عندما كانت تسطّر المعاني الكبيرة عظمة القدرة الفائقة للسوريين على إخراج المستعمر الفرنسي من سورية، كان لجلائه عن البلاد طعم جميل لا يُنسى، وانعكاس حياتي لا يقدّر بثمن على الواقع والمجتمع السوري آنذاك.
واليوم، وبعد سبعين عاماً من خروج المحتل الفرنسي مدحوراً، ها هو يعود تحت جبة الإرهاب بلبوسه الديني التكفيري، فوق لبوس سياسي قذر، الذي امتطاه الغرب لتنفيذ مشروع تقسيمي حضّر سلفاً لسورية والمنطقة، ويسعى إلى إرساء دعائم احتلال بأقنعة جديدة، دمرت البلاد، وقتلت العباد، متكافلةً متضامنةً مع الأدوات المأجورة في المنطقة، والإقليم المحيط بسورية، خدمةً لأجندات الغرب، واللوبي الصهيو- أمريكي للسيطرة على مقدرات دول المنطقة الاقتصادية، ولإتمام المشروع المدروس والهادف إلى تحويلها إلى دويلات طائفية، مذهبية وإثنية متناحرة وضعيفة لمصلحة تنامي القوة الإسرائيلية في المنطقة، كما خططت مراكز بحوث الغرب، وسعت إلى تنفيذ أهدافها ضمن هذا المنظور، باستخدامها- كما ذكرت- المأجورين والمرتزقة وأصحاب الفكر التكفيري الظلامي الذي أنشأه بنو سعود في هذه المنطقة.
عظمة ذكرى الجلاء، تأتي في محور من محاور العالم، الذي راح يغلي خوفاً، على وقع انعكاس ارتداد الإرهاب الذي صنعوه إليهم، ليضرب ديارهم وجغرافيتهم، ويسفك دم شعوبهم.
وعظمة الجلاء، تأتي في اعترافات أصحاب الأيادي الملطّخة بالدماء التي رعت بذور «الربيع الدموي» ومدّته بأسباب النمو في ليبيا، ومحاولاتهم الحثيثة للتبرّؤ مما جرى، وضمنها تصريحات هيلاري كلينتون المرشحة الحالية للانتخابات الأمريكية التي تعدّ أمن «إسرائيل» من أمن الولايات المتحدة، وتصف العلاقة بينهما بـ«المقدسة»، وقد اعترفت فيما سبق بأنهم هم مَنْ أنشأ «القاعدة» لأهداف سياسية وعسكرية يعرفون أبعادها تماماً.. وكذلك أوباما الذي يتندّم – كما يدّعي -على مشاركتهم في ضرب ليبيا.
وبما أن الحديث يكبر ويتشعّب، بما انكشف من سياسة الولايات المتحدة الرعناء والتخريبية في العالم أمام سياسة احترام المبادئ والمواثيق الدولية، واحترام المجتمعات، وحرية وإرادة الشعوب، وسيادة الدول التي ينتهجها محور الدفاع عن حقوق الدول وكرامة إنسانها، ومنهم الأصدقاء المقاومون والحلفاء الذين ساندوا سورية، ووقفوا إلى جانب احترام سيادتها، ووحدة ترابها، وعلمانيتها، وضرورة مكافحة الإرهاب الذي ضرب بنيتها، وقتل شعبها، وها هو الآن يضرب أنّى وصلت يداه في العالم.
حديث اليوم يحمل طعماً آخر، فما حققه الأجداد في مقاومة الاستعمار وإرهابه – الذي خيّم على سورية والوطن العربي، وخلّف «سايكس – بيكو» ظهرت آثاره التقسيمية في تقطيع جسد الوطن العربي- لمَ يَرُق للدولة الطامعة، وبدأ الحديث والعمل على مشروع «سايكس – بيكو» جديد، اتخذ أسلوباً استعمارياً مختلفاً، في التقسيم وتنفيذ مآربه، ولكن هذه المرة بأيدي بعض العرب أنفسهم الذين ارتضوا أن يكونوا الأداة الضاربة والسوط الذي يجلد به الغرب جسد الأمة، بغية حماية عروشهم على جثث الأبرياء والأشقاء وتدمير الدول، وكانت يدهم متحدةً باليد الإسرائيلية، والمحيط الإقليمي الطامع، هي القوة التي ضربت عبر المرتزقة والفكر الظلامي التكفيري، لكنها لم تحسب حساباً لقوة وقدرة الشعوب على المقاومة التي أرادوا قهرها وكسرها.. فكانت سورية لهم بالمرصاد، تقف وقفة العز والاقتدار في مكافحة إرهاب التكفير والتقسيم، عبر معركة تحرير وإجلاء ومكافحة إرهاب أسود، لكن هذه المرة ليس دفاعاً عن شعبها وأرضها فقط، وإنما دفاع عن شعوب وأراضي العالم أجمع، لأن الإرهاب الذي تمدّد ويتعاطى الغرب مع مخاطره بكثير من البرود، ويلتهب الميدان السوري في مكافحته بإنجازات متلاحقة، جعل قدر سورية أن تكون المصدّ الأكبر له.. وتذكّر هذا الغرب المتبجّح من جديد، أن سورية هي قلب العالم، ومن أصاب القلب أمات العالم.. لكن القلب السوري قويّ، لا يستطيع إلا أن ينبض بالحياة، والجلاء الأعظم قادم.
بقلم: رغداء مارديني
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: