الشريط الإخباري

ميونيخ.. “لن يشيل الزير من البير”-صحيفة البعث

نعتقد أن اجتماع ميونيخ، وكما يقال في العامية، “لن يشيل الزير من البير”، طالما أن بعض من جاء إليه يُظهر شيئاً ويضمر شيئاً  آخر.. فتؤكد واشنطن على ضرورة تسوية الأزمة في سورية عبر الحوار، وفي الآن ذاته تضع العصي في العجلات وتحاول تدوير الزوايا للشروع في حل يفصّل على مقاس مصالحها، ولذلك تلوّح بعصا التدخل العسكري في حال فشلت الأطراف المتحاورة في تقريب وجهات النظر، وبالطبع حسب ما تريد الإدارة الأمريكية.. يستفيق أردوغان من صفعة الإكوادور ليعلن عن مطلب بات من منسيات العالم يتمثل بإنشاء المنطقة العازلة كضرورة للحل، فيما عاد “جبير” آل سعود المنفصل عن الواقع للعزف على وتر مقررات “جنيف1” كقاعدة للتفاوض.

فهل يريد  هؤلاء حلاً للأزمة يلبّي طموحات السوريين ويحفظ وحدة بلادهم، أم يريدون تعقيدها أكثر في حال عدم القبول بمطالبهم، وذلك من خلال الاستمرار في دعم الإرهاب وفرض بعض التنظيمات الإرهابية على طاولة المحادثات؟!. ما رشح حتى الآن يؤكد أنهم مع الخيار الثاني، دلّل على ذلك تبدل التصريحات بين ليلة وضحاها، والاستمرار في اتباع سياسة حافة الهاوية، بعد أن باتت خياراتهم ضيقة، الأمر الذي انعكس ارتباكاً عليهم خاصة مع تسارع تقدّم الجيش العربي السوري على جبهة حلب، واقترابه من الحدود التركية، وتحويله أحلامهم إلى سراب، بعد الانهيار الدراماتيكي للتنظيمات التكفيرية وولوجها الحدود التي أتوا منها.

وبالتالي أصبحوا كمن يبلع السكين على الحدين، فهم لا يريدون الخروج من الحرب بهزيمة تقلّص من طموحاتهم، ليس في منطقتنا فحسب، بل في مجمل الخارطة  الجيوسياسية العالمية الجديدة، كما أنهم لا يبتغون خروج سورية وحلفائها بنصر مبين، وهذا ما جعلهم يفكرون في خطط بديلة، فشلت قبل أن تبدأ، فتقلص جيش مرتزقة آل سعود إلى قوات خاصة، انسحبت منها معظم الدول التي عوّلوا عليها للمشاركة فيها، في حين أن الولايات المتحدة لا تستطيع الدخول في مغامرة عسكرية قد تودي بما تبقى من سمعتها كقوة كاسحة.

وعليه هم يحاولون قدر المستطاع الحصول على مكاسب في السياسة عجزوا عن تحقيقها في الحرب، من خلال إطلاق التصريحات النارية في محاولة أخيرة لإبراز العضلات قبل الانصياع للغة العقل والتسليم بضرورة ترك السوريين يقررون مستقبلهم دون تدخلات خارجية، وينحصر دور المجتمع الدولي في مساعدتهم بمحاربة الإرهاب.

من الآن وصاعداً كل يوم يمر له حسابه بمنطق الميدان، فالإرهابيون الفارون من ضربات الجيش السوري والطيران الروسي سيعودون إلى الدول التي أتوا منها لاستكمال مشروعهم التخريبي بعد أن تدرّبوا وبرعوا في فنون الإجرام، وعليه إن كان المجتمع الدولي يريد بالفعل تسوية أزمات منطقتنا وتجنيب العالم مزيداً من القتل والدمار، فإن وضع القطار على السكة الصحيحة لا يحتاج إلى كثير من النقاش والتنقل بين الدول الأوروبية لعقد اجتماعات لا جدوى منها، إن بقيت سياسة شد الحبال هي السائدة، وأسّ الحل يتمثل بإعلان قوائم بأسماء التنظيمات التكفيرية وتشكيل تحالف جاد لمحاربتها ووقف مصادر تمويلها في الخليج وتركيا.. ربما تكون ميونيخ هي البوابة والأيام القليلة القادمة ستعطينا صورة أوضح عما ستؤول إليه الأمور.

عماد سالم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

عصر التحولات الكبرى الجديدة بقلم: بسام هاشم

.. للمفارقة، فقد توجت “نهاية التاريخ” بتدمير نظام القطبية الأحادية نفسه، ليدخل عالم اليوم مرحلة …