الشريط الإخباري

جنيف3.. و”السير على حد السكين” -صحيفة البعث

كـ “بالع الموس على الحدين” يدفع دعاة ومملو الحرب بوكلائهم للتفاوض مع وفد الجمهورية العربية السورية في جنيف، فهم لا يريدون أن تخرج سورية من الحرب منتصرة وما يترتب على ذلك  من تبعات في رسم الخريطة الجيوسياسية الجديدة، وفي الآن ذاته يريدون تطويق تمدد الإرهاب، بعدما ضرب دولاً كان بعضها ولا يزال، يدعمه في سبيل تحقيق أهداف أبعد ما تكون عن آمال وطموحات شعبنا.

ولأن وقائع الميدان دعّمت الموقف السوري بالحفاظ على الثوابت والمبادئ بحيث استطاع في النهاية أن يفرض رؤيته للحل، والتي باتت محط اهتمام الأعداء قبل الأصدقاء وفق أولوية محاربة الإرهاب، وهاهو الغرب ممثلاً بأمريكا وفرنسا وبريطانيا يتبع سياسة ضبابية فهو يراوغ ويسوّف على أمل حصول مفاجأة  تخرجه بمظهر المنتصر، وبالتالي نراه يدعو لتسريع الحل السياسي ولا يريد إشراك سوى فصيل واحد ينفذ أجندته والمتمثل بـ “معارضة الرياض”، ويشدد على ضرورة مكافحة التنظيمات الإرهابية ولا يزال يفرّق بين الإرهابيين ومن يأتمرون بأمره ويسميهم جزافاً “معارضة مسلحة معتدلة”، تزامناً مع رفض تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتي تؤكد على وقف الإرهاب وتجفيف منابع تمويله وتفريخه في تركيا ومضارب الخليج، وبالتزامن أيضاً مع تجاهل الدعوات لوضع قائمة بأسماء المجموعات الإرهابية.

وفق هذه المعادلة تسير الأمور، فكلما حقق الجيش العربي السوري وحلفاؤه تقدّماً في الميدان خفّض الغرب سقف مطالبه، وكلما ضرب الإرهاب في عاصمة أوروبية يستنفر كيري، ويهدد كاميرون، ويتوعّد هولاند، بمحاربة الإرهاب لامتصاص غضب الشارع، وبعيد أيام نجدهم يعودون إلى المربع الأول والعزف على وتر إسقاط الدولة السورية، وذلك في محاولة لتفصيل نظام على مقاس مصالحهم.

لم يعد خافياً على أحد أن الغرب يريد من مشروع “الربيع العربي” استنزاف المنطقة وإضعاف جيوشها وتوقيع صفقات بيع أسلحة للخليج لسد عجوزات خزائنه الفارغة، متبعاً سياسة “المشي على حد السكين” التي من شأنها أن تعود بنتائج كارثية على شعوبه في حال بقي يسير على هذا النهج، وهذا ما باتت تدركه معظم بلدان أوروبا بعدما لمست جانباً مما يمكن أن يحدث فيها بعد تفجيرات باريس وبروكسل، ولذلك يحاولون الخروج من العباءة الأمريكية دون إغضابها، يدلل على ذلك التبدل في الخطاب الإعلامي لكبرى وسائل الإعلام فيها، والذي بدأ يلقي الضوء على حقيقة ما يجري في سورية، ما انعكس إيجاباً على الرأي العام.

أيام قليلة تفصلنا عن جولة جديدة من حوار جنيف، ويشارك وفد الجمهورية العربية السورية انطلاقاً من حرصه على ملاقاة الجهود الخيرة لإنجاح الحوار ووقف تمدد ظاهرة الإرهاب، ويشكّل ما جاء في حديث السيد الرئيس بشار الأسد لوكالتي ريا نوفوستي وسبوتنيك الروسيتين أسّ الحل وحجر الزاوية للوصول إلى مخرجات إيجابية من خلال تلازم محاربة الإرهاب والحوار السياسي، والذي يكون  للشعب السوري الرأي الأول والأخير فيما يتم التوافق عليه لجهة رسم مستقبل بلده.

وبالتالي فإن الجولة المقبلة ستكشف حقيقة إن كان للمحور المشارك في الحرب على سورية ثمة نيّة بتنفيذ استدارة ويقرن أقواله بالأفعال، أم أن تصريحات حكوماته هي فقط للاستهلاك الإعلامي.. الأيام القليلة القادمة ستوضح المشهد.

عماد سالم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

عصر التحولات الكبرى الجديدة بقلم: بسام هاشم

.. للمفارقة، فقد توجت “نهاية التاريخ” بتدمير نظام القطبية الأحادية نفسه، ليدخل عالم اليوم مرحلة …