على الرغم من القصف الإعلامي والسياسي الذي لا يريد أصحابه إيقاف سيله، أكد الشعب السوري مجددا إرادته الوطنية وانتماءه لوطنه سورية، وذلك حين خرج يوم أمس متحديا كل الصعاب ليدلي بصوته لصالح من رأى فيه خياره، واقتنع بأنه الأصلح في هذه المرحلة ليجلس على مقعد مجلس الشعب ممثلا له ومتحدثا باسمه، وناقلا تطلعاته ومطالبه وآراءه.
إن صورة تدفق السوريين إلى صناديق الاقتراع لاختيار 250 مرشحا من بين 3500 مرشح يتنافسون على الفوز بمقاعد مجلس الشعب، تعبِّر عن حرص المواطن السوري على التعبير عن حريته ورأيه، ورفضه فرض الوصاية عليه من الغير، وكذلك حرصه على الالتزام بالاستحقاق الدستوري والمواعيد الدستورية، وأن هذا الالتزام بالنسبة له أحد الثوابت الوطنية وأمر حاسم مهما تكن الاعتبارات الناظمة له، ومهما كانت التدخلات في الشؤون الداخلية للدولة السورية من أجل منع المواطن السوري من التعبير عن ولائه وانتمائه لوطنه.
إن تلك الجموع التي انتظمت في صفوف أمام مراكز الاقتراع يوم أمس وهي تزاحم لتضع صوتها الانتخابي في مكانه المخصص، وأفرزت بين ما هو شرعي وغير شرعي، وبين ما هو مهزلة وما هو حق شرعي، وبين من هو معزول عن الواقع ومن يمثل الواقع بواقعيته، وفندت ما هو تجنٍّ وتآمر وما هو استحقاق دستوري، ونجحت في إخراس ألسنة الناعقين والمثبطين والحاقدين، والعملاء والوكلاء، فتمكنت من إسكات القصف الإعلامي والسياسي، بل إن لسان حال جموع أولئك الناخبين يرد على معشر المتآمرين الحاقدين بأن قصفهم الإعلامي والسياسي المسبق قبل انطلاق الانتخابات وأثناءها وكذلك بعدها، والتحامل على موقف السوريين والتجني على حقوقهم ليس مفاجأة، ولا هو خارج إطار التوقعات، بحكم أن الكثير من المواقف كانت قد استبقت الأمر وفرغت كل ما في جعبتها من ضجيج باتجاه التشويش، وربما في محاولة يائسة لخلط الأوراق واستبدال بعض ما تلف منها على الطاولة السياسية، أو تعويض ما احترق في جبهات الميدان.
بعد الانتخابات الرئاسية التي تحدى فيها الشعب السوري عمليات الترهيب والترغيب لإثنائه عن الخروج للإدلاء بصوته، ها هو يضرب موعدا وطنيّا جديدا مع التاريخ بخروجه الكبير في الانتخابات البرلمانية، وفي الحصيلة النهائية، لا نعتقد أن كل المحاولات يمكن أن تكون خارج سياق فهم السوريين خاصة وأنهم قد خبروا الكثير منها على مدى السنوات الخمس الماضية، لكن في حسابات المواجهة نستطيع الجزم بأن كل سوري لديه اليوم الموقع والمكان الذي يستطيع من خلاله أن يوجه رسالة الرفض لكل ما يجري، وأن يسهم مباشرة في صد حملات الاستهداف عبر التعبير عن ذلك من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات.
حين سئل سائق الأجرة عن سبب إدلائه بصوته وتطلعاته أجاب بأنه يمارس واجبه الوطني، مؤكدا “أديت واجبي والآن على المنتخبين الوفاء بوعدهم”، إنها روح وطنية وثابة لا تستحق الإشادة فقط، وإنما رسالة عميقة في معناها تعبِّر عن ما بداخل المواطن السوري تجاه وطنه خاصة وأنها تصدر من مواطن بسيط، أخذ بالأسباب ووضع ثقته فيمن اختاره، لأنه رغم بساطته يدرك أن سورية بحاجة إليه وإلى كل سوري، سواء داخل البرلمان أو خارجه، داخل السلطة أو خارجها، وإذا لم يقف جميع السوريين إلى جانب وطنهم في محنته، فلا خير فيهم، ومن يتخلَّ عن وطنه كمن يتخلى عن عرضه وكرامته وشرفه. فكل صوت سوري يدخل في صندوق الاقتراع سيشكل في مجموعه النهائي حائط صد لهجمات المتآمرين، وردّا موجعا على كل من يقطع طريق إرادة السوريين وحريتهم وكرامتهم ووطنيتهم واستحقاقهم الدستوري، ويحاول الصيد في الماء العكر.
رأي الوطن
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: