دمشق-سانا
يستعيد السوريون في السابع عشر من نيسان من كل عام وهم يحيون عيد الجلاء مسيرة أجدادهم الذين قارعوا المحتل طوال ربع قرن حتى طردوه من أرضهم ليكون يوم الجلاء موعدا نستعيد معه ذكرى قوافل لأبطال ومناضلين رحلوا وظلت أسماؤهم باقية كالشمس من الشهيد يوسف العظمة والشيخ المجاهد صالح العلي والبطل ابراهيم هنانو وقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش وحسن الخراط ومحمد الأشمر وغيرهم الكثير.
وكانت ذكرى السابع عشر من نيسان ملهمة للأدباء وللشعراء السوريين طوال سبعين عاما وما تزال يرون فيها مثالا ناصعا لوحدة السوريين وتدافعهم للدفاع عن الوطن حتى النصر حيث قال وزير الثقافة عصام خليل في تصريح لـ سانا: إن “طرد الاحتلال الفرنسي عن ربوع سورية كان نتيجة طبيعية للمقاومة التي انتهجها الشعب السوري بما أتيح في يده من إمكانيات بسيطة وهذا ما لم تفهمه الحكومة الفرنسية وأمثالها من حكومات الغرب لتكرر الخطأ ذاته بحق السوريين ولم تتعلم أن حفداء أولئك الذين طردوها يمتلكون أكثر مما كان يمتلك أجدادهم حمية وعزيمة لمقاومة كل من يحاول الاعتداء على أرضهم أو يحاول النيل من ثقافة سورية التاريخية”.
أما القاص والشاعر رياض طبرة فأكد في تصريح مماثل أن يوم الجلاء هو تتويج لكفاح مرير خاضه الشعب السوري ضد المحتل وتسابق الساحل مع الداخل والسهل مع الجبل لإعلاء شأن البطولة والتضحية فداء للوطن.
وقالت الفنانة والكاتبة سوسن داود: “نحن السوريين كأشجار السنديان الشامخة التي ترسل بجذورها إلى أعماق التاريخ لنروي بطولات أجدادنا وآبائنا فالماضي يشهد لنا والحاضر يتكلم عنا والمستقبل سنصنعه بإيماننا والنصر لنا بإذن الله وما أعياد نيسان الا تمجيد لانتصاراتنا عبر التاريخ”.
وأكد الباحث الدكتور أحمد عبد الغني رئيس تحرير جريدة القرار أن احياء عيد الجلاء ضرورة وطنية لاستحضار قيم ومعاني الجلاء وقال: إن “المستعمر لا يمكن أن يغير سلوكه تجاه الشعوب التي تمتلك حضارات وخيرات يحاول دائما أن يسرقها لتكون في خدمة غاياته ومشاريعه”.
ومن العراق قال الشاعر والناقد الدكتور علي العبيدي: “الجلاء هو أكبر انتصار سجله الشعب السوري للعرب وللإنسانية يوم طردوا المحتل الفرنسي من وطنهم منكسرا أمام الإرادة العربية السورية ما جعله يتحين الفرص للانتقام من الشعب الذي قاومه” مؤكدا أن عيد الجلاء سيظل رمزا لأعياد انتصار العرب الذي ستتوجه سورية بهزيمة الإرهاب ومن يدعمه.
بدوره قال الدكتور الباحث يوسف سلامة: “إذا قرأنا منهج الحرب على سورية نلاحظ أن نظرة فرنسا والغرب عموما للمنطقة لم تتغير فما زالت الرؤى الفرنسية متجذرة باتجاه الشر والعدوان وتسعى للقضاء على حضورنا التاريخي” داعيا لتجديد ذكرى الجلاء في حياتنا باتجاه المقاومة لدحر المستعمرين الجدد وادواتهم الإرهابية عن أرضنا.
وعبرت الكاتبة مي شهابي مديرة دار فلستينا للطباعة والنشر عن أهمية تلمس معاني ودلالات هذه الذكرى ليس فقط لدى الشعب السوري بل على مستوى الشعب العربي ليدرك “أن سورية هي محور أساس في الدفاع عن كرامته وعن حضوره التاريخي”.
الإعلامي الكاتب زهير بغدادي أشار إلى ضرورة أن يقوم الكتاب بدورهم في تذكير مجتمعهم بما اقترفه الفرنسيون من جرائم بحق السوريين خلال حقبة الانتداب والاحتلال لأن المنظومة الاستعمارية ما زالت ماثلة وتتجدد بأوجه مختلفة.
وللاحتفال بيوم الجلاء بعد ثقافي كما ترى الشاعرة لينا غزالة بهدف تكريس هذا اليوم لإعادة بناء المفاهيم الحقيقية حول ما جرى وما يجري في وطننا بأذهان الناشئة داعية لأن يتحول الاحتفال باستقلال سورية إلى مهرجانات تعم بقاع الوطن في شتى الميادين يروى فيها نضال وتضحيات وصمود شعبنا العظيم حتى طرد آخر محتل عن أرض الوطن.
محمد خالد الخضر
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: