الشريط الإخباري

الباحث جودت ابراهيم : الأدب الشعبي في وادي النضارة يمثل هوية شعراء المنطقة

حمص -سانا

يعبر الأدب الشعبي في كل منطقة عن ثقافات من سكن فيها وتفاعل معها عبر العصور وعلى مر التاريخ ليصبح جزءا ومكونا أساسيا من تراثها الجمعي.

ويضم ريف حمص بامتداده الواسع تراثا وأدبا شعبيا غنيا يستند إلى الإرث الحضاري الضارب في عموم المحافظة كما في منطقة وادي النضارة التي أضافت عليها طبيعتها الساحرة مخزونا إضافيا استند عليه أهلها فيما أبدعوه من تراث لا مادي.

وحول الأدب الشعبي في منطقة وادي النضارة يقول الباحث الدكتور جودت ابراهيم أن للأدب الشعبي أشكالا وأجناسا مختلفة أكثرها انتشارا في المنطقة هو الزجل بفنونه المتعددة من معنى وقرادي وقصيد وموشح وميجان وعتابا والشعر المحكي فيما تقل في الوادي الأنواع الأخرى مثل الشروقي والبغدادي وقد يرجع ذلك لارتباطهما بلهجة وموسيقا البادية السورية والعراقية.

ويضيف ابراهيم الذي يعمل استاذا في كلية الآداب بجامعة البعث أن الأدب الشعبي يشترك مع الأدب الفصيح ومع الشعر العربي في موضوعاته عامة من مدح ورثاء وغزل وهجاء ومن رحلة صيد فضلا عن الموضوعات الوطنية والقومية والذاتية مبينا أن شعر الزجل في وادي النضارة يمتاز بأنه شعر الأعياد والاحتفالات والمناسبات الاجتماعية من أعراس وخطبات وعمادات وتهنئات واستقبالات وغيرها.

ويشير ابراهيم إلى أن الباحث الدارس للأدب الشعبي في وادي النضارة يلاحظ أنه يتضمن كثيراً من أشكال وأصناف التعابير والأساليب التي توجد في الشعر العربي الفصيح المكتوب سواء من ناحية الأسلوب والنسج أو من ناحية النكهة والمضامين أو من حيث أشكال المعاني التي يتناولها فضلا عن تضمينه لأساليب البلاغة من صور ومجاز وكناية واستعارة وقوالب قصصية تكون عادة على شكل ملاحم ومعلقات مبينا أن الزجل في الوادي يعتمد على مقومات تعطيه جمالاً مميزاً تظهر في النبرة والايقاع والموسيقى .

أما عن البعد التنموي للأدب الشعبي في وادي النضارة يوضح ابراهيم أن هذا الأدب يعد واحداً من الفعاليات المهمة التي يمكن أن تساهم في تنمية منطقة الوادي إلى جوار الفعاليات الأخرى الاقتصادية والسياحية والثقافية والعلمية والاجتماعية فهو مكون أساسي من مكونات ثقافة الأمة ومظهر من مظاهر سلوكها وجزء أساس من ذاكرتها في الماضي والحاضر واستمراره ضروري ودعمه واجب وطني وأخلاقي .

ويلفت ابراهيم للرابطة القوية التي نشأت بين شعراء الوادي وبين منطقتهم لما فيها من جمال خلاب من قرى ومناطق أثرية تجذب السياح من كل مكان مثل قلعة الحصن ودير مار جرجس ودير مار سمعان والناصرة ومرمريتا ومشتى عازار والحواش والمزينة وغيرها متطرقين في أشعارهم إلى كل جوانب الحياة الاجتماعية وصورها مبينا أن الزجل مرآة تعكس الواقع بكل ما فيه.

ويوضح ابراهيم الذي وضع كتابا بعنوان “الأدب الشعبي في وادي النضارة” أنه لم يجد مؤرخين مدوا له يد العون ولهذا جهد شخصياً في استكشاف جوانب هذا البحث من أرض الواقع ومن مراجع أخرى كالصحف اليومية والمجلات وبعض المخطوطات لمن يمارسون هذا النوع من الكتابة مستعينا بشعراء أمثال سميرة سارة وسمير سعد وعدنان كرم باحثاً من قرية لأخرى في الوادي عن هؤلاء الشعراء الذين يكتبون الشعر الشعبي فوجدهم بالعشرات أبرزهم نجيب سمعان وعفيف بيطار وشاكر سليمان والراحل عيسى ايوب وغيرهم.

ويختم ابراهيم حديثه بالقول “كان الوادي وريفه الضيق المنطلق الرحب الفسيح للترنم بالأغاني والأشعار حيث يحدد المرء قريته بالكروم جنوبا والحقول شمالا والزيتون والتفاح غربا وبأغاني العتابا والميجنا شرقا”.

يشار إلى أن منطقة وادي النضارة تقع غرب مدينة حمص بنحو 50 كم وتتميز بجمالها وسحر طبيعتها في ربوع القرى التي تتبع لها مثل مرمريتا وحب نمرة والناصرة والمشتاية والزويتين.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency