دمشق-سانا
جاءت الأعمال الفنية التشكيلية التي قدمت في معرض سورية الجمال الذي أقامه فريق خوابي الثقافي متنوعة مثل منابع الجمال في سورية حيث قدم المشاركون لوحات تصوير زيتي عبرت عن الجمال في حارات دمشق القديمة وفي وجوه الأشخاص مهما علت ملامحهم مساحات الحزن والألم بسبب الظروف الراهنة.
كما جسدت المنحوتات التي ضمها المعرض الذي افتتح في ثقافي أبو رمانة مساء أمس مواضيع متنوعة عبرت من خلال تنوع أساليبها ومدارسها عن مكنونات الجمال بشكل رمزي أو مباشر بطرق ورؤى عكست تجارب الفنانين المشاركين.
وذكر مدير مشروع خوابي الثقافي رامز حسين في تصريح لسانا أن هذا المعرض هو النشاط الأول لفريق خوابي في مدينة دمشق شارك به 42 فنانا وفنانة من خمس محافظات قدموا 11 عملا نحتيا ونحو 50 لوحة تصوير زيتي عكست ألوان الجمال في سورية إضافة إلى عدد من المواضيع الإنسانية الأخرى.
وأضاف حسين “حرصنا على مشاركة أكبر عدد من الفنانين من مختلف الأعمار والتجارب بهدف إظهار حالة التكامل بين الأجيال والاطلاع على التجارب والطاقات الفنية الشابة ودعمها إضافة إلى الاستفادة من خبرات الفنانين المعروفين”.
وحول الغاية من مشروع خوابي الثقافي أوضح مدير المشروع أنه يهدف إلى الرد على الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية وإظهار الوجه الحضاري والثقافي المتميز الذي تمتلكه سورية مبينا أن المشروع تأسس بداية عام 2014 من مدينة حمص وأطلق مجلة الكترونية شهرية صدر منها حتى اليوم 25 عددا إضافة إلى صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما شكل فريقا ثانيا في مدينة اللاذقية وآخر في مدينة دمشق قيد التأسيس.
وحول مشاركته في المعرض أوضح الفنان الدكتور سائد سلوم أنه شارك بلوحة تصوير زيتي حاول من خلالها تجسيد الحالة الإنسانية والوجدانية عبر عدد من الوجوه بأسلوب تعبيري سريالي قدم فيه الوجوه بطريقة غرائبية وفوضوية وحالة حسية متألمة مع قيمة جمالية مضافة بطريقة فنية.
ورأى سلوم أن تنوع المشاركات في المعرض انعكس إيجابا لتقديم عرض عن سورية الجميلة بكل مستوياتها وغناها الثقافي والفكري مشيرا إلى أن مشاركة عدد من الفنانين الشباب في المعرض قدمت فرصة لدعمهم وتشجيعهم وتبادل الخبرات لكونهم أصحاب مواهب لها مستقبل مشرق في الحركة الفنية التشكيلية السورية.
وشاركت الفنانة حميدة السيد خريجة كلية الفنون الجميلة بثلاث لوحات رسمتها بقلم الفحم بطريقة الاسكيتش رسم أولي وأشارت إلى أن كل لوحة حملت موضوعا مختلفا فالأولى عبرت عن حالات الانتظار اما الثانية فجسدت حالات التشوه لدى بعض كبار السن اما اللوحة الاخيرة فعبرت فيها عن الهجرة وما تحمل من معاناة حاولت عبرها إظهار بعض صور الواقع مهما كانت مؤلمة .
واختارت الفنانة سوسن مغمومة خريجة كلية الفنون الجميلة حارة دمشقية قديمة موضوعا للوحتها وعبرت عن الجمال الكامن في خطوط هذه الحارة وأبعادها حيث أوضحت أنها تقصدت إظهار صورة الجمال الدمشقي الذي يزداد مع تقدم الزمن مشيرة إلى أن المشاركات المتعددة في المعرض ساهمت في إظهار المنافسة بين المشاركين من جهة وتنوع الأعمال الاستفادة من خبرات الفنانين القدامى الذين ما زالوا متابعين ويقدمون إبداعاتهم من جهة أخرى.
يذكر أن معرض سورية الجمال مستمر لمدة أسبوع في ثقافي أبو رمانة.