براغ-سانا
انتقد المحلل السياسي التشيكي بيتر شنور بشدة السياسة التي ينتهجها الغرب حيال منطقة الشرق الأوسط مؤكدا أن الإرهاب والتطرف لم يظهرا فجأة وإنما هما نتيجة تدخل الغرب والولايات المتحدة المستمر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والدعم اللامحدود للإرهابيين والمتطرفين.
واستهجن شنور في مقال نشرته صحيفة برافو التشيكية اليوم من إعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس استعداد فرنسا منح اللجوء لعائلات مدينة الموصل العراقية المسيحية داعيا إلى تقييم القيمة الأخلاقية للعرض الفرنسي على خلفية الدور الهجين الذي تقوم به مشيخة قطر في دعم الإرهاب وعلاقاتها الوثيقة مع فرنسا والدور الفرنسي في تعكير الاستقرار في المنطقة العربية.
وأكد شنور أن “الوضع المأساوي للمسيحيين ولغيرهم من المجموعات الدينية في الشرق الأوسط لم ينشأ فجأة وإنما هو نتاج لعملية تعكير الاستقرار المكثفة الجارية في المنطقة من قبل الغرب” مشيرا إلى أن “رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي ورئيسها الحالي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما لعبوا الدور الرئيسي في التصفية الفعلية لليبيا وحاولوا تجريب الأمر نفسه في سورية”.
وقال شنور: “إن هيئة الإذاعة البريطانية بثت في الثالث من الشهر الماضي تقريرا عن الخطط العسكرية البريطانية لمهاجمة سورية وفق السيناريو الذي نفذ في ليبيا” موضحا أنه “بعد التجارب المأساوية في العراق وليبيا كان يتوجب على استراتيجيي وحلفاء لندن أن يعرفوا ماذا ستكون تداعيات ذلك على سورية والمنطقة كلها ما يعني أن موضوع تدمير هياكل الدولة في سورية كان مقصودا”.
ونوه بالوحدة الوطنية التي تنعم بها سورية في ظل قيادتها التي حافظت على المعايير الاجتماعية واحترمت بشكل عام حقوق النساء والتعددية مشيرا إلى أن “المسيحيين في سورية يعيشيون بأمان لأن فيها تقاليد عريقة من التسامح الديني تشكل جزءا قويا من الثقافة الوطنية في الوقت الذي لا تمتلك فيه المرأة ولا المسيحيين أي حقوق في الممالك الاقطاعية في الخليج الحليف المفصلي للولايات المتحدة”.
وأكد شنور أن الدعم متعدد الأوجه لمن يسمون في الغرب “المتمردين” كان السبب وراء صعود المتطرفين عسكريا وأيضا سياسيا بدءا من “الإخوان المسلمين” ومرورا بالقاعدة وانتهاء بالشرائح المختلفة لما تشكل الآن ما يسمى “دولة الخلافة”.
وأشار شنور إلى أنه لولا دعم حكومة رجب طيب أردوغان والمساعدات المالية التي قدمتها ممالك الخليج لما صمدت المجموعات الإرهابية المسلحة مذكرا بالاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له مدينة كسب شمال سورية والمناطق المجاورة لها والذي ادى إلى سقوط ضحايا وتهجير المواطنين السوريين الأرمن من كسب ولافتا إلى أن “الطريقة التي يتجاهل فيها الغرب هذه الفظائع تؤكد أن فرنسا وواشنطن تتصرفان بنفاق لا سابق له”.
ورأى شنور أن الأحداث في ليبيا وسورية وساحة الميدان في كييف تظهر أن الولايات المتحدة على استعداد لعقد شراكة استراتيجية مع أي طرف لمنع إنهاء هيمنتها العالمية مؤكدا أن “الصراعات المسلحة والعنف والفوضى القائمة في المنطقة تم التخطيط لها”.
واعتبر شنور أن المشكلة الرئيسية للمجتمع الغربي تكمن في أنه يراهن فقط على استراتيجية المواجهة وأن الدول الغربية مستعدة للمحافظة على التفوق الشامل للتضحية بالقيم التي تعلن تبنيها منبها أن الأمر لا يقتصر هنا على عملية النزاهة الأخلاقية ومبادئ الديمقراطية ودولة القانون وإنما يشمل أيضا الجذور الروحية للحضارة الغربية.
وحذرت سورية مرارا من أن الهجمة الإرهابية التي تتعرض لها ستصيب المنطقة مشيرة إلى ان ما لا يقل عن 80 الف إرهابي من كل العالم انضموا إلى الجهادية الوهابية الأشد تطرفا في حربهم المسعورة والدامية والمدمرة والضالة ضد سورية مؤكدة أن ما يشهده العراق اليوم ليس الا نتاج حسابات العقول الباردة للقوى الغربية التي سعت إلى دعم الإرهابيين لتدمير سورية بذريعة أنها حرب من أجل الحرية والديمقراطية.