دمشق-سانا
اختتم مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة الثالث فعالياته مساء اليوم في قاعة الدراما بدار الاسد للثقافة والفنون بتقديم الجوائز للمخرجين الفائزين بالمراكز الثلاثة ضمن مسابقة المهرجان مع تكريم عدد من المخرجين الآخرين والتنويه بعدد من الأفلام.
وقال وزير الثقافة عصام خليل في كلمته إن عبارة وروح الاضاحي رقيب عتيد الموجودة في النشيد الوطني السوري تعني ان من مات من اجل هذه الارض سيظل للأبد هو الضمير الذي يحاسبنا كي لا نفرط بما ضحى من أجله ولأن من بدؤوا هذا المشوار الفني في سورية شقوا باعمالهم مسارا شاقا حتى وصلت السينما السورية لما وصلت اليه اليوم فإننا نعد الشباب الموهوب أن وزارة الثقافة لن تتركهم في منتصف الطريق وستساعدهم حتى يتوجون جميعا نجوما في السينما العربية بما يقدموه من جد واجتهاد.
وبدوره قال المدير العام لمؤسسة السينما الناقد محمد الاحمد مدير المهرجان اتمنى ان يكون المهرجان قد حقق الغاية منه والهدف من اقامته في اتاحة الفرصة لشبابنا الموهوبين ليعبروا عن أنفسهم بوسيلة السينما واتاحة الفرصة للجمهور ليتعرف على عوالم سينمائية جديدة غضة تشق طريقها نحو المستقبل.
وجاء في المركز الأول ضمن مسابقة المهرجان فيلم بطارية ضعيفة لمخرجه وكاتبه مثنى الخوص مع جائزة مالية قيمتها ثلاثمائة ألف ليرة سورية حيث أوضح رئيس لجنة التحكيم المخرج نجدة انزور أن الفيلم نال الجائزة لامتلاكه لحس التجريب ولتمكنه من بناء مشهد سينمائي متماسك بعناصر محدودة وايقاع موفق ولابتكاره لزوايا تصوير تتسم بالجرأة والاحتراف.
وقال صاحب المركز الاول الخوص في كلمته إن المهرجان هو ظاهرة إيجابية ونحن كشباب طموحين في عالم السينما متمسكين باستمراره وتطوره في المستقبل ليكون أفضل.
وقدمت الفنانة سلمى المصري الجائزة الفضية للمخرج حسام شرباتي عن فيلمه سليمى مع مبلغ مالي قيمته مئتين وخمسين الف ليرة سورية مبينة أن الفيلم نال الجائزة لقصته الموءثرة وحلوله البصرية المعبرة ودقة أداء الممثلين ورسالته الانسانية ورشاقة اسلوبه وتناغم مقوماته.
وقال صاحب المركز الثاني المخرج شرباتي إن هذا الفوز يعتبر الخطوة الاولى لي في طريق تحقيق طموحي في عالم السينما مبينا ان المهرجان يعتبر فرصة كبيرة للشباب السوريين الطموحين في عالم السينما لتحقيق جزء من أحلامهم الفنية.
وقدم المخرج والناقد فاضل كواكبي الجائزة البرونزية لمخرج فيلم “أنين” فادي الياس مع مبلغ مالي قيمته مئتي ألف ليرة سورية مبيناً أن الفيلم نال الجائزة لقوته البصرية وعمق دلالاته الفكرية وجودة صورته السينمائية ولحسن الاداء التمثيلي فيه وعمق تعبيره البصري السينمائي عن عمق المأساة السورية الرمزية.
وقدم الكاتب حسن م. يوسف جائزة أفضل سيناريو للمخرج شادي شاهين عن فيلم موعد مع المطر مبيناً أن الفيلم نال هذه الجائزة لراهنيته وبنيته الدرامية المتينة وطريقته المبتكرة للتعبيرعن مقولته بشكل غير مباشر.
وذهبت جائزة أفضل مخرج للمهند حيدر عن فيلم سينما ميكينغ اوف قدمها له الناقد المصري الامير اباظة مدير مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي مبينا أن الفيلم نال هذه الجائزة لتقنيته العالية وحلوله البصرية المبتكرة وايقاعه المنضبط ونزعته التجريبية التجديدية.
وقال المخرج حيدر إن تقديمي لموضوع يحمل الحس الكوميدي ترافق مع تخوف من عدم تقبل الفكرة في هذا الوقت الذي نعيشه ولكن لحسن الحظ فإن لجنة التحكيم اثبتت لي بأننا لازلنا قادرين على الابتسام وتحدي الزمن الصعب الذي نعيشه.
وقدمت الفنانة ندين تحسين بيك جائزة لجنة التحكيم الخاصة التي ذهبت لفيلم البداية من تأليف وإخراج علي الماغوط مع فرصة اخراج فيلم احترافي ضمن خطة انتاج المؤسسة العامة للسينما مبينة انه نال الجائزة لسلسلة اسلوبه وحسن اختياره للموسيقا واستخدامه لها.
وقال الماغوط إن دخولي للفن كان من باب التمثيل الا ان السينما سحرتني وادخلتني لعشق جديد هو الاخراج السينمائي وبفضل مشروع دعم سينما الشباب الذي أطلقته المؤسسة العامة للسينما استطعت تحقيق طموحي و تقديم فيلمي الثاني هذا العام بعد الفيلم الأول في الدورة السابقة من المهرجان بعنوان غرفة لا أكثر والذي سيعرض في الشهر السادس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان لويس لوميير في باريس.
وقدمت الفنانة رنا شميس تنويها بفيلم ورد من تأليف واخراج رهف خضور وذلك لجدة موضوعه ورهافة معالجته وقدرة مخرجته على التعامل مع الطفل الذي لعب البطولة فيه.
المخرج أنزور رئيس لجنة التحكيم قال في كلمة اللجنة إن الشباب في سورية هم ليسوا المستقبل فحسب بل هم الحاضر ايضا لان نسبة الشباب في بلدنا تتجاوز الستون في المئة من المجتمع فمن هنا يكتسب هذ المهرجان أهميته كمتنفس للشباب السوري المبدع الذي يطمح لتغيير العالم بالسينما.
تلا التكريم وتوزيع الجوائز عرض للأفلام السبعة الفائزة والمكرمة حيث بدأت العروض مع فيلم العودة للمخرج الراحل مروان حداد الذي أهديت لروحه النسخة الثالثة من المهرجان في هذا العام للتذكر بهذه القامة الفنية العالية التي كان لها دور كبير في إغناء المكتبة السينمائية الوطنية سواء عبر أفلامه أو ترجمته للعديد من الكتب وأهم المؤلفات عن الفن السابع أو حتى من خلال إدارته للمؤسسة العامة للسينما بين عامي 1989 و2000.
وكرم المهرجان في هذه الدورة العديد من الشخصيات السينمائية السورية والعربية كان أبرزهم الأمير أباظة مدير مهرجان الاسكندرية السينمائي وصبحي سيف الدين نقيب السينمائيين اللبنانين والكاتب حسن سامي يوسف والفنان دريد لحام والفنانة أنطوانيت نجيب والمخرج عبد اللطيف عبدالحميد والمخرج الراحل مروان حداد,
وقامت لجنة تحكيم المهرجان لهذه الدورة على مدى ستة ايام بتحكيم ثلاثين فيلما روائيا قصيرا لثلاثين مخرج ومخرجة برئاسة المخرج نجدة إسماعيل أنزور وعضوية كل من الكاتب حسن م. يوسف والناقد فاضل الكواكبي والممثلة ندين تحسين بيك والفنانة سلمى المصري والممثلة نوار يوسف.
محمد سمير طحان