اللاذقية-سانا
تولد مع الطفل حاجة فطرية للتواصل وإقامة العلاقات مع الآخرين وفي البداية ترتبط تلك الحاجة بمزاجه لكنه يبدأ بتطوير صداقات حقيقية في سن الرابعة أو الخامسة من العمر فإذا تمكن من التواصل وعقد صداقات متينة مع الآخرين تكون حياته الاجتماعية بخير لكن في حال لم يستطع ذلك يجب على الأم التدخل للمساعدة.
الاختصاصية التربوية نوارة سعيد تقول إن الأم مهما حاولت لا تستطيع أن تقيم الصداقات نيابة عن طفلها لكن بإمكانها تزويده بالأدوات والمهارات الضرورية كالمشاركة والتعاون والتعاطف والقدرة على حل المشاكل والتفاوض حتى يكون اجتماعيا وصديقا جيدا في المستقبل.
وتشير سعيد إلى أن الأم هي المعلم الأول في حياة الطفل ولتصرفاتها تأثير كبير في سلوكه ومشاعره فأسلوبها الإيجابي ينعكس على طريقة تعاطيه مع الآخرين واحترام آرائهم ومساعدتهم الأمر الذي يسهل عليه في المستقبل عقد الصداقات.
ويراقب الطفل أمه وكيفية تعاملها مع صديقاتها ومحيطها حسب الاختصاصية فيتعلم المشاركة والتفاوض وتسوية الامور المختلفة كما يتعلم منها التعاطف عبر قيامهما ببعض الأعمال كشراء ملابس لطفل محتاج أو إطعام مريض أو التبرع ببعض ألعابه مؤكدة أهمية هذه التجارب التي يخوضها في مرحلة طفولته كونها تتعزز وتكبر مع نموه وتصبح جزءا من حياته وتساعده على تكوين الصداقات والمحافظة عليها.
وتشدد سعيد على ضرورة تقديم القدوة الحسنة للطفل كي يكون صديقا جيدا ويكسب محبة الآخرين كذلك جعله يدرك قدراته الذاتية والاستماع إليه دون انتقاده والتعامل مع الآخرين بلطف واحترام وتعاطف أمامه وإظهار تقبلا للنقد وعدم التذمر بحضوره بل تعليمه تقبل الأشياء التي لا يمكن تغييرها.