ريف دمشق-سانا
لأنها الأشهر بين ورود العالم أحيا أهالي قرية المراح بمحافظة ريف دمشق اليوم مهرجانا لقطاف الوردة الشامية حيث انطلقوا بمشاركة شعبية ورسمية واسعة إلى الحقول منذ الصباح الباكر لقطاف أزرار الورود وجمعها في جو اجتماعي بديع ترافق مع اغان واشعار زجلية عبرت عن مدى عشقهم ومحبتهم لهذه الوردة ومكانتها.
وبروح مليئة بالفرح والسعادة أكد أهالي القرية في تصريحات لـ سانا أنهم ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر للبدء في جني الوردة الشامية التي تعد بالنسبة اليهم أغلى من الذهب نظرا لأهميتها الاقتصادية والطبية والجمالية والغذائية إذ بين شكيب زكي البيطار أن المراح تتميز بعراقتها في زراعة الوردة الشامية كونها تعتبر مصدر رزق لجميع سكان القرية لهذا نعمل على استثمارها بالشكل الأمثل بعد الدعم الذي قدمته لنا محافظة ريف دمشق والأمانة السورية للتنمية.
وبينت فدوى رجب أن موسم القطاف يستمر عشرين يوما يشارك فيه جميع أهالي القرية كون الأرض في المراح تصلح فقط لزراعة الوردة الشامية فيما أوضحت فاطمة حسن انها تعمل منذ عشرين عاما في زراعة وإنتاج الوردة الشامية وباتت الوردة جزءا لا يتجزأ من حياتها كونها مصدر عيشها الوحيد.
أمجد حافظ أحد شباب القرية أوضح أن 15 أيار موعد انطلاق موسم قطاف الوردة الشامية حيث نقوم خلاله بفرز ازرار الوردة عن الورد المتفتح لأن الزر يباع للتجار والمتفتح منه يصنع منه ماء الورد والشراب لافتا إلى أن العمل في هذا المجال يمنحه متعة وسعادة فيما أوضحت ميا بيطار أن العمل في السابق كان شاقا وكانوا غير قادرين على استثمار الوردة بالشكل الصحيح لكن الاهتمام زاد بالوردة بعد أن أطلقت الأمانة السورية للتنمية مبادرة “قطاف الوردة الشامية” ضمن إطار برنامج إحياء الوردة الدمشقية والمحافظة على سلالاتها المحلية.
وتخلل المهرجان الذي انطلق تحت عنوان “وردتنا عبق تراثنا” تكريم جميع المزارعين العاملين في زراعة الوردة الشامية من قبل الشركة السورية للحرف وقدمت فرقة لونا للأطفال العديد من الأغاني عبرت عن سحر الوردة الشامية وجمالها فيما قدمت الطفلة شهد حموش من مدينة النبك عرضا غنائيا مميزا تحدث عن قيمة الوطن وبسالة الجيش العربي السوري وقدمت فرقة الزجل بالمنطقة عددا من الأغاني الزجلية حاكت الوردة الشامية ومميزاتها.
محافظ ريف دمشق المهندس حسين مخلوف أكد في كلمة له خلال افتتاح المهرجان أن الوردة الشامية متأصلة في سورية منذ آلاف السنين وهي رمز خير وعنوان عطاء للبلد وصناعتها تقوي وتغني التراث وتخدم الاقتصاد والتنمية المحلية مبينا أن المهرجان فرصة لتعزيز ما تحقق ومناسبة لتكريس الاهتمام بهذه الزراعة النوعية والحرفة التراثية ودعوة للجميع للإسهام في دعم وتشجيع هذه الزراعة سواء بالتسويق أو التصنيع أو التمويل.
وأشار مخلوف إلى أن التعاون بين الأمانة السورية للتنمية وجمعية المراح لإحياء وتطوير الوردة الشامية أعطى دفعا للعمل بدعم من وزارات عدة توج من خلال المباشرة ببرنامج مشروعي في المراح لدفع ورفع مستوى الانتاج وصولا إلى استقرار ومردود اكبر كاشفا أن عدد المستفيدين في القرية من هذا البرنامج بلغ 59منتجا منحوا 6ملايين ليرة لدعم مشاريع الوردة الشامية.
ولفت عضو مجلس الأمناء في الأمانة السورية للتنمية الدكتور طلال معلا في كلمة مماثلة إلى أهمية تأسيس جمعية المراح لإحياء وتطوير الوردة الشامية واحتضانها معنويا ورمزيا وماديا وإطلاق الأمانة مبادرة قطاف الوردة في القرية ومتابعة تفاصيل زراعتها والصعوبات التي تواجه المجتمع المحلي من ناحية الإنتاج والتسويق معتبرا أن تلك المبادرات لم تكن لأن الوردة الشامية هي مصدر رزق للأهالي بل لكونها تعني ما هو أكثر من ذلك على المستوى الوطني فهي رسالة سلام للعالم وتأكيد إرادة السوريين وتعلقهم بالحياة.
ودعا معلا إلى تكثيف رأس المال المسخر لتنمية المنطقة ودعم مشروعاتها وتوفير البنية التحتية اللازمة وتأمين الاليات والتقنيات والاستفادة من التقدم التكنولوجي لربط المشروع بمراكز الابحاث المتخصصة والسعي بكل ما يسهم في تنظيم العلاقات الاجتماعية وزيادة الموارد الزراعية المستخدمة واتاحة المجال لتصدير وتسويق المنتج مؤكدا أن “الامانة السورية تسعى كجهة استشارية لدى منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو لتسجيل الوردة الشامية على قائمة التراث غير المادي للبشرية والملف بات في لمساته الأخيرة”.
وباسم جمعية المراح لإحياء وتطوير الوردة الشامية نوه مدين البيطار رئيس الجمعية بالدعم الذي تقدمه محافظة ريف دمشق والأمانة السورية للتنمية والجهات الأخرى لزيادة انتاج الوردة الشامية وتسويقها مشيرا إلى أن الجمعية معنية بالاهتمام بالوردة كونها ثروة وطنية داعمة للاقتصاد الوطني.
وفي تصريحات على هامش المهرجان لفت وزير السياحة المهندس بشر يازجي إلى أن الوزارة تولي اهتماما كبيرا للسياحة الريفية نظرا لجمال الطبيعة البكر التي تتمتع بها العديد من المناطق في سورية وقال إن “قرية المراح هي احدى المناطق التي تجمع بين السياحة البيئية والتنمية الريفية ولا سيما أن الوردة الشامية باتت رمزا لجميع السوريين وتراث وفلكور وسفيرة سورية إلى العالم”.
بدوره أكد وزير الموارد المائية الدكتور كمال الشيخة أن الوزارة جاهزة لتقديم الدعم الكامل وفتح المزيد من الآبار للتوسع في هذه الزراعة وتغطية حاجة المنطقة من المياه علما أن الوردة الشامية بعلية لكنها تحتاج إلى ريات داعمة فيما أكدت وزيرة الدولة لشؤون البيئة الدكتورة نظيرة سركيس أن الوزارة تعمل على تشجيع المجتمعات المحلية للحفاظ على موروثها النباتي وتنميته وتطويره.
حضر المهرجان وزيرة الشؤون الاجتماعية ريمة قادري وامين فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي وبعض اعضاء مجلس الشعب ورئيس اتحاد الفلاحين وممثلون عن منظمات وجمعيات أهلية.
سفيرة اسماعيل
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: