الشريط الإخباري

ونهاية مرحلة-صحيفة البعث

تشير الدلائل المتتالية إلى أنّ ما نشهده هذه الأيام، في سورية والمنطقة، والعالم بالتالي، هو نهاية مرحلة قاسية في “الصراع المستمر”، ومخاض ولادة مرحلة جديدة لا زالت ملامحها ترتسم على إيقاع التطوّرات الإيجابية للميدان السوري لصالح الدولة والشعب في الداخل، والحلفاء في المنطقة، وما بعدها في الخارج.

والحال فإن الإرهاصات المبشّرة بذلك متعدّدة للغاية، وهي لا تنفك تعلن عن نفسها على مسرح الأحداث، متوزّعة بصورة شبه عادلة على ضفتي المحورين المتواجهين في هذه المعركة المفصلية، فبالتزامن مع مضي الهدنة السورية في طريقها المرسوم باتجاه تهيئة الظروف الموضوعية لحل سياسي سوري-سوري، ركائزه المعروفة محاربة الإرهاب والتوحّد ضده من جهة، واحترام إرادة السوريين وحقهم الطبيعي في اختيار ممثليهم الشرعيين من جهة أخرى، كان من اللافت للأنظار التوقيت الذي أعلن فيه “العربي”، وهو نجم مرحلة الناتو والفصل السابع، عزمه على القفز من السفينة السعودية الغارقة مستعجلاً قطف مكافأة نهاية الخدمة، التي يعرف أكثر من غيره أنها قد لا تكون متاحة له لاحقاً، مع بوادر اقتراب “المملكة” الحثيث من الإفلاس في ظل حكام “الاندفاع بلا رؤية”.

وفي الوقت الذي واصلت كل من طهران ودمشق حياتهما السياسية النشطة، وهو ما تمثل بإنجاز الأولى انتخاباتها البرلمانية بشفافية، اعترف بها العدو قبل الصديق، فيما تستمر الثانية في التحضير لانتخاباتها الخاصة احتراماً منها للمواعيد الدستورية التي لم تتخلّف عن استحقاقاتها يوماً رغم كل ما مر بها خلال السنوات العجاف الماضية، واصل “السلطان العثماني”، صاحب الأنموذج الديمقراطي المرضي عنه غربياً، احتقاره للسياسة عبر إعلانه الفاضح عن عدم احترامه للسلطات القضائية في بلاده لأنها حكمت بالعدل الذي لا يريده في سلطنته الخاصة.

بيد أن الدليل الأهم على المرحلة الجديدة هو خروج “العلاقات الحميمة جداً جداً” بين “مملكة الرمال” وإسرائيل”، عبر الزيارات المتبادلة، إلى العلن دون أن يرفّ جفن من يعتبر “القضية الفلسطينية في أسفل سلم اهتماماته” ومن لا يبالي “بما يفعله الإسرائيليون بالفلسطينيين” كما نقل “الإسرائيليون” عن حلفائهم السعوديين، وهذا أمر طبيعي في ظل حقيقة أن المستعمر البريطاني الراعي للاحتلال السعودي لأراضي نجد والحجاز، في عشرينيات القرن الماضي، هو ذاته راعي الاحتلال الصهيوني لفلسطين في الحقبة التاريخية ذاتها التي تعهّد بها آل سعود بالمساهمة في حماية “إسرائيل”، وهو ما فعلوه خلال المرحلة الماضية كلها، وهم اليوم، في ظل القرار الأمريكي الاستراتيجي بالتوجّه شرقاً، واصطدام عواصف وهمهم بجدار الصمود الحازم في سورية واليمن، وزيادة تفتح العين الغربية على جرائمهم ومسؤوليتهم المثبتة عن رعاية الإرهاب وحمايته، وآخر ذلك قرار البرلمان الأوروبي بتعليق بيع الأسلحة لهم لارتكابهم جرائم حرب في اليمن، يريدون من “الإسرائيلي” رد الدّين لهم وحمايتهم، مقابل استمرارهم في خدمته عبر العمل الدؤوب لتقسيم العراق، وتدمير سورية، وإضعاف المقاومة عبر إشعال لبنان، وعزل إيران عن محيطها العربي والإسلامي، والمضي بمخطط تسليم اليمن للقاعدة وتقسيمه لاحقاً، وهو ما زلّ به لسان أحد مفكريهم الذي قال: “ليس المهم أن يكون هناك يمن واحد أو اثنان المهم ألا يكونا معاديين لدول الخليج”، وبالتالي معاديين للكيان الصهيوني.

هي مرحلة جديدة، وهذه دلائلها ومؤشراتها، ويبدو أن البعض منهم قد قرأ ذلك جيداً، والحجّ إلى موسكو هو بوادر حراك لتخفيف نتائج نهاية مرحلة انفراد العم سام بالسيطرة على المنطقة، لكن بعض الرؤوس الحامية تعتقد أن الابتزاز كما في حالة لبنان، والشراء بالمال كما في حالة دول أخرى، والتهديد بـ “رعد الشمال” والخطة “ب” في سورية قد ينقذهم من المصير المحتوم، متجاهلاً أن الخطة “ب” عند المحور المقابل قد لا تترك لديهم خططاً أو مخططين.

بقلم: أحمد حسن

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency