S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
موسكو-سانا
أجمعت مجموعة كبيرة من الشخصيات السياسية والاجتماعية الروسية على أن السعودية وتركيا فقدتا صوابهما جراء الانتصارات التي حققها الجيش السوري والتي قضت على مخططاتهما وأحلامهما في سورية وهما لا تتورعان عن ارتكاب حماقة عسكرية ضد سورية التي أشرفت قواتها المسلحة على تحرير جميع مناطق البلاد من رجس الإرهاب بدعم ومؤازرة روسية وإيرانية.
ودعت هذه الشخصيات الأمم المتحدة وموظفيها الأساسيين إلى الالتزام بالحياد والنزاهة والموضوعية فيما يتعلق بالأزمة في سورية التي لابد أن يكون حلها سوريا سوريا على وجه الحصر.
وأكد البروفسور يفغيني باجانوف رئيس الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية لمراسل سانا في موسكو أن القرار الروسي بمحاربة الإرهاب في سورية كان من أجل مساعدة السوريين في حربهم على الإرهاب وتأمين حياة سلمية لهم وبما يمكنهم من اختيار مستقبلهم وقيادتهم بصورة مستقلة دون تدخل من الخارج ولاسيما أن لروسيا وسورية تاريخا مشتركا يمتد زمنا من الصداقة.
ورد باجانوف على التصريحات الاستفزازية الصادرة عن السعودية وتركيا حول القيام بحماقة عسكرية في سورية بتأكيد “إنه لا يحق لأي كان سوى الجيش السوري فقط تنفيذ عمليات عسكرية برية في أراضي سورية وكذلك في حال طلبت الحكومة السورية من جهة ما مساعدتها في مكافحة التنظيمات الإرهابية أما إذا جرى اتخاذ قرارات خلافا لذلك بإدخال قوات أجنبية إلى أراضي سورية دون موافقة حكومتها فإن ذلك سيكون خرقا فظا للقانون الدولي ولن يقتصر الأمر على كونه خرقا فحسب بل سينطوي أيضا على عواقب وخيمة بالنسبة لمن يجرؤ على ارتكاب حماقة كهذه”.
وشدد باجانوف على أن سبب انتقاد الغرب لروسيا يعود لأنها كفت عن الخضوع له والسير في ركاب السياسية الأمريكية كما كان الأمر في تسعينيات القرن الماضي وأخذت تنتهج سياستها الخارجية المستقلة المتعددة الاتجاهات.
ووصف رئيس الأكاديمية الدبلوماسية الروسية الحملات الإعلامية الغربية على روسيا جراء موقفها من سورية بالحماقة الكاملة التي لا تستند إلى أي أساس ولاسيما أن روسيا تقوم بعملياتها بتناغم تام مع القيادة السورية الشرعية التي تحارب الإرهاب من تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطرا عاما يهدد الجميع بما فيها بلدان الغرب بالذات لافتا إلى أنه ما لم يتم سحق هذه التنظيمات فإنها ستوجه ضرباتها إلى روسيا والغرب أيضا.
وجدد باجانوف تأكيد أنه يجب على الجميع في العالم العمل على إحلال الأمن والاستقرار في سورية ووضع حد لمعاناة الشعب السوري والحيلولة دون استمرار تردي الوضع في الشرق الأوسط برمته والعلاقات الدولية بشكل عام.
بدوره اعتبر مكسيم غريغورييف عضو المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية أن تهديدات السعودية وتركيا بالتدخل العسكري في سورية تنطوي على خطر كبير وإذا دل هذا الأمر على شيء فإنه يدل على أن تركيا فقدت جميع أوراقها في الوضع الناشئ ولذلك تريد القيام بمثل هذه المغامرة التي تعني إعلان الحرب عمليا.
وأوضح غريغورييف أن أعمال تركيا لا تجد تفهما لدى الأغلبية الساحقة من بلدان العالم بما فيها بلدان أوروبية حيث ترى أن تركيا تراودها الرغبة لأن تصبح زعيمة خلافة عثمانية جديدة أما السعودية فهي تعاني وضعا أكثر صعوبة حيث أن نظام آل سعود يستمر بالحكم بفضل الدعم من جانب الولايات المتحدة ولذلك فإن هذه التصريحات المعادية لسورية وروسيا تعني شيئا واحدا هو أن هؤلاء بدؤوا يشعرون بالخوف وعدم الاستقرار.
وحمل غريغورييف نظام آل سعود وأزلامه عملية فشل لقاء جنيف المفترض به أن يكون سوريا سوريا إضافة إلى المواقف والأعمال غير المدروسة من جانب عدد من البلدان الغربية التي لا تستطيع حتى الآن تحديد من التنظيمات الإرهابية ومن المعارضة “المعتدلة” المزعومة التي يسلحونها ويمولونها ليتضح بعد ذلك أنها فروع لتنظيم القاعدة و”داعش”.
ودعا غريغورييف إلى استئناف محادثات جنيف بأسرع ما يمكن مؤكدا أن العملية الروسية لمكافحة الإرهاب ستستمر في سورية وأن التاريخ سيضع الجميع في أمكنتهم.
وفيما يتعلق بدور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا قال غريغورييف “إن خطرا كبيرا يكمن في تبني منظمة الأمم المتحدة لمواقف غير نزيهة وغير موضوعية إزاء حل الأزمة في سورية” محذرا من أن الأمر سيسفر عن مأساة إذا شغلت أمانة هذه المنظمة العالمية مواقف تتغاضى عن الإرهاب وتدعم أحد أطراف التسوية السورية على حساب الأطراف الأخرى.
ولفت إلى أن روسيا دعت مرارا ولاتزال تدعو الأمم المتحدة للالتزام بالموضوعية والحياد في هذا المجال.
بدوره السفير القبرصي السابق في موسكو الدكتور سوفوكيل سوفوكيليس قال “إننا نعيش في دول متجاورة وإن ما يدور حولنا لا يخدم مصالح بلداننا إطلاقا وإذا انهارت سورية فإن النهاية ستلحق بنا جميعا نظرا لأن القيادة السياسية الحالية في تركيا وأخص بالذكر أردوغان ورئيس حكومته داود أوغلو بنت نهجها على أساس صفر مشاكل ولكن ما حصل كان صفر علاقات طبيعية مع كل الدول الجارة لتركيا ولا دولة جارة لها إلا ومعها مشاكل جمة فهل من المعقول أن جميع هذه الدول المجاورة لتركيا سيئة وأن تركيا بمفردها فقط هي الدولة المثالية الجيدة”.
وأكد سوفوكيليس أن القيادة التركية التي تراودها الأحلام العثمانية تسعى لإخضاع جميع دول المنطقة لسيطرتها وتتآمر على سورية التي قررت التصدي لكل القوى المعادية بما فيها تركيا التي عملت على تدهور علاقاتها مع روسيا لأن روسيا هي الدولة الوحيدة القادرة على لجم العدوان ضد سورية وإذا فشلت روسيا بمهمتها هذه فستعيش منطقة الشرق الأوسط أسوأ مراحل تاريخها.
وشدد سوفوكيليس على أن القيادة السورية بثقافتها السياسية العالية تبذل كل ما في وسعها من أجل الحفاظ على سورية دولة علمانية مستقلة وذات سيادة على كل شبر من أرضها وتدافع عن الشعب السوري لتحميه من الإرهاب الممول والمدعوم من تركيا والسعودية ودول رجعية أخرى في المنطقة.
وأكد أن “سورية هي الدولة الأكثر انفتاحا على الحضارة العالمية من جميع دول منطقتنا ولذلك ستتمكن من الحفاظ على موقفها في تحرير البلاد من الأعداء والمجموعات الظلامية والمرتزقة الأجانب الذين لا يحلمون سوى بتوسيع نطاق الفوضى وتمزيق هذا البلد مثلما فعلوا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط برمته”.
وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت أمس أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجد نفسه متورطا عن قصد أو غير قصد في الحملة الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام الأجنبية لتشويه دور روسيا إزاء حل الأزمة في سورية وعمليتها الجوية ضد الإرهاب والادعاء بوقوع ضحايا مدنيين فيها داعية الأمم المتحدة وأمينها العام أن تتناسب التعليقات الصادرة عن الموظف الإداري الأساسي في منظمة الأمم المتحدة مع صفته الرسمية وتتسم بالنزاهة والموضوعية.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
