العراق: استعادة السيطرة على منطقة المشاهدة

بغداد-سانا
واصلت القوات المسلحة العراقية عملياتها العسكرية ضد الإرهابيين في عدة مناطق من البلاد وأحرزت اليوم تقدما نوعيا عبر استعادة السيطرة على منطقة المشاهدة شمال العاصمة بغداد وتمكنت من القضاء على عشرات الإرهابيين في محافظة ديالى وناحية البعاج غرب الموصل شمال العراق كما ضبطت أسلحة مختلفة كان الإرهابيون سرقوها من الجيش العراقي.
وأكد مركز الإعلام الوطني العراقي في بيان تسلمت سانا نسخة منه نجاح قوة بغداد الخاصة في حسم المعارك الضارية بين القوات الأمنية العراقية من جهة وعصابات الإرهابيين المسلحين ومن بينهم ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي من جهة أخرى والتي شهدتها منطقة المشاهدة شمال بغداد.
وقال المركز إن “المعارك التي استخدم فيها السلاح الأبيض أسفرت عن مقتل 31 إرهابيا بينهم ما يسمى المفتي الشرعي لمناطق حزام بغداد الإرهابي جلال عراك الحلبوسي ومعاونه الإرهابي محمود حسين كسار اللهيبي إضافة إلى إصابة 17 إرهابيا آخرين تم القبض عليهم”.
وفي محافظة ديالى خاضت القوات الأمنية العراقية اشتباكات مع عصابات الإرهابيين أسفرت عن مقتل 6 منهم.
ولفت مصدر عسكري في قيادة عمليات دجلة لمراسلة سانا في بغداد إلى أن القوات الأمنية التابعة لقيادة عمليات دجلة اشتبكت مع إرهابيين في قرية عرب الجول التابعة لجبال حمرين في السعدية ما أسفر عن مقتل ستة إرهابيين بينهم زعيم عصابة في محافظة ديالى ويدعى الإرهابي أحمد حسن الكروي.
كما لقي 32 إرهابيا حتفهم في عملية نفذتها القوات العراقية في ناحية البعاج غرب مدينة الموصل شمال العراق.
وأوضح مصدر في جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية لمراسلة سانا أن قوة من قوات النخبة العراقية تمكنت بمساندة سلاح الجو العراقي من قتل إرهابيين وتدمير سياراتهم كما عثرت على أربعة مدافع هاون وسبع منصات للصواريخ في الناحية.
في غضون ذلك تمكنت قوة من اللواء 55 العراقي من قتل 12 إرهابيا وجرح آخرين كما دمرت سيارتين وقتلت من فيهما من العناصر الإرهابية ضمن قرية الفرات جنوب العاصمة بغداد.
ونقل موقع وزارة الداخلية العراقية عن الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن قوله إن قوة من الفوج الثاني التابع للواء 42 تمكنت من تفكيك عبوتين ناسفتين في منطقة المدائن جنوب بغداد في حين عثر اللواء الأول شرطة اتحادية على كدس للعتاد في منطقة التويثة جنوب بغداد ضم 30 قذيفة هاون و16 صاروخ كاتيوشا و100 رأس صاروخ سي كه5.
من جهة أخرى لفت العميد معن إلى أن شرطة محافظة ميسان عثرت على الأسلحة التي سرقت من اللواء 41 التابع للفرقة العاشرة في الجيش العراقي.
إلى ذلك كشفت مصادر رسمية في محافظة نينوى عن قيام إرهابيي ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي وحلفائهم من العصابات الإرهابية الأخرى باختطاف 400 فتاة وسيدة من منازلهن في منطقة سنجار بعد قتل جميع أولياء أمورهن.
وفي تصريح لمراسلة سانا في بغداد قال عضو في اللجنة الأمنية بمجلس محافظة نينوى الذي يتخذ من ناحية القوش مقرا مؤقتا لعمله إن “هؤلاء الإرهابيين وزعوا نصف النساء على معسكرات يتواجد فيها إرهابيو “دولة العراق والشام” العرب والأجانب في تلعفر وغابات الموصل” مشيرا إلى إجبار هؤلاء النساء على ممارسة ما سموه جهاد النكاح مع الإرهابيين في حين تم اقتياد النصف الآخر إلى خارج البلاد لبيعهن كسبايا.
من جهة أخرى شهدت عدة مناطق شرق مدينة الموصل شمال العراق موجة نزوح جماعي إثر تعرضها لعمليات قصف بقذائف الهاون أسفرت عن مقتل شاب على الأقل.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان تأكيدهم أن مناطق تلكيف وبرطلة وقرقوش والقرى المحاذية لمدينة اربيل التي لجأ اليها آلاف المسيحيين بعد أن فروا من مدينة الموصل تتعرض لهجمات منذ دخول إرهابيي “دولة العراق والشام” على بلدتي سنجار وزمار شمال غرب العراق.
وفي السياق ذاته أعلن محافظ الديوانية عمار المدني عن وصول أعداد العوائل النازحة إلى أكثر من 700 عائلة لغاية الآن من مختلف المحافظات التي تشهد عمليات عسكرية ضد تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي.
من جانبه أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا اليوم عن إيصال 30 طنا من المواد الغذائية ومياه الشرب والأدوية إلى النازحين من مدينة سنجار شمال العراق بعد أن تم إيصال 47 طنا من المواد المذكورة إليهم امس.
وفي سياق متصل حذرت كتلة الفضيلة النيابية العراقية اليوم من الخطر الذي يواجه العراق برمته من الشمال إلى الجنوب جراء تنظيم ما يسمى “دولة العراق والشام” الإرهابي التابع لتنظيم القاعدة مشيرة إلى أن الأقليات في الموصل تتعرض إلى جريمة “إبادة جماعية”.
وقال النائب عن الكتلة جمال المحمداوي في بيان تسلمت سانا نسخة منه إن “تنظيم ما يسمى /دولة العراق والشام/ الإرهابي بات خطرا يواجه العراق برمته ولا يستهدف فئة أو طائفة او قومية معينة وهو الأمر الذي يوجب وقفة وطنية تمثل كل المكونات الاجتماعية العراقية”.
ولفت المحمداوي إلى أن إرهابيي هذا التنظيم لم يكتفوا بقتل المواطنين الأبرياء في الموصل وانما باتوا ينتهكون أعراضهم ويتجسد ذلك عبر تعرض الآلاف من مدينة سنجار إلى جريمة إبادة جماعية وانتهاك للأعراض ما اضطرهم للهروب نحو الجبال.
وطالب المحمداوي الأمم المتحدة وباقي المنظمات الإنسانية والدولية بتقديم الدعم للعراقيين بعد أن استباح التنظيم الإرهابي مدينة سنجار منذ عدة ايام وأخذ يفتك بالمواطنين على اختلاف انتماءاتهم.

إلى ذلك جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحذيره من خطر ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي لافتاً الى أن خطر هذا التنظيم الارهابي لن يقتصر على العراق وسورية فقط.

وقال المالكي في كلمته الأسبوعية اليوم “حذرنا مرارا من التنظيم الإرهابي الذي هو فرع من القاعدة والاثنان امتداد للفكر الوهابي المتطرف الذي يستبيح الدماء” مضيفا “إن من توهم في ركب ظهر التنظيم الإرهابي لتحقيق مكاسب ثبت له عكس ذلك لأنه ظهر لا يركب وليس لديه قيم أو أخلاق” مشددا على ضرورة تخفيف معاناة النازحين وتعبئتهم من أجل العودة وتطهير المناطق من عناصر التنظيم الإرهابي.

ودعا المالكي دول المنطقة والدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ التدابير اللازمة قبل فوات الأوان من أجل إجهاض التنظيم الإرهابي في العراق وسورية قبل الانتقال إلى مناطق أخرى موضحاً أن إسرائيل ليست ببعيدة عما يجري في العراق وسورية.

من جهة ثانية بين المالكي أن “العملية السياسية في العراق انطلقت على أساس الدستور والديمقراطية” مؤكدا “ضرورة الالتزام بالاستحقاقات الدستورية لأنها الضمانة الأكيدة لتطوير العملية السياسية وحمايتها وادامتها”.