جاء انتزاع الجيش السوري مدينة تدمر الأثرية من بين براثن “داعش”، لتؤكد على أن حالة الخوف التي انتابت الدول الداعمة للإرهاب وللفوضى في سورية، والتي واكبت التدخل الروسي كان لها مداركها التي كانت تعي أن الوجود الروسي سيكون له الأثر الأكبر في تغيير كفة المعارك على الأرض، وأن روسيا كانت تعني ما تقوله عندما فاجأت الجميع بالدخول المباشر، لحماية الدولة السورية من التفكك، حيث كانت فلول الإرهاب تتهافت عليها من كل جهة، وهذا الإدراك هو ما دفع معظم الصحف الغربية وما يدور في فلكها في المنطقة إلى تخصيص صفحاتها للحديث عن الهجمات التي يشنها سلاح الطيران الروسي ضد من وصفوهم بالمعارضة السورية المعتدلة، وتزامنت تلك الهجمة الإعلامية الشرسة مع حديث المسؤولين الغربيين وحلفائهم من المستويين السياسي والعسكري للتأكيد الكاذب على أن معظم الغارات الروسية استهدفت المعارضة المسلحة التي تقاتل الحكومة السورية، نافية أن يكون ذلك بدافع محاربة “داعش”، متحدثة عن تدخل روسي لحماية النظام السوري الحليف، في محاولة للتشويش على الدور الروسي الذي كانوا يعلمون انه سيصنع الفارق، وسيكون له مردود حقيقي على الوضع العسكري على الأرض.
وتعد معركة استعادة تدمر أكبر هزيمة ساحقة لداعش وداعميه على الأراضي السورية، وهي حتما ستكون مدخلا لبداية اندحار “داعش” وتطهير الأرض السورية من قوى الإرهاب، وللحق ما كان لهذا الإنجاز الميداني أن يتحقق بهذه النجاعة لولا الدعم الذي قدمه الطيران الروسي،والقوى الحليفة للجيش العربي السوري، وبدون التقليل من الدور البطولي للمقاتل السوري،وفي ظل الهدنة التي أجبر المسلحين الآخرين وداعميهم على القبول بها مما فتح الطريق للجيش السوري إلى توحيد جهوده تجاة محاربة داعش، وذلك تأكيدا على نجاح الاستراتيجية التي تنتهجها القيادة السورية خلال مواجهتها المفتوحة مع الإرهاب.
أما من الناحية العسكرية فإن تحرير تدمر يتيح السيطرة على مدينة تشكل عقدة مواصلات وسط بادية الشام، حيث تتيح للجيش السوري التقدم شمالا باتجاه مدينة الرقة، أهم معاقل “داعش”، كما يفتح الطريق أمام التقدم إلى دير الزور شمالا، وإلى الغوطة الشرقية لريف دمشق، وريفي السويداء ودرعا جنوبا، ويسهم هذا التطور المهم في عزل التواصل الجغرافي للتنظيم الإرهابي، مع أرياف حمص وحماة غربا، والحدود العراقية شرقا. ويضيق الخناق عليه، ويقلص من مساحة سيطرته الجغرافية كثيرا. كما أن تحرير المدينة ينهي سيطرة “داعش” على عدد من حقول النفط والغاز المهمة في محيط المدينة، ويبعد تهديداته المباشرة لجزء مهم من المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري في ريفي حمص الشرقي والشمالي الشرقي، كما يتيح ذلك سرعة الانهيار لمنظومة الدفاع الداعشية.
إن النجاح الذي حققه الجيش السوري بالتعاون مع روسيا قد عرى الدور الهزيل والدعائي لما يسمى التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يضم أكثر من ستين دولة، ويرتكن ذلك على ضآلة ما حققه هذا التحالف منذ إنشائه قبل نحو عام ونصف، بل تجاوز الأمر عدم الجدية ليصل إلى توفير الغطاء للإرهاب أن يرتع في سورية، فيما استطاع الدعم الروسي للقوات السورية على الأرض من تحرير ما يربو عن 150 بلدة سورية في شهري ديسمبر ويناير الماضيين فقط.
إن الملحمة التي حدثت في تدمر هي أفضل هذا التحالف وعلى ذارفي دموع التماسيح على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعايشها السوريون، ويخرس كل أبواق الدعاية والتحريض على الدور الروسي الإيجابي في الأزمة السورية.
رأي الوطن
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: