الهدنة فرصة مواتية لمصالحات واسعة-الوطن العمانية

بعد مضي أسبوع على دخول قرار وقف الأعمال العدائية داخل سوريا حيز التنفيذ، يواصل الميدان السوري كشف الكثير من الحقائق التي عمل حلف التآمر والإرهاب على طمسها، وفبركة أكاذيب لسترها ولتغطية أهدافه التآمرية والتخريبية والعدوانية بحق الدولة السورية شعبًا وجيشًا وقيادةً، ويتضح هذا الكشف من خلال خريطة المصالحات التي بدأ يشهدها عدد من المحافظات السورية، والتي تعبِّر عن رفض شعبي واسع للإرهاب والممارسات الإرهابية وغير الأخلاقية التي تمارسها التنظيمات الإرهابية المدعومة من حلف التآمر والإرهاب بحق الشعب السوري، وتشير إلى إرادة شعبية سورية إلى تجنيب سوريا هذا الإرهاب الأسود ومخاطر التقسيم.

وما من شك أن جنوح محافظات سورية إلى المصالحات وتسوية أوضاع المسلحين، بما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية ودخول قوات الأمن السورية وإشرافها على الأوضاع داخلها، يؤكد تأكيدًا مطلقًا أن الطيف الواسع من الشعب السوري بات يدرك حقيقة ما روج من شعارات ومصطلحات مثل “الثورة” و”مساعدة” الشعب السوري حتى تحقيق تطلعاته وصولًا إلى دولة تعددية ديمقراطية يكون كل ألوان الطيف السوري ممثلًا فيها، وأن هذه الشعارات والمصطلحات عارية عن صحة، وأنها تخفي مشاريع وأهدافًا تتجاوز كل ما روج ويروج، وأن الشعب السوري يراد أن منه من حقوقه أن يكونا مطية لتنفيذ هذه المشاريع والأهداف. ذلك أن “الثورة” و”المساعدة” لا تعني تدمير البنية الأساسية للدولة، وإبادة المواطنين السوريين والاستيلاء على منازلهم ونهب أرزاقهم وحرق مزارعهم، وتهجيرهم من أرضهم ليلاقوا مصيرهم إما بانتهاك أعراضهم وإهانة كرامتهم وإذلالهم في الملاجئ خارج الحدود، وإما تحولهم إلى لقمة سائغة لحيتان البحر الأبيض المتوسط، ولا تعني “الثورة” و”المساعدة” أيضًا وضع النساء والأطفال في أقفاص واستخدامهم دروعًا بشرية فوق أسطح البنايات والمنازل.

إن الهدنة يمكن أن تمثل مظلة للمصالحات الوطنية إذا ما احترمت التنظيمات الإرهابية قرار وقف العمليات العدائية والتزمت به، وتنتشل المدنيين السوريين من أوضاعهم المأساوية التي ألحقتها بهم التنظيمات الإرهابية، سواء بالحصار أو التعدي والانتهاكات غير الأخلاقية وغير الإنسانية، فما شهده ريف مدينة حماة السورية يوم أمس الأول من توقيع على وثيقة مصالحة وطنية بين الحكومة وتنظيمات مسلحة من ثلاثين بلدة في ريف المدينة، وذلك بعد مفاوضات أجريت عبر مركز التنسيق الروسي في قاعدة حميميم، وإمكان أن تمتد هذه المصالحات إلى ريف درعا هو خطوة جيدة ومقدرة من قبل الجميع، فهي خطوة إنسانية، وتعبِّر عن أن هناك توجهًا لدى كثير من المسلحين والمغرر بهم نحو إلقاء السلاح وتسليمه للدولة وتسوية أوضاعهم، إلا أن ما يعرقل ذلك هو العصابات الإرهابية العابرة للحدود والموالية لقوى في حلف التآمر والإرهاب والساعية معًا إلى تدمير الدولة السورية ومقدراتها وإبادة شعبها. ولذلك من غير المستبعد أن تحاول تلك العصابات الإرهابية خرق الهدنة والعودة إلى مربع المواجهات لتخريب كل ما يمكن أن تقود إليه الهدنة من مصالحات أو بداية لحل سياسي، وهذا ما يرتب مسؤوليات أكبر على الولايات المتحدة لكونها الطرف الثاني بجانب الطرف الأول (روسيا) في صياغة قرار وقف الأعمال العدائية، وبالتالي عليها أن تثبت مصداقيتها في هذا العمل، وما إذا كانت ذهبت إليه مقتنعة أم مجرد استراحة لترتيب أولويات وتغيير أوضاع ميدانية.

رأي الوطن

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency