نساء من طرطوس والحسكة بشجاعة وإصرار واجهن ظروف الحياة وكتبن قصص نجاحهن

طرطوس-الحسكة-سانا

وسط الأعباء غير المسبوقة التي فرضتها الحرب على سورية أخذت المرأة على عاتقها مسؤوليات متعددة ونجحت بأدائها ولعل ذلك ليس بالأمر الجديد عليها فالنساء السوريات لم يعجزن يوما عن ابتكار الأساليب لإعالة أسرهن وأداء دور فاعل في المجتمع.

وفي محافظة طرطوس نماذج كثيرة لنساء تحدين ظروف الحياة المختلفة فأظهرن شجاعة كبيرة وقدرة على ايجاد الحلول وتخطي الصعاب وتتحدث ديانا سعد عضو مجلس ادارة جمعية المرأة الذكية عن انخراط المرأة الفاعل في العمل الاهلي فالمحافظة التي استقبلت آلاف المهجرين جراء الارهاب كانت بحاجة إلى مبادرات وأنشطة كثيرة تغطي احتياجات المتضررين والمحتاجين وقد أخذت نساء كثيرات على عاتقهن تحمل هذه المهمة.

ديانا التي انضمت إلى الجمعية عام 2010 تبين أن الجمعية ومع بداية الأزمة اتخذت طابعا اغاثيا بالدرجة الأولى تجلى في الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى والمخطوفين والفقراء والوافدين مشيرة إلى أن كثيرا من القصص الناجحة والمؤثرة أسهمت في زيادة خبرتها وحبها للعمل.

وترى ديانا ان المرأة عندما تحب عملها تصبح قادرة بشكل مدهش على مواجهة كل أنواع العقبات وكسر الحواجز ويغدو الشأن العام جزءا من حياتها الشخصية معتبرة أن العمل الإغاثي يتطلب قدرا كبيرا من نكران الذات وتغليب المصلحة العامة على الخاصة وتحمل الضغط والابتعاد عن شخصنة الأمور.

وفيما اختارت ديانا العمل الأهلي قررت الدكتورة غادة زغبور الناشطة في مجالات حقوق الطفل والمرأة والبيئة أن تنطلق لاكتشاف محيطها والخوض في مجالات عدة بعد رحيل زوجها.

وتتحدث زغبور عن تجربتها بالقول: بعد فراق ست سنوات عدت إلى مدينتي طرطوس بتعطش فكانت البداية عام 2003 بإقامة معرض فردي للتصوير الضوئي تلاه معرض عام 2005 وفي عام 2008 نقلت فكرة نادي الرسم المجاني للأطفال في اللاذقية إلى طرطوس.

وتشير زغبور إلى أنها وإلى جانب نشاطاتها وعملها في مركز أنا وطفلي لذوي الاحتياجات الخاصة استمرت بممارسة هواياتها وفازت بمنحتين للمؤسسة العامة للسينما حول الهوية وأهمية التمسك فيها في الوقت الراهن كما تعد حاليا مجموعة أفلام وثائقية.

زغبور اختارت المجالات التي تحبها وتبرع فيها لتثبت نفسها فيما توجهت الشابة سوزان صقور من سكان مدينة القدموس في ريف مدينة بانياس إلى مهنة صعبة يعتبرها البعض حكرا على الرجال وتقول.. “اعتدت منذ أن كنت طفلة على الاستيقاظ مبكرا ومرافقة والدي إلى المطعم الذي تملكه العائلة في السوق الرئيسي لمدينة القدموس حيث كنت اراقبه ومنه تعلمت كل تفاصيل المهنة واتقنتها واستمررت بالعمل بها بعد تخرجي من معهد الكهرباء كوني لم أحظ بفرصة عمل أخرى”.

وترى صقور أنها لا تؤمن بفكرة عمل خاص للمرأة وآخر للرجل فمن واجب أي شخص أن يسعى لتحقيق ذاته وخلق فرصة عمله بنفسه مهما كان نوعها ولا بد من التجربة في كل الأعمال والمشاريع والابتعاد عن التنظير والتأفف أو التذمر لأن أي عمل يفيد المجتمع يقوم به الإنسان ويؤمن له حياة كريمة هو شرف له.

وتؤمن صقور من خلال تجربتها الشخصية بقدرة المرأة على التميز والإبداع والتحلي بالصبر وصنع المستحيل بالإرادة والشجاعة مبينة أن مساندة والدها لها في العمل منحتها المزيد من الثقة بقدرتها على تخطي كل الصعاب التي تواجهها كما أن رغبتها الكبيرة في تقديم الدعم لأسرتها الكبيرة المؤلفة من 11 شخصا تدفعها باستمرار للتمسك بمهنتها والمتابعة لضمان استمرار عمل المطعم الذي يمثل مصدر رزق للعائلة.

أما سلمى الأم لثلاثة أطفال فقررت تعلم الكتابة والقراءة للحصول على فرصة عمل بعد وفاة زوجها وفقدانها عملها في احدى الشركات.

وعن تفاصيل القصة تذكر سلمى انها بدأت بتعلم القراءة والكتابة وباتت قادرة في فترة وجيزة على قراءة صفحات الجرائد وعثرت على فرصة عمل كمدبرة منزل وما لبثت أن وجدت لديها شغفا لم تعهده حيال المطالعة وأصبحت تقضي جزءا كبيرا من وقتها في القراءة لأطفالها لتحظى بعدها بعمل لدى إحدى المكتبات.

وفي قرية الصومعة بريف مدينة صافيتا انخرطت فاتن علي في العمل الإنساني التطوعي وعبر رابطة الاتحاد النسائي تسعى إلى تنفيذ الكثير من المشاريع الاجتماعية والإنسانية التي تسهم في تنمية مجتمعها المحلي ومنها توفير الدعم المادي والنفسي للأسر الفقيرة والمحتاجة ولأسر الشهداء والجرحى والمفقودين.

علي التي تمكنت بعد الزواج وبمساعدة زوجها من الحصول على شهادة الدراسة الثانوية ثم شهادة جامعية باللغة العربية كانت جزءا من مشاريع تنموية عديدة منها مشروع متكامل لإحياء التراث لباسا وصناعة وتقاليد ودورات مجانية لتعليم الكبار على الحاسوب وتأسيس منتدى ادبي في القرية لتنشيط الحراك الثقافي فيها.15

ومن طرطوس إلى الحسكة التي واجهت نساءها الإرهاب بكل الوسائل والطرق وبكل شجاعة وبسالة إلى جانب الرجل التقينا الشاعرة جازية طعيمة التي أخذت على عاتقها دحض الأكاذيب والتصدي للمؤامرة التي تشن على وطنها حيث أكدت في حديث لـ سانا أن الأزمة أثبتت قدرة المرأة على التعامل مع كل مراحل الأزمة.

وعن تجربتها الشخصية تقول طعيمة.. التقيت أمهات كثيرات من جميع مكونات الحسكة وتمكنت مع نساء أخريات من تعزيز الحالة الوطنية ولم شمل العائلات التي شتتها الإرهاب.

ورغم كل الظروف التي تمر به سورية استمرت طعيمة بكتابة الشعر والقصائد ولها ديوان قيد الطباعة تحت اسم “وطن في قامة رجل” ومن بين مجموعاتها الشعرية الابرز امراة في زمن الغضب وهمسات من زوايا الشرق.

أما الهام صورخان فقد أثبتت شجاعة المرأة من مكان آخر حيث بذلت جهدها كمديرة للتربية في الحسكة لاستمرار مسيرة التعليم في جميع المناطق والإسراع بإعادة تأهيل المدارس لاستقبال التلاميذ وتأمين مستلزمات العملية التربوية.

وتقول صورخان: “حاولت من خلال عملي ترك إثر ورسالة طيبة عن دور المرأة السورية وقدرتها على تحمل المسؤولية رغم قساوة الظروف”.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency