موسكو-سانا
أكد قسطنطين دولغوف مفوض حقوق الإنسان والديمقراطية وحكم القانون في وزارة الخارجية الروسية أن حكومة حزب العدالة والتنمية التركية تنتهك حقوق الإنسان بصورة ممنهجة مشيرا إلى أنه تم تسجيل حالات عديدة لمثل تلك الانتهاكات خاصة في سياق الاعتداءات التي شنتها قوات الأمن التابعة لنظام رجب أردوغان في جنوب شرق تركيا والتي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين.
وقال دولغوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم “إن ممارسات الحكومة التركية تقوض حق شعبها في الحياة بحيث أصبح الوضع لا يطاق في تلك المناطق بالإضافة إلى الخروقات العديدة لحقوق الصحفيين الأتراك والأجانب وحقوق اللاجئين والمهجرين في تركيا لذا كررت المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان توجهها للحكومة التركية مرات عدة بهذا الصدد وذكرت لها أمثلة محددة وطلبت منها التقيد بالمواثيق الدولية وبتوصيات مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة”.
وأشار دولغوف إلى إن الحكومة التركية لم تتقيد بتلك التوصيات بل ولم تنفذ أيا منها بل تواصل قصفها للأراضي السورية ما يعتبر خرقا فظا لقواعد ميثاق الأمم المتحدة وسيادة القانون في الاعتداء على دولة جارة ذات سيادة.
وأكد دولغوف أن تلك المسائل هي خروقات جدية وينبغي على السلطات التركية أن تقوم بحماية حقوق الإنسان على أراضيها وألا تسمح بخرق هذه الحقوق في البلاد وفي البلدان المجاورة وألا تقوم بالاعتداء على دول ذات سيادة وتحاول تحقيق تصورات عبثية وتخلق الأكاذيب حول دول أخرى وخاصة حول روسيا الاتحادية.
وكان دولغوف أكد في وقت سابق اليوم أن المزاعم التى يسوقها النظام التركي بشأن ارتكاب روسيا “جرائم حرب” في سورية منافية للعقل وسخيفة وقال “إن هناك طريقة واحدة للرد على مثل هذه الاتهامات.. هي أن الضمير المذنب هو من يتحدث هنا.. وقد سمعنا العديد من الاتهامات السخيفة التي تتجاوز حدود اآأداب والقواعد الدبلوماسية وهي منافية للعقل ولا أساس لها”.
ويعمد المسؤولون الأتراك مؤخرا وبشكل مكثف إلى سوق اتهامات باطلة ضد روسيا فيما يتعلق بسقوط ضحايا مدنيين في عملياتها التى تستهدف حصرا التنظيمات الإرهابية في سورية وذلك للتغطية على الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الجيش التركي والاعتداءات السافرة التى ينفذها باستهداف مدفعيته الثقيلة على أراض سورية.
وفي مقابلة مماثلة انتقد عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي ألكسي كوندراتييف السياسات التركية في المنطقة التي “تثير الاستغراب والغضب لدى الشعب الروسي”.
وقال كوندراتييف إن “هذا الغضب هو وليد عملية إسقاط تركيا للقاذفة الروسية إذ إن الخطوات الخيانية التي أقدمت عليها تركيا في سياق هذه الحالة لا يمكن أن تسهم في تحسين العلاقات مع روسيا.. كما هو وليد المرحلة المستمرة لدى تركيا في نقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الإرهابيين في سورية وتسهيل عبورهم ونابع أيضا من مواصلة تركيا قصفها الأراضي السورية في انتهاك واضح لدولة مستقلة ذات سيادة”.
وأوضح كوندراتييف أن الحرب المفروضة من الخارج التي تجري على الأراضي السورية بأيدي عناصر التنظيمات الإرهابية تشكل تهديدا جديا للأمن والإستقرار في كل أرجاء العالم معربا عن قلق الشعب الروسي من التجاوزات التي تقوم بها تركيا لأراضي دولة شقيقة لنا.
وأضاف البرلماني الروسي ندرك أن النار التي ساعد في تأجيجها رئيس النظام التركي أردوغان لتحرق سورية بدأ يشعر بأنه ليس بعيدا عنها كما أننا على علم بأن الحرب التي فرضها على شعبه في جنوب وشرق تركيا جعلت سكان تلك المناطق يقفون في وجهها ويرفضونها مشيرا إلى أنه حين عجز حزب أردوغان من إخماد النار التي أوقدها في عقر داره عمل على نقل هذا النزاع إلى الأرض السورية.
بدورها قالت عضو البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي ملك ناز إن “تصريحات المسؤولين الأتراك عن نوايا مبطنة للتدخل العسكري في سورية ليست إلا من قبيل التغطية على الجرائم التي يرتكبها أردوغان بحق الشعب التركي جنوب شرق البلاد ومن قبيل تشويه أهداف الجماهير الثائرة في تلك المناطق وللتغطية على الأساليب الوحشية المستخدمة في قمع المحتجين على سياساته”.
وأضافت ناز إن أردوغان “قوض كل علاقاته مع شعبه وإذا لجأ إلى التدخل في سورية سوف يدمر كل الصلات التي تربط تركيا بحلفائها وبالعالم الخارجي ونحن من جانبنا سنكون دائما وأبدا إلى جانب سورية وضد السياسة العنصرية لحزب العدالة والتنمية الموجهة ضد الجارة سورية”.
وتابعت ناز إن “الإنسان العاقل لا يمكنه التكهن بما يفكر به أردوغان اذ بامكانه أرتكاب الحماقات والتدخل في سورية وأن يعلن الحرب على هذه الدولة الجارة التي تواجه حربا إرهابية مفروضة من الخارج عليها” مشيرة إلى أن ما يقوم به النظام التركي حاليا في المناطق الجنوبية والشرقية من تركيا لا يمكن وصفه بكلمات بسيطة لأن قوى الجيش والأمن يهاجمون المواطنين المدنيين ويقتلون كل من يعترضهم وينتقد تصرفاتهم ويهجرون النساء والأطفال من منازلهم ويستخدمون الأسلحة الثقيلة في تدخلهم بالمدن والبلدات الآمنة حيث يعيش السكان الآمنون.
وأضافت البرلمانية التركية إنه “على مدى عدة أشهر بعد أن أعلنت قوات الأمن التابعة لنظام أردوغان حالة حظر التجوال في مناطق عدة جنوب شرق تركيا قامت بقتل المواطنين الآمنين وتشريدهم وفقد أثر العشرات من المواطنين الذين لا نعرف عنهم أي خبر وتتغير الأوضاع في هذه المناطق من ساعة لأخرى ويزداد عدد الضحايا والجرحى والمفقودين من السكان الأبرياء الذين لا حول لهم حتى في دفن موتاهم”.
وأكدت ناز أن القمع والعنف المستخدم ضد المواطنين الآمنين لا يمكن أن يسكت الشعب في هذه المناطق من تركيا كما لا يمكن الآن حل مسألته بالقتل والاضطهاد مطالبة المجتمع الدولي بوقف الممارسات الإجرامية التي تنتهجها حكومة أردوغان بحق هذا الشعب.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: