انتشال جثامين 11 شهيدا في غزة وقوات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى

غزة-سانا

انتشلت الطواقم الطبية الفلسطينية جثامين 11 شهيدا أمس من تحت الأنقاض بمناطق متفرقة في قطاع غزة مع بدء سريان التهدئة لمدة 72 ساعة بعد 29 يوما من العدوان الاسرائيلي المتواصل.

وذكرت وكالة وفا الفلسطينية إن طواقم الاسعاف والدفاع المدني انتشلت جثماني شهيدين صباح أمس من أرض زراعية شرق رفح وجثماني شهيدين آخرين في وقت لاحق من تحت انقاض منزل في حجر الديك جنوب شرق غزة كما انتشلت الطواقم الطبية ظهر أمس جثماني شهيدين متحللين من شرق دير البلح وسط القطاع.

وانتشلت الطواقم أيضا جثامين 5 شهداء آخرين من مناطق متفرقة بالقطاع.

وتحدث شهود عيان عن عشرات المفقودين الى جانب جثامين الشهداء تحت الأنقاض لم يتمكن أحد من الوصول اليهم بسبب وجود الدبابات الاسرائيلية.

من جانبه قال الدكتور عائد ياغي مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة “إن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية بسبب العدوان وخاصة تدمير مرافق الحياة من انقطاع للتيار الكهربائي وعدم توفر خدمات المياه بما فيها مياه الشرب وخدمات الصحة البيئية بسبب تراكم النفايات في الشوارع وكذلك تدهور الخدمات الصحية نتيجة لإغلاق أكثر من 80 بالمئة من مراكز الرعاية الصحية الأولية لعدم مقدرة الطواقم الطبية الوصول إلى أماكن عملهم في جميع مناطق قطاع غزة”.

وحذر ياغي من انتشار الامراض بين المواطنين في مراكز الإيواء وخاصة أن الفرق الطبية لاحظت انتشارا واسعا للأمراض الجلدية بين المواطنين وانتشار النزلات المعوية لدى الأطفال.

وفي سياق متصل أصدرت سلطة المياه الفلسطينية تقريرا أوليا حول أوضاع المياه والبيئة الكارثية في قطاع غزة حيث حذرت من انتشار الأوبئة والأمراض في القطاع داعية المجتمع الدولي إلى التدخل للتمكن من إيصال الكلور بهدف تعقيم المياه وخاصة لمصادر المياه التي لا يتم فيها تشغيل محطات المعالجة وكذلك ادخال الوقود في ظل انقطاع الكهرباء ولا سيما ان الكمية التي تم ادخالها لا تكفي حيث أن الحاجة هي250 ألف ليتر شهريا اللازمة لتشغيل المنشآت المائية في حالة انقطاع الكهرباء وهو الوضع ضمن الظروف الحالية.

وأشارت سلطة المياه إلى أن قوات الإحتلال دمرت جميع الخطوط الناقلة والشبكة الداخلية في حي الشجاعية وبيت حانون ومعظم الشبكات الداخلية والوصلات المنزلية في القطاع بأكمله إضافة إلى تدمير معظم شبكات الصرف الصحي الداخلية فيه ونجم عن ذلك تسرب المياه العادمة الى الشوارع والبيوت وأكثر من 100 الف متر مكعب يوميا غير معالج إلى البحر.

ودعت السلطة المجتمع الدولي إلى الضغط على الجانب الإسرائيلي لإدخال المساعدات الانسانية بما فيها عبوات المياه وتمكين الصهاريج من التنقل فيها وادخال المولدات وقطع الغيار لها ومستلزمات محطات التحلية ومضخات المياه العادمة والأنابيب اللازمة لإصلاح الأضرار وضرورة دعم الطواقم الفنية في البلديات ومصلحة مياه بلديات الساحل خلال فترة الإعمار.

وكان رئيس الوفد الفلسطيني إلى القاهرة عزام الأحمد أكد أن الوفد ابلغ مصر بالموافقة على دعوتها الى تهدئة فى قطاع غزة تبدأ الساعة الثامنة صباح أمس ولمدة 72 ساعة وذلك ضمن إطار الجهود لوقف العدوان الاسرائيلى المتواصل على غزة.

وفي المقابل تحدثت وسائل الاعلام الصهيونية أمس نقلا عن متحدث باسم جيش الاحتلال عن انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.

يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلى شنت على مدى 29 يوما عدوانا وحشيا همجيا على قطاع غزة اسفر عن استشهاد 1865 فلسطينيا وإصابة 9470 آخرين جلهم من الاطفال والنساء والشيوخ فضلا عن تدمير هائل فى البنية التحتية ومنازل الفلسطينيين وممتلكاتهم.

قوات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى وتشن حملة اعتقالات واسعة بالقدس المحتلة

وفي القدس المحتلة فرضت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس حصارا مشددا على المسجد الأقصى المبارك ومنعت من هم دون الـ50 عاما من الرجال وجميع النساء من الدخول إليه.

وقال محمود أبو العطا مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث لوكالة الصحافة الفلسطينية صفا “إن العشرات من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح اقتحموا منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى وحاصروا الجامع القبلي المسقوف وبدؤوا بدفع الشبان الفلسطينيين المرابطين المتواجدين داخل الأقصى وطردهم إلى منطقة صحن قبة الصخرة المشرفة”.2

وأضاف إن “قوات كبيرة من الشرطة مدججة بالأسلحة حاصرت منطقة صحن قبة الصخرة ومنعت المرابطين من التقدم إلى منطقة المتوضأ وساحة الجامع القبلي فيما كانت تحاصر المعتكفين داخل الأقصى”.

وأشار أبو العطا إلى وجود أعداد كبيرة من أهل القدس والداخل خارج بوابات الأقصى حيث اعتدت عليهم قوات الاحتلال بالقنابل الصوتية والغازية والرصاص المطاطي وتم إخراجهم إلى منطقة باب الأسباط وإبعادهم 150 مترا عن الأقصى.

كما أشار إلى أن مناوشات حدثت بين المعتكفين بالجامع القبلي وقوات الاحتلال التي تحاول الاعتداء عليهم بالرصاص والقنابل لافتا إلى أن خمسة مرابطين خارج الأقصى أصيبوا بسبب القنابل الصوتية والتدافع والاعتداء عليهم بالهراوات.

وبين أبو العطا أن كل هذه الإجراءات تأتي لتأمين اقتحام المئات من المستوطنين للمسجد الأقصى مبينا أن نحو 75 مستوطنا اقتحموا المسجد من جهة باب المغاربة على ثلاث مجموعات حيث ساروا بموازاة الحائط الغربي من داخل الأقصى بمسار عكسي بسبب كثافة تواجد المرابطين.

وأفاد أبو العطا بأن المستوطنين تلقوا شروحات عن الهيكل المزعوم ومعالمه مشيرا في الوقت ذاته إلى أن رباط المصلين واعتكافهم أحبط الاقتحام الجماعي للأقصى.

وكان المئات من أهل القدس والداخل الفلسطيني أدوا صلاة الفجر في أزقة القدس القديمة ومداخلها وآخرون ادوها قبالة أبواب المسجد الأقصى وذلك بعد منع الاحتلال من هم دون الـ 50 عاما من الرجال من دخوله.

كما منعت قوات الإحتلال أغلب النساء من دخوله لأداء صلاة الفجر ما اضطر الكثير منهن الى الصلاة عند بوابات الأقصى في مناطق متفرقة وخاصة منطقة باب حطة وباب الأسباط في حين أدى المئات صلاة الفجر داخل الأقصى إضافة إلى المصلين الذين يواصلون اعتكافهم منذ يومين.

واستنكر الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى تصرفات شرطة الاحتلال وإجراءاتها المتخذة في الأقصى ضد المصلين وضد موظفي الأوقاف الإسلامية موضحا ان اشتباكات تحصل بين الحين والآخر مقابل المسجد القبلي ويتم إطلاق الأعيرة المطاطية باتجاه الشبان المحاصرين.

ونقلت وكالة معا الإخبارية الفلسطينية عن الكسواني قوله “يجب اتخاذ إجراءات جدية وسريعة لحماية المسجد الأقصى ولإبطال المخطط الإسرائيلي الذي ينفذ على الأرض بقوة السلاح إضافة لتحرك شعبي عربي إسلامي سريع”.2

وأضاف..إن “الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم.. هو للعالم أجمع ودائرة الأوقاف والمرابطون وأهالي بيت المقدس هم رأس الحربة لكن يجب ان يكون هناك موقف رسمي عربي وإسلامي مساند وسريع”.

من جهة أخرى أدى عدد من المستوطنين اليهود الليلة الماضية طقوسا “تلمودية” في سوق القطانين في البلدة القديمة المفضي إلى المسجد الأقصى المبارك وسط حراسة من قوات الاحتلال.

وتركزت طقوس المستوطنين قرب باب المسجد الأقصى من الخارج “باب القطانين” ضمن فعاليات الجماعات اليهودية لإحياء ما يسمى “خراب الهيكل” والذي توعدت فيه جماعات الهيكل باقتحام واسع للمسجد الأقصى أمس لإقامة طقوس خاصة بهذه الذكرى.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا إن قوات الاحتلال مهدت للمستوطنين اقتحام سوق القطانين من خلال إغلاق مداخل بعض أزقة القدس القديمة ومنطقة باب الواد وباب الحديد المجاور ومنعت الفلسطينيين من الاقتراب من المنطقة وأعلنتها منطقة عسكرية لا يجوز الدخول إليها رغم وجود عدد كبير من مساكن المقدسيين.

من ناحية ثانية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 27 شابا فلسطينيا من أنحاء مختلفة في القدس المحتلة على خلفية المشاركة في المواجهات التي اندلعت ضد قوات الاحتلال بسبب العدوان على غزة.

وذكرت الناطقة باسم شرطة الاحتلال إنه بهذه الاعتقالات وصل عدد المقدسيين المعتقلين منذ بداية الشهر الماضي إلى 457 فلسطينيا من أنحاء مختلفة من مدينة القدس المحتلة.

وفي بيت لحم بالضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمسثلاثة شبان فلسطينيين وسلمت أربعة آخرين في المدينة بلاغات لمراجعة مخابراتها في مجمع مستوطنة غوش عتصيون جنوب بيت لحم.

وتواصل قوات الاحتلال الاسرائيلى إجراءاتها التعسفية بحق الفلسطينيين فى جميع مدن ومحافظات الضفة الغربية وتقوم يوميا بحملات دهم واعتقالات للفلسطينيين فى وقت لا تزال تمارس فيه انتهاكاتها فى القدس المحتلة.

كما تقوم قوات الاحتلال بحملات تفتيش واسعة للمحال التجارية وتنصب الحواجز على مداخل المدن وتعرقل حركة المركبات وتدقق في هويات سائقيها.

مسؤول فلسطيني: ما بين 4 و 6 مليارات دولار التقدير الأولي للخسائر المباشرة جراء العدوان على غزة وعن الآثار الإقتصادية للعدوان الإسرائيلي أعلن مسؤول في وزارة الاقتصاد الفلسطينية ان ما بين 4 و 6 مليارات دولار هي قيمة الخسائر المباشرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لافتا إلى أن الدول المانحة ستجتمع في أيلول المقبل لبحث تمويل إعادة إعمار القطاع.

وقال وكيل الوزارة تيسير عمر لوكالة الصحافة الفرنسية أمس”إن التقديرات الاولية لقيمة الخسائر المباشرة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تتراوح ما بين 4 و 6 مليارات دولار وإن عملية التقييم وحصر الاضرار بحاجة الى وضع هادئ وملائم للوقوف مباشرة على حجم الأضرار “موضحا أن الدول المانحة ستجتمع في النرويج في ايلول المقبل للبحث في تمويل إعادة إعمار قطاع غزة.