من يبحث عن الأمن القومي العربي؟
ربما يكون السؤال صادماً, وبخاصة في ظل التفسخ العربي, والمشروعات الغربية في المنطقة, تلك المشروعات التي طالت العرب ونفذت بأيديهم..
السؤال الكبير هذا, يعيده إلى الواجهة ما يجري حالياً في كل المنطقة, وسورية, وآخره المتجدد ما تبلور في مسائل متعددة ليس آخرها ما أهدي للمملكة العربية السعودية بصك غير قابل للطعن من جزيرتين مصريتين.. والأمر هنا لا يتعدى كونه تحصيل حاصل فيما يجري من أجندات وأهداف في التشابك التآمري بين السعودية و«إسرائيل», فما أبرزته الوثائق من كشف بيان اتفاق سعودي-إسرائيلي منذ عام 2014, مثلاً, حول التعاون العسكري في البحر الأحمر, وما يتبع ذلك من ضرورة السيطرة على الخطوط العريضة المطلوبة من «إسرائيل», خدمة للمشروع الذي تسعى إلى تثبيت أعمدته وجذوره في منطقة الشرق الأوسط, يؤكد سيرورة التعاون الكاملة, والتخطيط المسبق من بني سعود مع الكيان الصهيوني, خدمة لتثبيت العروش والمصالح الاستعمارية في المنطقة, وآخرها ما تقوم به في سورية.
وإن كان الهمّ المشترك لأهم دولة نفطية في الخليج مع جلدتها «إسرائيل» هو التدمير الساعي لإيجاد «التقسيم» والتمذهب في المنطقة وسورية, الذي يخدم في أهدافه ونتائجه الغرب والصهيونية, فإن السعودية ما زالت تعمل باستماتة المأجور الذي يقاوم كلّ حلٍّ سياسي في سورية, ويعطله, وبخاصة بعد ما رأينا ما جرى في «جنيف 3» التي يصرّ فيها الوفد المفاوض «الرياض» على أن يثبت بدلالة غير قابلة للشك أنه لا يستطيع إلا أن يكون الأداة المرتزقة مدفوعة الثمن سلفاً لتعطيل أي حل يخرج سورية من الحرب الطاحنة التي مارسوها على أرضها, وجلبوا لها كل تكفيريي وظلاميي الأرض والإرهاب في العالم.
ومع أنني لست ممن يقولون إن الجزيرتين المصريتين أوجدتا تطبيعاً و«كامب ديفيد» جديدة مع «إسرائيل», لأن التطبيع كان حاصلاً في السر والعلن, إذ ليس أقوى من ذاك التلاحم في القضية المصيرية بين «إسرائيل» وآل سعود بمشروع «التقسيم» و«كسر خط المقاومة» خدمة لأمن «إسرائيل» الذي سعى إليه كل الضالعين في بحوث علم السياسة ليحققوا لها الهدف من وراء هذه الحرب التي لبست لبوس «الدمقرطة» في المنطقة.
الهدف الذي بات يعرفه كل من امتهن وعرف السياسة الغربية – العربية المأجورة والذي قدّم المشروع الدموي على طبق الوهابية التكفيرية والإرهاب الدموي الذي دفعه للظهور وإقامة «إماراته» تحت مسمى تنظيمات إرهابية متعددة. والجواب يأتي هنا, في نقطتين:
أولاهما: ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلي بنفسها من أن وثيقة سرية للتفاهم بين السعودية والكيان الإسرائيلي تعمل على الإشراف والرقابة على مضيق باب المندب وخليج عدن, وقناة السويس والدول المطلة على البحر الأحمر, وهو ما يفسر لغز الجزيرتين حالياً, إضافة إلى استضافة «المكملات» من دورات تدريبية لضباط سعوديين خضعوا لها في «إسرائيل».
ثانيتهما: إن من يبحث عن الأمن القومي في مواجهة كل هذه «الزعبرة» السياسية المأجورة التي أظهرت الأهداف والأجندات معاً, سؤال لم يعد يبحث عن إجابة لأن سورية المقاومة مع حلفائها اليوم, بتصديها لأشرس مشروع استعماري مرّ على المنطقة عبر التاريخ بهذه الدموية والقتل, هي التي تضع الإجابة, ولعلها تكمن حالياً في مسارات الدولة السورية السياسية والعسكرية معاً, رداً على من وضع الأوامر ونفذها وصنع الإرهاب على الأرض, وفتح له الجهات وبنوك المال, لأن الصمود السوري هو الحافظ المجيب عن سؤال: من يبحث عن الأمن القومي العربي؟
بقلم: رغداء مارديني
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: