكرية أرسلت للكيان الصهيوني بما يعنيه أن الرئيس الحالي سيغادر البيت الأبيض أواخر العام الحالي وقد أكمل مهمته «الأبوية» تجاه دعم عسكرة «إسرائيل» للنهاية.
إن ما يحدث من خروقات إرهابية لم يعد إلا تفصيلاً صغيراً في سجل جرائم الحرب المرتكبة من التنظيمات الإرهابية التي تعزز دورها الإرهابي أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وأدواتهم، ومن هنا يلاحظ الإصرار المتعنت والمتغطرس على عدم تصنيفها تنظيمات إرهابية، إذ كيف تصنف إرهابيةً من الدول التي صنّعتها ودعمتها، فهل يسمّي طباخ السمّ نفسه مجرماً؟!
الحقيقة التي بتنا متيقّنين منها، أن هذه التنظيمات الإرهابية هي الحامل الأول والأخير لأحقاد الجِمال ولغة المستعمر الجديد الذين لم يرتووا من دماء السوريين بعد، ولن يرتووا ما دام مشروعهم الإرهابي قد انكسرت شوكته بصمود الدولة السورية رأس محور المقاومة، ومعها الحلفاء الأصدقاء.. الذين عليهم جميعاً أن يبقوا هذه الحقيقة ماثلةً أمام أعينهم بعيداً عن غبار كلّ المناورات السياسية والتفاهمات!!!
بقلم: رغداء مارديني
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: