مسؤول أمريكي سابق في مقال لرويترز: آن أوان تخلي الولايات المتحدة عن النظام السعودي

لندن-سانا

أكد جوش كوهين المسؤول الأمريكي السابق في مشروع مولته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الاتحاد السوفييتي السابق أنه آن أوان تخلي الولايات المتحدة عن النظام السعودي الوهابي محذرا من أن سياسات النظام السعودي في الآونة الأخيرة تجعل الشرق الأوسط عرضة للانحدار إلى الفوضى.

ورد كوهين على تساؤل طرحته صحيفة وول ستريت جورنال عنونته بـ “من ضيع السعوديين” وأبدت من خلاله تخوفها من أن يؤدي تراجع دعم الولايات
المتحدة إلى الإطاحة بالنظام السعودي مؤكدا أنه “بدلا من التساؤل عما إذا كان دعم واشنطن للرياض كافيا يجب على المسؤولين عن رسم السياسات الأمريكية أن يسألوا أنفسهم هل حان الوقت كي تتخلى الولايات المتحدة عن السعودية”.

وأوضح الكاتب في مقال نشرته وكالة رويترز أن “الدواعي الأخلاقية التي تجعل الولايات المتحدة تتساءل عن علاقتها الوثيقة مع النظام السعودي جلية لافتا إلى أن “السعودية يحكمها بني سعود في مملكة سلطوية لا تتساهل مع المعارضة كما أن هذا البلد يحتل على الدوام مرتبة “أسوأ الأسوأ” بين الدول في المسح السنوي للحقوق السياسية والمدنية الذي تنشره مؤسسة فريدم هاوس”.

وتتبع السعودية النهج الوهابي الذي يتصف بالغلو والتشدد كما أن الممارسة العلنية لشعائر أي دين بخلاف الإسلام محرمة وتحكم الشريعة نظامها القانوني وقد أوضحت دراسة أجراها عام 2015 موقع ميدل ايست آي الإخباري أن السعودية وتنظيم “داعش” يفرضان عقوبات شبه متطابقة مثل بتر الأيدي والرجم بالحجارة لجرائم متماثلة.

ويشتهر النظام السعودي أيضا بالإعدامات العلنية بعد محاكمات تندد بها منظمة العفو الدولية وتصفها بأنها “مجحفة إجمالا” وتصف منظمة العفو النظام القضائي السعودي بأنه “مليء بالثغرات”.

وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة ترتبط بسلسلة مصالح لا تنتهي مع النظام السعودي حيث تعتمد عليه كمورد للنفط ومشتر لكميات ضخمة من السلاح الأمريكي بينما يعتمد ال سعود على الولايات المتحدة في حمايتهم ودعمهم معتبرا انه على الرغم من هذه العلاقات القديمة فإن “السعودية تلحق الضرر الآن بالمصالح الوطنية الأمريكية بقدر ما تفيدها”.

ولفت الكاتب إلى اختلافات جوهرية جلية مؤخرا بين النظام السعودي والولايات المتحدة ولاسيما السياسة الأمريكية تجاه إيران وتوقيع الاتفاق النووي الإيراني مؤخرا الذي أثار حفيظة النظام السعودي الساعي للهيمنة على الشرق الأوسط.

وأشار الكاتب إلى أن “الرياض تخشى أن يؤدي الاتفاق الذي رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل قيام طهران بتقليص بنيتها التحتية النووية إلى تمكين إيران من اتباع سياسة خارجية أكثر تأكيدا للذات في المنطقة” لافتا إلى أنه على النقيض من ذلك يصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاتفاق النووي مع إيران بأنه “اتفاق جيد جدا” ويقول إنه “يحقق واحدا من أهم أهدافنا الأمنية”.

واعتبر الكاتب أن من بين أبرز الأمور التي يجب أن تدفع واشنطن للتخلي عن النظام السعودي قيامه بإعدام الشيخ نمر النمر لافتا إلى توتر علاقات النظام السعودي مع إيران على خلفية إعدام الشيخ النمر.

وكان نظام آل سعود أعدم مطلع العام الحالي 47 شخصا بينهم الشيخ نمر النمر المعتقل منذ عام 2012 بسبب معارضته لسياسة الاستبداد والقمع التي ينتهجها النظام السعودي.

وأدانت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والشخصيات في العالم حكم الإعدام معتبرة انه سياسي بامتياز ويعبر عن السياسة الإقصائية والقمعية التي تعتمدها سلطات آل سعود.

وأشار الكاتب إلى أنه بفضل طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة انخفض الاعتماد الأمريكي على النفط السعودي انخفاضا كبيرا لافتا إلى تقرير من سيتي بنك يقول إن الولايات المتحدة قد تنتج محليا من النفط بحلول عام 2020 ما قد يجعلها مصدرا صافيا الأمر الذي يحررها بالكامل من أي اعتماد على الواردات من الخليج.

ولفت الكاتب إلى برقية مسربة نشرها موقع ويكيليكس لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة الآن لخوض سباق انتخابات الرئاسة تقر فيها بأن “المتبرعين في السعودية يشكلون أبرز مصدر لتمويل الجماعات الإرهابية على مستوى العالم”.

وفي خطاب ألقاه جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي في جامعة هارفارد عام 2014 قال إن “السعودية ودولا أخرى تسهم في صعود نجم ما يسمى بتنظيم “داعش” مضيفا إن “سياسات هؤلاء الحلفاء تنتهي إلى المساعدة في تسليح وتدعيم حلفاء القاعدة وداعش في نهاية الأمر”.

وفي توبيخ غير معتاد في كانون الأول الماضي أكد زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية أن “السعوديين متورطون بتمويل الإرهاب في الغرب” مضيفا إن “السعودية تمول المساجد الوهابية في جميع أنحاء العالم.. وكثير من المتطرفين الذين يمثلون خطرا على السلامة العامة يأتون من هذه المساجد في ألمانيا.. وعلينا أن نوضح للسعوديين أن وقت تجاهل الأمر قد انتهى”.

واعتبر الكاتب في ختام مقاله أن جابرييل على حق وإنه “آن الأوان كي يلقي المسؤولون عن رسم السياسات في واشنطن نظرة فاحصة على مستقبل العلاقة الأمريكية السعودية في الأجل الطويل”.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency