عمالة بلهاء-صحيفة البعث

لمن لا يعلم، فإن السعودية موّلت الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 في محاولة للقضاء على حزب الله، ولذلك لم يفاجئنا قرارها باعتبار الحزب “إرهابياً”، وأن الكيان الصهيوني كان أول المرحّبين، والجديد فيما حدث أننا لمسنا أولى خطوات التطبيع العلني بين الوهابية والصهيونية في مواجهة المقاومة والعروبة، وذلك في إطار المخطط المرسوم  لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، والإبقاء على حال اللا استقرار الذي نعيشه عبر إشعال بؤر توتر جديدة من خلال العزف على وتر المذهبية والطائفية لنسف الجهود الساعية للبحث عن مخرجات للأزمات في المنطقة.

وعليه فإن خطوة نظام آل سعود والمهرولين خلفه في الخليج ليست إلا بداية خطوات تصعيدية في أكثر من دولة عربية، بدأت بالتنصّل من العباءة الخليجية للنأي بالنفس قبل أن تحرق نار الإرهاب شعوبها، وعلى ما يبدو فأن آل سعود، الذين يتقنون فن تحريك الخلايا التكفيرية النائمة ويقدّمون لها شيكاً على بياض لتنفيذ ما يطلب منها، يريدون إشعال المنطقة برمّتها، عبر تشكيل ترويكا إسرائيلية تركية سعودية لمعاقبة من أعادوا حساباتهم، ومحاولة  لإبقاء الحرب على سورية، وبالتالي لا يمكن الفصل بين القرار السعودي الجديد عن  واقعة باخرة الأسلحة التي كانت متجهة من تركيا إلى لبنان وتمت مصادرتها في جزيرة كريت، تزامناً مع تحريك المجموعات الإرهابية  لاستهداف الأردن، وهي جميعاً تصب في سياق عرقلة الحل السياسي في سورية وتقويض اتفاق وقف القتال.

بحساب الربح والخسارة من خلال قراءة لردود الفعل العربية والدولية، فإن نظام آل سعود أسس لصداقة مع الكيان الصهيوني وخسر الشعوب العربية، وفي مقدّمتها شعوب الخليج التي تقدّر عالياً تضحيات المقاومة اللبنانية في التحرير ودعم القضية الفلسطينية، وما تقدّمه الآن من تضحيات في مواجهة التنظيمات التكفيرية في سورية، كما أنه قدّم دليلاً جديداً على أن مجمل ما يحدث في منطقتنا من قتل وتشريد وتدمير إنما هو بأموال  البترودولار وبمباركة من واشنطن وتل أبيب، بعبارة أخرى فإن ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية من تصعيد هو انتقال للخطة “ب” التي يروّج لها وزيرا خارجية أمريكا والسعودية، والتي تحاول التأسيس لحروب إقليمية قد يتسع أوارها ليطال العالم برمّته.

يبدو أن بعض العرب ممن تحاول “مملكة المهالك” توريطهم في أزمات لا ناقة لهم فيها ولا جمل بدؤوا بالتنصل من حفلة الجنون السعودية، فتونس، التي عُقد فيها اجتماع وزراء الداخلية العرب لإضفاء المشروعية على قرار مجلس التعاون الخليجي، قالت: إنها غير معنية به، والجزائر تبرأت منه، والعراق والحكومة اللبنانية تحفظا عليه، بمعنى أن الخطوة البلهاء ينطبق عليها المثل القائل “كأنك يا بو زيد ما غزيت” ولن يحصد النظام السعودي منها سوى مزيد من الانكشاف والانكسار والخذلان.

في النهاية فإن إنجازات المقاومة اللبنانية لن تخفيها جرة قلم رجعية عميلة، وبالتالي فإن أحقاد هذا النظام الذي سفك دماء الآلاف من أبناء الأمة سترتد إليه، فالسوريون عازمون على تخليص وطنهم من آفة الإرهاب من خلال التفافهم حول جيشهم وقيادتهم السياسية، وتوسيع خرائط المصالحات الوطنية في الطريق للانتقال نحو مستقبل أفضل عبر الحوار، ولن يطول الوقت حتى يتحقق الجميع من أن النظام السعودي يشكل خطراً على العرب يعادل مخاطر الصهيونية، ولابد من مواجهته من خلال تحرك الشارع العربي بكل قواه لإنقاذ الأمة من دمويته وتآمره.

عماد سالم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

عصر التحولات الكبرى الجديدة بقلم: بسام هاشم

.. للمفارقة، فقد توجت “نهاية التاريخ” بتدمير نظام القطبية الأحادية نفسه، ليدخل عالم اليوم مرحلة …