طرطوس-سانا
أشخاص ونباتات وأشياء قد تبدو جامدة من حولنا إلا أنها تتخذ شكلا يحمل معانى عميقة تنسحب بدورها على مجموعة من الصور الإنسانية الأخرى التى سجلها معرض انعكاسات للتصوير الضوئى فى مدينة طرطوس والتقطتها عدسات شباب محترفين وهواة وثقوا لهذه القيم الإيجابية التى لم تغيبها الأزمة الراهنة.
المبادرة التى أطلقها فريق نفس التابع لجمعية فضا بالتعاون مع مؤسسة مبادرون للتنمية المجتمعية فى طرطوس دعت الراغبين بتوثيق لقطات إنسانية للمشاركة فى المعرض دون اشتراط أدوات تصوير احترافى فاعتمد البعض على الكاميرات بينما استخدم الباقون جوالاتهم الخاصة وقد اختيرت 22 صورة ل 18 مشاركا ليتم عرضها فى مقر جمعية فضا مع توفير إمكانية تصويت الزوار لاختيار أفضل الصور إلى جانب التصويت عبر مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك.
ورصدت الكاميرات لقطات مؤثرة بنظر أصحابها فكونت أساسا قويا لانطلاق المعرض الأول من نوعه وفق ما يذكر على حسن من فريق نفس فى حديث لنشرة سانا الشبابية مضيفا ..” إن الفكرة نبعت من أهمية الصورة فى الوقت الحالى.. فكان الهدف إبراز القيم الإنسانية فى مجتمعنا من خلال صور مصدرها المجتمع نفسه وبأيدى مصورين سوريين محترفين وهواة أجادوا رصد هذه الجوانب الإيجابية”.
ويؤكد حسن الأثر الكبير الذى تحدثه مثل هذه المبادرات وقدرتها على جذب المتطوعين موضحا أن “عدة نشاطات قام بها فريق نفس من تلوين للطرقات وإعادة تدوير النفايات شارك بها أشخاص عاديون كانوا ينضمون للنشاط بفاعلية دون أن يعرفوا من أطلق النشاط أو اسم الفريق الذى ينظمه ما يدل على توثب روح التطوع والتشاركية بين أبناء المحافظة”.
وتوضح هديل عباس من مؤسسة مبادرون أن المعرض يضىء على قصص النجاح فى سورية للتعلم منها والتعرف على نقاط القوة فيها لاستثمارها مجددا ولا سيما أن السوريين على مر التاريخ كانوا أغنياء بفكرهم وروحهم الأصيلة التواقة إلى التجدد.
وعن أهمية التشبيك مع جهات أخرى لرعاية هذه المبادرات تؤكد هديل أن التواصل مع جميع الجهات المهتمة سواء كانت مؤسسات أو جمعيات أو أفرادا من شأنه إغناء أى مبادرة ومنحها مدى أوسع ووجهة نظر جديدة وزاوية مختلفة لرؤية الموضوع فضلا عن كونها جاذبا لعدد أكبر من المشاركين والمستفيدين.
المصور الشاب حيدر يونس وهو طالب فى كلية الهندسة التقانية شارك بصورة تجسد يدين تتعاونان فى حمل تراب تعلوه نبتة خضراء حيث اختار الجمهور هذه الصورة كواحدة من أفضل ثلاث صور كان منها لقطة لكاميرا المصور طونى عبيد وتبدو فيها بكرات خيطان ملونة وبجانبها مقص التفت حوله الخيوط لتمنعه من القيام بمهمته.
واعتاد حسن بلال خريج التجارة والاقتصاد والذى يمارس التصوير كهواية على المشاركة فى معارض تصوير ضوئى إلا أنها المرة الأولى التى يركز فيها على تصوير جانب إنسانى محدد حيث تناولت صورته مجموعة أطفال بسطاء ينظرون الى جهة واحدة تمثل مصدر سعادة لهم فبدت الوجوه فرحة والضحكات عريضة وعفوية تدفع المشاهد تلقائيا إلى التفاعل والابتسام.
وأشار بلال اإلى أن احتكاكه بالأطفال بحكم عمله فى إحدى الجمعيات الخيرية جعله يرغب بالإضاءة على تفاصيل نظراتهم وحركاتهم وسلوكهم البرىء لتكون هذه اللقطات موضوعا لأى صورة يشارك بها مستقبلا فى معارض مماثلة.
ويعرب يونس اسماعيل ممثل شركة معا نستطيع الداعمة للفعالية عن اعتزازه بتقديم المساعدة لإنجاح هذا المعرض مؤكدا ضرورة دعم هذه الفعاليات التى تعطى صورا إيجابية عن البلد.
يشار إلى أن فريق نفس انطلق منذ عامين كجزء من مشروع فضا الذى قدم ورشات مختلفة للفريق أكسبته الأدوات اللازمة للنزول على الأرض وكيفية التعامل مع المجتمع كما ساهمت مؤسسة مبادرون بإقامة الورشات اللازمة لتأهيل الفريق فى السياق ذاته.
رزان عمران
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: